” السجن “
عندما رحلت بالناقلة لمديرية السجون شعرت بمرارة غريبة .. لماذا أنا؟ هل يوجد عسكرى غيرى يتنقل مثل المومس من حضن الى حضن؟ و من وراء ذلك؟!
امام باب السجن لبرهة و هُنَيئة فكرت فى الهروب و كان شعورى بأنى انا المسجون!
ففى اول يوم شعرت فعلاً انا المسجون و رأيت ماذا يحل بالإنسان عندما يسجن بسبب فعل او مكيدة او غباء او تجنى و اكثرهم فقراء, و هذه ملاحظة خطيرة و قلت لماذا فقراء؟ إذن الغنى يستطع الإفلات فالمال عصب الحياة..
فى الأسبوع علمت بأن المساجين انواع منهم المذنب و منهم من دخل السجن نيابة عن <<مذنب احدهم>> و منهم من لُفِق له التهمة و منهم غبى جداً جداً و منهم من الجوع الجنسى ضحايا الاغتصاب, اعنى مُنَفذى الاغتصاب وكانت المعاملة تختلف حسب الجريمة, فمنهم جرائم شرف و انا ابن عشيرة و كنت اهتم بهم و يخرجون فى اشهر معدودة و هنا اثيرت فى مخى افكار المدنية .. هل يجوز القتل من اجل الشرف؟ و لأول مرة فكرت و قلت نعم و لكن الشرف هو ليس المرأة فقط و هذا ما تعلمته فى السجن.
كذلك استغلال رجال الأمن للسجناء فى غسل الملابس و تنظيف الأمكنة و الحلاقة , و الأكل و الشرب و امور اخجل ان اذكرها … و هى تحدث بين ألمساجين .
كذلك انها الحياة المتوحشة للإنسان و لكونى انسان اتعلم يومياً فتفكيرى يتقلب بين فكرى القديم و الفكر الجديد و قلت الأفضل قطع يد السارق بدلاً من جحيم السجون و بعد قلت, لا انها مأساة و هكذا كنت فى دوامة يومية حتى حدث حريق فى السجن و كنت احد المحروقين و نقلت الى المستشفى لمدة شهر.
يتبع