مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة يبشر باقتراب النصر
محمد محدثين: عاصفة الحزم ستقطع أذرع ايران… وتنقذ المنطقة
السياسة الكويتية
11/4/2015
حاوره- نزار جاف:
أشاد محمد محدثين, مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بعملية عاصفة الحزم ضد جماعة الحوثي في اليمن, ووصفها بأنها مواجهة للاحتلال الايراني لليمن, وتمنى لو ان هذه العمليات شنت قبل هذا الزمن.
واشار في حوار اجرته ك¯”السياسة” معه الى التدخلات الواسعة لطهران في الشؤون الداخلية لسورية والعراق ولبنان واليمن ودعا للاستمرار في هذه العملية حتى قطع أذرع ايران من المنطقة.
كيف تنظرون الى قرار تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة, وعملية “عاصفة الحزم” الهادفة الى دعم الشرعية في اليمن بمواجهة الميليشيات المدعومة من ايران؟
هذا الحشد العسكري ضروري جدا وليته قبل هذا الوقت فعلى أثر الاحتلال الأميركي للعراق, توفرت فرصة ذهبية لنظام الملالي للاستفادة من هذا الوضع. والعام 2003, أعلنت رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية, مريم رجوي, ان خطر تدخل النظام في العراق أخطر مائة مرة من خطر القنبلة النووية للنظام. كما ان المقاومة الايرانية قد حذرت مرارا بأن خطر النظام الايراني والعصابات الارهابية التابعة لها أكثر خطراً من داعش والقاعدة ومن دون قطع يد النظام الايراني عن العراق وسورية فان الصراع ضد الارهاب والتطرف لن يصل الى أية نتيجة.
مع الأسف, لم يمنح العالمان الغربي والعربي الاهتمام اللازم لهذه التحذيرات ولذلك رسخ النظام الايراني نفوذه وهيمنته في العراق, وهذه الهيمة قد وصلت الى ذروتها عقب خروج أميركا من العراق. عندما تمكن النظام الايراني من تثبيت أقدامه في العراق, فقد وسع من تدخلاته في بلدان المنطقة الاخرى في لبنان وفلسطين وبعد بدء ثورة الشعب السوري, منذ العام 2011, قام بتدخل واسع من أجل قمع الثورة وقتل شعب هذا البلد, من الطبيعي لو لم يكن هنالك من نفوذ وهيمنة للنظام في العراق, لما كان بالامكان القيام بهكذا تدخلات واسعة في سورية. كما انه لو كانت هناك من مساءلة عن الاطماع التوسعية والعدوانية لهذا النظام في سورية والعراق, فاننا لم نكن سنواجه احتلال اليمن من جانب عملاء هذا النظام.
عملية”عاصفة الحزم”, اول مانع واجابة جدية ازاء عدوانية النظام خلال العقد المنصرم ولهذا فقد كان غير موقع من جانب النظام وأربك حساباته وإذا استمرت هذه العملية بحزم حتى النهاية فانه ستسفر عن انقاذ كل المنطقة ومن ضمنها سورية والعراق من شر الفاشية الدينية. اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام الايراني وعملاؤه هي لغة الصرامة والحزم. التطرف الذي يعتبر نظام الملالي مؤسسه وحاميه الاساسي, يكون في مأمن عندما يترك وشأنه وفي أي مكان يواجه مقاومة وحزما فانه سرعان ماينسحب. لنعد للذاكرة الحرب الايرانية العراقية, عندما كان النظام الايراني في آخر سنة من الحرب يواجه العمليات العسكرية للمقاومة الايرانية(جيش التحرير الوطني) من جانب, ومن جانب آخر كان يواجه حزما من جانب المجتمع الدولي, فانه وضع جانبا شعاراته الموغلة في الدجل نظير فتح القدس من طريق كربلاء وتجرع الخميني كأس سم وقف اطلاق النار.
نظام الملالي الذي يواجه طرقا مسدودة وأزمات ستراتيجية ومميتة, فانه قد استفاد كثيرا خلال العقدين الاخيرين من سياسة الضعف والاستمالة من جانب الدول الغربية وسكوت وصمت دول المنطقة ازاء اعتداءاته, وعوض ضعفه بالتدخل في دول المنطقة. قطع يد الملالي وعملائهم في اليمن, يجب أن يشمل كل المنطقة وخصوصا العراق وسورية.
الشعب الايراني برميل بارود سينفجر قريباً في وجه ملالي طهران ويحرر بلاده من الطغيان
رغم تحذيراتكم المتكررة للدول الغربية من مغبة ابرام اتفاق نووي مع ايران, يبدو أن الاتفاق بات قريبا, ماذا يعني ذلك بالنسبة اليكم؟
دعني أخبرك بأنه وكما أعلنت السيدة رجوي أؤكد من جانبي وأكرر بأن البيان المشترك للنظام الايراني ومجموعة 1+5, وانسحاب النظام خطوة, قد جاء على أثر “عاصفة الحزم” وأتحاد دول المنطقة ضد الاطماع التوسعية والاعتداءات من جانب الفاشية الحاكمة في ايران ضد اليمن, والآثار الواضحة للعقوبات والاوضاع القابلة للانفجار للشعب الايراني, اضافة الى الانذارات المتكررة للكونغرس الأميركي للمواجهة الحازمة مع هذا النظام وزيادة الحصار والعقوبات.
هذه العوامل التي أدت في النتيجة الى اجبار نظام الملالي بانسحاب اجباري باتجاه تجرع السم النووي. هذا الانسحاب جاء على أثر الخوف والضغط وهو متعارض وبوضوح مع المباني والخطوط التي أعلنها خامنئي شخصيا قبل أسبوع من ذلك.
لكن بيان العام ومن دون تاييد او توقيع رسمي من جانب خامنئي, لايمكن أبدا أن يقطع طريق القنبلة الذرية على المراوغات والخداع من جانب الاستبداد الديني. استمرار التفاوض مع الفاشية الدينية لايمنح المنطقة والعالم الامن النووي. اجبار النظام على الخضوع لقرارات مجلس الامن الدولي هو ببساطة طريق منعه من الحصول على القنبلة الذرية. وان مشروع المفاوضات منذ العام 2002, خصوصا ماراثون السنة والستة أشهر الاخيرة, شهادة واضحة لحقيقة ان نظام الملالي يفهم لغة الصرامة والقوة فقط.
إن المرونة والامتيازات الممنوحة من جانب مجموعة 1+5, لنظام غير قابل للاعتماد والثقة في العالم, بامكانها أن تمنح فقط زمنا أكثرلهذا النظام وهو أمر يزيد من الاخطار المحدقة بالشعب الايراني والمنطقة والعالم.
اما المقاومة الايرانية منذ البداية وكمهمة وطنية لها فقد أكدت بأنها ترحب بتخلي نظام الملالي عن البرنامج التسليحي النووي وانتاج القنبلة النووية.
واذا لم يقف المجتمع الدولي بحزم بوجه المشروع النووي للنظام ويسد الطريق على حصوله على السلاح النووي, فان هذا النظام سوف يتجاسر في اعتداءاته ضد دول المنطقة. وان الازمة التي اوجدتها ايران في المنطقة هو أمر يتكون من ثلاثة عناصر. الاول القمع الوحشي الداخلي, الثاني تصدير الارهاب والتطرف الديني والتسلط على دول المنطقة, الثالث الحصول على القنبلة الذرية.
تدخلات ايران
ماذا تهدف ايران من وراء تدخلاتها في المنطقة العربية وهل يوافق الشعب الايراني على ممارسات النظام؟
تصدير التخلف والتطرف ضمن ستراتيجية النظام في سبيل حفظ سلطته. في كتابي الذي أصدرته العام 1993, تحت عنوان”التطرف الاسلامي التهديد الجديد للعالم”, وضحت هذا الجانب بصورة مفصلة.
تحقيق هذا الهدف موكول بعهدة الحرس الثوري وقوة القدس الارهابية. بالاضافة الى ذلك, فان النظام ومن خلال ايجاد مؤسسات نظير”منظمة الثقافة والعلاقات الاسلامية” و”مجلس أهل البيت وتقريب المذاهب” وشبكة السفارات والدور الثقافية والمساجد والحسينيات في سائر البلدان, فانها تساهم بالعمل من أجل تحقيق ذلك.
ولهذا السبب جعل الحرب تستمر رغم أنه ومنذ بداية العام 1983, كان هنالك امكان وقف اطلاق النار وتحقيق السلام. هذا النظام ومنذ البداية كانت تجول في رأسه فكرة احياء الخلافة العثمانية وامبراطورية اسلامية وسيطرته على العراق كان بمثابة قاعدة للانطلاق نحو تحقيق هذا الهدف. دستور هذا النظام وتصريحات قادته تطالب بايجاد”اتحاد الشعوب الاسلامية” وتعتبر ايران بمثابة”أم القرى”للعالم الاسلامي.
ليس عبثا أن يعتبر النظام وبوقاحة سورية محافظته رقم 35 ويعتبر أربعة عواصم عربية(بغداد, دمشق, بيروت وصنعاء), تحت سلطته, اما علي يونسي مستشار روحاني فقد اعتبر العراق عاصمة لإيران.
الشعب الايراني كما عارض وبصورة واسعة الحرب ضد العراق, فانه معارض بقوة أيضا لسياسة تصدير التطرف والارهاب من جانب نظام الملالي لسائر دول المنطقة.
لقد قال العميد علي شمخاني, الامين العام لمجلس الامن القومي لنظام الملالي في مراسم عزاء جنرالات الحرس الثوري المقتولين في العراق وسورية في الشهر الماضي, قال لو لم نضح بالدماء في سورية والعراق فان علينا أن نضحي بهذه الدماء في طهران للمحافظة على النظام .
لماذا لا يتحرك الشارع الايراني ضد النظام رغم الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها؟
اقترنت سلطة النظام الفاشي الديني للملالي خلال الاعوام ال¯ 36 المنصرمة بأكبر مستوى من القمع والعنف وموجة الاعتقالات والاعدامات. فتنفيذ حكم الاعدام بحق 120 ألف سياسي سابقة ليس لها مثيل في التاريخ الايراني المعاصر. الحكم السائد في ايران, قمع مطلق غير قابل للمقارنة مع الدكتاتوريات الاخرى. ورغم كل هذا القمع فان الشعب الايراني لم يستسلم ولم يكف عن النضال. الانتفاضة المليونية في عامي 2009 و2010 مع شعارات الموت للدكتاتور والموت لنظام ولاية الفقيه, بينت للعالم كله الموقف الحقيقي للشعب الايراني من هذا النظام.
في العام الماضي كان هنالك أكثرمن 5 الاف و700 حركة اعتراضية من جانب العمال والكادحين, المعلمين والشرائح المختلفة الاخرى للمجتمع الى الحد الذي وصل الى أعماق السجون, وتجسدت في تظاهرات واعتصامات واضراب عن الطعام وقمع النظام بأكثرمن 1200 حالة اعدام وفي الاشهر الاخيرة كان معدل الاعدامات اليومية بين حالتين الى ثلاثة حالات اعدام, وللوقوف بوجه الانتفاضة الجماهيرية فان فرض أجواء القمع والرعب والوحشة كان مستمرا على الدوام من جانب النظام.
مايثير قلق النظام كثيرا بهذا الخصوص, وجود مقاومة منظمة تستطيع بسرعة وبصورة حيوية تغيير هذه الاعتراضات المبعثرة بتحرك عارم يسقط النظام وهذا الان جربه النظام في انتفاضة 2009 ولهذا السبب فانه الان يتوجس ريبة من مواجهة هكذا ظروف, وهو الحد الاعلى من القمع والعنف في مواجهة أية حركة احتجاجية, لأنه يعلم أن المجتمع الايراني مثل برميل بارود مملوء بالغضب, وان أية حركة احتجاجية من الممكن أن تصبح بالضرورة الشرارة المطلوبة لانفجار المجتمع.
هل لديكم رؤية وتصور بشأن الرد الايراني المحتمل على عملية”عاصفة الحزم”, وهل تتوقعون مواجهة ايرانية سعودية ؟
النظام فوجئ بعملية”عاصفة الحزم”. اذا استمر العمل بهذا الحزم وتابع بجدية أئتلاف المنطقة أهدافه المعلنة أي استسلام عملاء النظام, فانه ليس بمقدور النظام القيام بأي شئ بخصوص اليمن. الفاشية الحاكمة في إيران هي في مواجهة فقط من أجل بقائه واستمراره واية مواجهة جدية ضده, تستوجب توقفه والانسحاب الى الخلف.
هل لديكم خطة للعمل من أجل ما تؤكدونه دوما في بياناتكم ومواقفكم بشأن(قطع أذرع ايران)من المنطقة؟
اتحاد عاصفة الحزم, مثال جيد جدا ضد احتلال ايران لليمن. هذا مسار صحيح من أجل قطع ذراع النظام الايراني في اليمن وفي نفس الوقت يعتبر خطوة عملية باتجاه الدعوة لقطع أذرع النظام الايراني من جميع المنطقة. هذه سياسة يجب أن تسري على جميع المنطقة وخصوصا في العراق وسورية وهذا تحديدا ما أرادته قوى الثورة السورية. قائد الائتلاف الوطني السوري السيد خالد خوجة تحدث بصراحة عن احتلال النظام الايراني لسورية وقادة العشائر العراقية طلبوا حماية الدول العربية لتخليص بلدهم من احتلال قوة القدس والميليشيات التابعة لها.
ولهذا ومن أجل قطع يد نظام الملالي من المنطقة يجب:
اولا¯ أن تستخدم كل الامكانيات السياسية, الديبلوماسية, المالية, التسليحاتية والعسكرية لحماية الجيش السوري الحر وتلك حلقة مهمة جدا من أجل قطع يد النظام الايراني من المنطقة.
ثانيا¯ عن طريق الولايات المتحدة الأميركية او عن طريق تقوية التوجهات الوطنية العراقية وتقوية القوى السنية الاصيلة, ابعاد النظام الايراني والميليشيات التابعة له من الساحة العراقية. العراق الذي يخضع بصورة عملية لاحتلال النظام الايراني, بمثابة قاعدة لانطلاق النظام باتجاه أقسام أخرى من العالمين العربي والاسلامي.
ثالثا¯ عملية”عاصفة الحزم”, يجب أن تستمر حتى قطع ذراع النظام عن اليمن بشكل كامل. فالنظام الايراني وقسم من قوى المنطقة والعالم يريدون عن طريق الخداع تقديم اقتراح التفاوض مع الحوثيين لاتقاذهم والحفاظ على موطئ قدمهم في اليمن وبجوار باب المندب. استمرار عاصفة الحزم حتى تحقيقها لكل أهدافها سوف يعمل في النتيجة على تجنيب المنطقة حروباً أكبر وأكثر دموية وكلفة.
رابعا¯ اتحاد سياسي للمنطقة ضد نظام الملالي ضروري لقطع يد النظام الايراني.
خامسا¯ الشعب والمقاومة الايرانية اللذين يواجهان الفاشية الدينية منذ خمسة وثلاثين عاما, عضو فعال ومؤثر لهذا الاتحاد ومن أجل الخلاص الكامل للمنطقة من هذه الظاهرة المشؤومة فمن الواجب أن يتمتعان بحماية دول المنطقة.
إسقاط النظام
ما خطة المعارضة الايرانية لاسقاط النظام وكيف تتواصل مع الداخل؟
المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق, لديهم الوسائل الاصلية لاسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في ايران وهي الدعم الشعبي الواسع والسخط الشعبي العام من نظام الملالي وتنظيمات منسجمة رغم القمع المضطرد ومخططات النظام فانها ليس فقط لم تتلاش وانما قويت أكثر والنفوذ الواسع في المؤسسات الحكومية والوصول الى أكثرالمعلومات سرية للنظام. ودعم الايرانيين في خارج البلاد وخلال اجتماع واحد تم حشد أكثرمن مائة ألف فرد في التجمع الواسع للمقاومة في باريس.
مجاهدو مخيم ليبرتي في العراق والذين هم شخصيات وكوادر سياسية ولديهم امكانيات كبيرة لادارة المجتمع الايراني.
دعم أكثرية الكونغرس الأميركي, البرلمان الاوربي, برلمانات الدول الاوربية والشخصيات البارزة والقادة السياسيين في أوروبا وأميركا.
هذا على الرغم من أن العوامل المؤثرة فان القمع المطلق في الداخل وتصدير الارهاب والتطرف الديني الى خارج حدود ايران ساعد على بقاء النظام مع الاشارة الى أن بعض القوى الدولية وقوى المنطقة مارست الضغط على المقاومة. اذا تمكنت دول المنطقة وجيراننا من تنفيذ خمسة نقاط من أجل قطع يد النظام, فان المقاومة ومن دون شك تتمكن بسرعة من اسقاط هذا النظام وتحقق الديمقراطية لايران والسلام للمنطقة.