مخابيل التراث أورثونا الطعن المباشر وغير المباشر في اهتمام نبينا الأمين بالقرءان…فهم الذين قالوا:
1. بأن الرسول توفي ولم يجمع القرءان فتركه ليجمعه من بعده أو لا يجمعوه.
2. وهو الذي لم يوصي بجمعه ولا تدوينه.
3. وأنه كان يقول كل هذا الحشد من الأحاديث المخالفة للقرءان……بذات الوقت الذي يقولون بأنه كان خُلُقُهُ القرءان وأنه كان قرءانا يمشي على الأرض.
4. فبالله عليكم كيف يكون النبي أمينا على الدعوة؟…أليس هذا طعن مباشر وغير مباشر في إخلاص الرسول للرسالة؟!!!…..وهل سكون الرسول رسولا بغير القرءان؟….أم ظننتم أنه صار رسولا بالسنة التي كتبها البخاري وغيره!!!.
كيف تجرأت كل أجيال المسلمين على الإيمان بكل تلك الاعتقادات العجيبة؟.
وكيف ووافقتهم الشعوب في أقطار الأرض على ذلك الخبل التراثي؟.
وأي خبل جمعهم أن يقولوا الأمر ونقيضه ويصدقون الأمر ونقيضه!!!.
إن هذا يعطيك الصورة الإرهابية التي كانت عليها الدعوة الإسلامية أيام وعهود الظلام الفكري والإدراكي والعلمي لهذه الأمة ومنطقها في التفكير أيام ما كان يسمى بالسلف الصالح..
وعلاوة على تفشي الجهل وانعدام الإرادة والحرية في التفكير والكلام بالعهود التي تليه فإن تلك الحقائق تعطيك فكرة بأنه قد تصدرت طغمة فاشية في كل جيل لرعاية ذلك الخبل….ولا زالت تلك الطغمة تتصدر الخبل برعاية دستورية في كل دولة من الدول الحديثة.
لهذا تجدهم يقولون مرة بأن أبو بكر هو الذي جمع القرءان…ومرة أخرى يقولون بأن عثمان بن عفان هو الذي جمع القرءان….ولم يمنعهم الفجور أن يقولوا على استحياء بأن عمر بن الخطاب جمع القرءان،….
بينما أهملوا تماما قول ربنا تبارك وتعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17…..وكأنها آية لم تتنزل بالقرءان ..أو لم يكن لها ضرورة فلم ينشغلوا بوجودها في قرءانهم المجموع..
وأنهم لما جمعوه احتاروا في تسميته…فهناك من قال أن يطلقوا عليه اسم الإنجيل….وهناك من اقترح ان يكون اسمه [المجموع]…..وآخرون قالوا بأن يكون اسمه [المصحف]….وهناك من قالوا نسميه كتاب الله……..
أرأيتم كيف أن دستور الإسلام كم كان لقيطا لا يعلمون له إسمًا في ذلك التاريخ المخبول المسمى بالتراث الإسلامي الذي تدافعون عنه وتعارضونني من أجل أخابيلكم التراثية ولا تسمحوا لأنفسكم أبدا أن تفكروا في قوله تعالى {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17….فأنتم تهملون الآية كما أهملها الذين من قبلكم بينما أنتم تتعجبون لماذا لا يتقبل الله دعاءكم على اليهود طوال سبعين سنة بينما هم يتقدمون وأنتم تتقهقرون….ونزع الله المهابة منكم من قلوب اعدائكم ..فصرتم كما ترون.
لابد أن نعلم بأننا الأمة التي أهملت القرءان بينما يقول الله تعالى:
{123} وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى{126} وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى{127}.
وها أنتم أيضا تعارضونني لأجل اخابيلكم التراثية حينما ذكرت لكم بأن القرءان نزل مكتوبا من السماء وبخط رحماني وليس بالخط العثماني…فثار بعضكم وعارضوا وتكلمت معي صحافة الشرق والغرب…وتزلزل الكون لأجل مقال واحد خالفت فيه تراثكم المجنون.. لكنه تراثكم الذي تثورون لأجل ان يبقى بخبله وهبله.
ألم تسألوا أنفسكم كيف يكون لنبي الله موسى ألواح يكتب عليها التوراة وأشار إليها القرءان.
وكيف يكون لنبي الله إبراهيم صحف وأشار إليها القرءان [صحف إبراهيم وموسى]…بينما لا يكون لنبينا محمد شيئ مكتوب إلا ما رواه التراث المخبول من جمع أبو بكر أو عثمان للقرءان.
ولمن يبحثون عن نسخة القرءان التي كانت موجودة بعهد النبي محمد أقول لهم….بأنه لم يكن بعهد النبي محمد أوراقا مصقولة ولا صفحات مقصوصة…إنما كانت لفائف مختلفة الأشكال والألوان والأحجام …فكم من السنين ستبقى تلك اللفائف؟…..ثم ابحثوا أنتم عن مصحف أبو بكر الذي تدعيه قبل ان تبحثون عن مصحف نبينا محمد….فلما لم تجدوه سقتم لنا خرافاتكم.
فبهذا التراث تهدمت أربع دول ببأسكم الشديد بينكم وبأيديكم وبرعايتكم العاطفية للتراث الذي تبجلونه وتقومون بصناعة أصنام بشرية من صناديده ورموزه ….فتشردت سوريا وليبيا والعراق واليمن حينما تركتم آيات القرءان مهملة في ذاكرتكم ومهملة في أقوالكم وأفعالكم….فلعنة الله على من حاربوا باسم نشر السنة ومحاربة الشيعة….ولعنة الله على توظيف الدين لخدمة السياسة سواء أكان من الشيعة أو السنة فأكثرهم مشركون..كما أن لمذاهب الإسلامية خطوة على طريق تفرق المسلمين وإهانتهم لدينهم بذلك التفرق.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي