مرضى فضائيين هذه المرة

lovesickاعرب العديد من علماء البيئة والجيولوجيا المتحجرة عن دهشتهم لتقدم العراق في مساعيه العلمية بحيث انطلق سريعا نحو الفضاء ضاربا كل جهود ناسا الامريكية عرض الحائط.
ولم يبال العديد من الخبراء والمسوؤلين المقربين والعاملين في المجال الفضائي العراقي بالدجل الذي يسود الاوساط العلمية حول تجربة العراق الفضائية الفريدة حتى انهم سهروا الليالي الملاح الى الصباح بعد رفع منع التجول في ليالي بغداد وكان آخر ماتندروا به فتوى اداب لبس النعال في الاسلام والتي من شروطها ان تضع رجلك اليمنى في النعال قبل اليسرى اقتداءا بسنة الرسول.
المهم ايها السيدات والسادة اكتشفت هيئة النزاهة ان هناك مستشفى فضائي في البصرة وسرعان ماعقدوا اجتماعهم الطارىء المعتاد واجروا المسوحات اللازمة لمعرفة موقع المستشفى اولا ثم تاريخ البدء في تنفيذها والفواتير المترتبة على هذا التنفيذ.
وقبل ان ينتهي الاجتماع قال رئيس الهيئة وكان في كامل قواه العقلية :من المحير ان هذه هي القضية الاولى التي تصادفنا والتي لانستطيع حل رموزها والغازها بسهولة.
رد عليه احد الاعضاء وكان ايضا في كامل قواه العقلية:مولاي ،ان القضية واضحة ولاتختلف عن القضايا الفضائية الاخرى.
ضحك السيد الرئيس ساخرا وقال له انت لاتفكر ابعد من ارنبة انفك،اتعتقد اني لا اعرف ذلك؟.اني والله اصبحت خبيرا فضائيا لكثرة القضايا التي دققتها بعد ان قرأتها بعناية ولكن الامر في هذه القضية ليس سهلا،هل تستطيع ان تجيبني عن هؤلاء المرضى الفضائيين الذين كانوا في المستشفى وكيف كان يصرف لهم العلاج والطعام؟ بمعنى ادق هل كانوا ،وهنا يضحك ضحكة مجلجلة،يأكلون؟.
قال آخر وهو يداري غضبه ،الغريب انه لاتوجد كتب خروج من المستشفى لهؤلاء المرضى وهذا يعني انهم استحلوا”الكعدة” وظلوا فيها.
رد آخر،طبعا لا ايجار سكن ولا مصروف جيب للاولاد ولا الذهاب الى العمل وسط حرق الاعصاب اليومي واخيرا الهدوء بعيدا عن عياط المرأة وهي تصرخ بالاولاد والحيطان الى ان تنام.
مازالت الهيئة في غيبوبة مستديمة لعدم معرفة عدد المرضى والممرضين والممرضات والطبيبين والطبيبات والفراشين والفراشات والمنظفين والمنظفات.
فاصل ترابي: يقال ان سكان بغداد يعرفون جيدا ان التراب الزراعي لشارع ابو نؤاس ،وهو من النوع الجيد، قد تمت سرقته بعد ان احيط الشارع بسياج حديدي يمنع من خلاله المرور او العبور للراجلة والراكبة ويبدو من المؤكد ان هذا الخبر قد وصل الى اسماع عبعوب فماكان منه الا ان صاح ايباههههههههه.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.