محلل سياسي يكشف لـ”فارس” عودة الاحتلال الاميركي للعراق عبر داعش الارهابي مؤكدا ان داعش قد صنعت من قبل “اميركا وبريطانيا واسرائيل”
محلل سياسي يكشف لـ”فارس” عودة الاحتلال الاميركي للعراق عبر داعش الارهابي
تحدث الاعلامي والمحلل السياسي، وداد عبد الزهرة فاخر، بكل وضوح عما يجري في العراق من احداث امنية تتمثل بتنظيم داعش، وما تقوم به اميركا حاليا بقصف مواقع تابعة لتنظيم داعش بعد ان امتنعت لمدة شهرين عن مهاجمته، وكيفية عودة الاحتلال الاميركي الى العراق عبر هذا التنظيم.
بغداد (فارس)
ويقول المحلل السياسي وداد عبد الزهرة، في حوار مع مراسل وكالة انباء فارس، بان اميركا خرجت خالية اليدين من العراق بعد الاتفاقية الاخيرة حيث ان المفاوض العراقي لم يترك لها موطئ قدم، مما جعلها تعيد افكارها حيث صنعت تنظيم داعش وزجت به في سوريا ومن ثم العراق لتأتي اخيرا وبكل علنية للدخول الى العراق.
وهنا نص الحوار:
س/ هل سينتهي تنظيم داعش في العراق بعد تشكيل الحكومة القادمة ولماذا ؟
أولا وقبل كل شئ دعوني اوضح أمرا قبل الحديث عمن يسمونها بـعصابة ” داعش ” فهي عصابة تشكلت بتخطيط أميركي ، فقد اعترفت بذلك هيلاري كلنتون في شهادة لها امام الكونغرس الامريكي عندما قالت ” نحن من صنعنا القاعدة قبل عشرين عاما لمحارية الاتحاد السوفييتي “، وتمويل مالي سعودي قطري، ودعم لوجستي تركي . وطبقا للوثائق الصادرة من ادوارد سنودن صاحب موقع ويكليكس فان البغدادي الذي يفترض انه زعيم لتنظيم “داعش” الإرهابي قد تم تدريبه من قبل الموساد الإسرائيلي لمدة عام كامل ويمكن أن يكون في الواقع عميلا للموساد . وان الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين يدعمونهم بالسلاح والمال بالإضافة إلى حصولهم على المال من السعودية والكويت وقطر . وخير شاهد على ذلك قرار وزارة الخزانة الاميركية حول الكويتيين شافي العجمي وحجاج العجمي وآخرين . وما صدر من تقرير روسي يضفي ظلالا اكثر على مصادر التمويل فقد ورد في التقرير الروسي إن : الهاشمي وشخصيات كردية بارزة ممولين لداعش في العراق .
وكانت وثائق قد أشارت ان مجاميع تنظيم داعش قد تم تأسيسها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل كجزء من إستراتيجية تدعى “عش الدبابير ” لجلب جميع المسلحين المتطرفين من كافة أنحاء العالم إلى سوريا لتنفيذ إستراتيجيتهم بموجب نظرية الارض البديلة أي جر الارهابيين لاراض بعيدة عن الاراض الامريكية وبدء الصراع معها كما جرى اول الاحتلال الامريكي للعراق . اذن فنحن أمام منظمة ارهابية مدعومة اقليميا ودوليا مهمتها تخريب وتفكيك دول المنطقة وخلق دويلات ضعيفة لا تستطيع الوقوف مستقبلا بوجه اسرا ئيل ، والهيمنة الكلية على خيراتها خاصة النفطية والغازية. واقولها بكل صراحه ان ما يسمى بـ ” داعش ” تسير على النمط الصهيوني في اسلوبها الارهابي الذي اتخذته العصابات الصهيونية من شتيرن والهاجاناه واخواتهما باشاعة الموت وتخريب المدن وتهجير السكان ومن ثم الاستيطان . اذن فنحن قادمون نحو الاخطر، لان الخطة تتمثل باقامة ثلاث دويلات عنصرية وقومية في المنطقة اثنتان جديدتان الى جانب الدويلة الصهيونية واحدة باسم الاسلام العنصري وهي دويلة ” داعش” ، والاخرى ذات طابع شوفيني قومي هي الدويلة الكردية . واذا لم يسارع خط المقاومة في المنطقة بخلخلة ودحر الكيان الصهيوني ستتشكل في المنطقة اخطار جديدة اخرى .
وهذا رد على السؤال لان الحكومة العراقية القادمة تعاني من نفس الامراض والسلبيات السابقة في عملية ولادة حكومة تعاني اصلا من تشوهات ولادية لا ينفع فيها حتى جهاز الحضانة الامريكي الداعم الاساسي لرئيس الوزراء المكلف العبادي ولا تهليلات وتصريحات السعودية وكل من ورائها ، خاصة بعد ان صدم الجمهور الاكبر من العراقيين بما استطيع ان اسميه بـ ” الردة الديمقراطية ” ، اثر القفز على الفائز الحقيقي في الانتخابات الاخيرة وتحويل رئاسة الوزراء بدعم اقليمي ودولي ومحلي لشخصية قال عنها وكيل وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط وايران ” كنا ندفع بعض السياسيين العراقيين باتجاه اختيار شخصية عراقية معينة لرئاسة الوزراء ” ، وقد صبغ هذا الاختيار عن عمد طابعا دينيا مذهبيا .
س/ لماذا تحركت اميركا مؤخرا بضرب مواقع داعش في العراق؟
اذا لم نتحدث عن شركات امريكية ومستشارين امريكيين يقدرون بـ 130 مستشار في اربيل . فالمحرك الرئيسي للتحرك الامريكي بعد ان توجه داعش نحو اربيل مركز الموساد الاسرائيلي ، ومراكز السي آي أي الامريكية ، وكم هائل من الشركات والمصالح الاوربية ، والاهم من كل ذلك النفط والغاز المكتشف حديثا في المنطقة الكردية . ألا يستحق كل هذا كل الجهد العسكري الامريكي ؟ . لكن مع كل ذلك فهناك نظرية التحجج بالهجوم ” الداعشي ” من اجل تنفيذ عملية تسليح اربيل باسلحة ثقيلة تستطيع مستقبلا ان تقف بوجه الدولة المركزية .
وايران الشاه ليست ببعيده عنا وهي سنين عدة لو نظرنا للخلف وما جرى من عمليات تسليحية للاكراد بدعم وجهد امريكي ايراني لم يوقفه الا اتفاق الجزائر العام 1975 مع شاه ايران .
فما حصل في الموصل او سنجار او تلعفر وباقي مدن المكونات العراقية الصغيرة لا يرقى لدرجة اهمية اربيل وما يختزنه العقل الامريكي من اجل التحضير للدويلة الكردية القادمة . اذن هناك كم هائل في اربيل من المصالح النفطية والمالية والستراتيجية ، لامريكا واوربا واسرائيل هي من دقت جرس الانذار وحركت ” الضمير ” الامريكي الذي نام يوم دوهمت الموصل ، واستبيحت دماء واموال واعراض المكونات العراقية الصغيرة .
س/ في بداية الامر اعتبرت امريكا الازمة في العراق على انها طائفية واليوم تبدي تخوفها من تنظيم
داعش وقامت بقصفه؟
امريكا هي التي برمجت وصنعت الطائفية في العراق ، وكان القصد من اطاحتها بنظام المقبور صدام حسين ، ما هو الا استباق سريع لوأد أي انتفاضة جماهيرية تطيح بالبعث وتزيله من على ارض العراق . لذلك سارعت لاسقاط النظام البعثي بعملية عسكرية للتخلص فقط من صدام حسين والحلقة الضيقة جدا المحيطة به ، وترك تنظيم البعث وقياداته العسكرية والامنية السابقة تسرح وتمرح في ارض العراق ، وهو ضمن ستراتيجتها باشاعة عملية الفوضى الخلاقة في المنطقة . وكانت بداية التقسيم الطائفي في مجلس الحكم ، ثم في التشكيلات الوزارية المتعاقبة بحجة ” حكومة الشراكة الوطنية ” ، و” المحاصصة القومية والطائفية ” وزرع نبتة التقسيم الطائفي والقومي بدءا من رئيس الجمهورية الكردي مرورا برئيس مجلس النواب السني فرئيس الوزراء الشيعي ، دون النظر للكفاءة العلمية ، والقدرة الشخصية ، والجهادية والوطنية .
ثم كات ثالثة الاثافي اخيرا كما يقال عندما طرح البديل الجديد مصطلح ” المقبولية الوطنية ” ، وكسياسي اعتبر هذا المصطلح هو الضد النوعي من المصطلح الديمقراطي ” المشروطية ” . وهي لغة سياسية غريبة تعود بالعراق والعراقيين للوراء ، وتزيد من التناحر المجتمعي بين حتى فئات المذهب الواحد ، واقصد به ” المذهب الشيعي ” .
وما عملية القصف الامريكي لعصابات ” داعش ” الا مشهد هوليوودي فاشل ، والا أين كانت امريكا يوم استبيحت الموصل ومدن وقرى المكونات العراقية ، وسبيت نسائها وبناتها ، ونهب بعض الاعراب من ازلام امريكا اموالهم واملاكهم وبيوتهم ؟؟ ! .
ثم هذه ناحية آمرلي الشيعية التابعة لقضاء طوزخرماتو تعاني من حصار وهجوم ” داعشي ” لا انساني تحت انظار أمريكا وحلفائها . فبأي مكيال تكيل امريكا ؟؟؟!
س/ هل هناك سيناريو جديد لامريكا ستقوم بتنفيذه في العراق ؟
السيناريو الجديد يتمثل في التمدد بالمنطقة ومن ضمنها العراق وبرأيي ستكون هناك ثلاث دويلات بالمنطقة وامتداد دويلة ” داعش ” من الرقة بسوريا للانبار والموصل وتكريت واجزاء من ديالى عملية احتلال جديدة تربط بلدين مهمين في المنطقة ، وتثير من اشعال الحرب الطائفية بالوكالة عن امريكا والاطلسي . وبذا فهو احتلال غير مباشر ولكن بقوى عميلة ستمهد لاحتلال امريكي مباشر من خلال تخويف دول المنطقة بخطر داهم هو ” داعش ” . وما يثير الخوف اكثر قرار مجلس الامن الدولي الذي يمكن ان يستخدم ضد دول المنطقة بحجة التدخل لمواجهة ” داعش ” لان القرار عائم ولا يستند على قراءة واقعية حقيقية .
س/ هل يعيد تنظيم داعش الاحتلال الامريكي الى العراق ؟
خرجت امريكا من احتلالها للعراق خالية اليدين ، ولم يترك لها الاتفاق العراقي أي مجال لترك قوات وقواعد عسكرية كما حصل في المانيا واليابان ، ولا حتى خبراء عسكريين . لذلك كانت عملية احتلال الموصل من قبل عصابات ” داعش ” التي كانت تتدرب في الاردن من قبل وتم نقلها عن طريق الجو لتركيا في قاعدة هاتاي التركية بطائرات امريكية ، ثم تم نقلها لاربيل حيث كانت هناك مئات السيارات ذات الدفع الرباعي مجهزة باسلحتها ، مع ملابس جاهزة للارهابيين – لوحظ ان جميع الارهابيين كانوا يرتدون ملابس جديدة بالكامل مع الاحذية – ومن اربيل لدهوك فالموصل . والا فليقل لي أي مراقب للاحداث من اين دخلت مئات العربات واطنان من الاسلحة والملابس والاف الارهابيين ؟! . وبهذا العمل استطاعت امريكا من جديد ان تتدخل في العراق اول الامر بمجموعة من العسكريين بحجة التخطيط لمواجهة ” داعش ” ، رغم انها تستطيع ان تساعد العراق عن طريق تنفيذ العقود العسكرية التي تباطئت امريكا بالتنفيذ بحجج واخرى . ثم بدا سيل من العسكريين والخبراء يصل شمال العراق مع اسلحة ثقيلة متنوعة دون اذن او علم الحكومة المركزية ، وتدخل عسكري جوي وخرق للاجواء العراقية لم يجري أي اتفاق مسبق عليه . فكيف يكون شكل العودة الغير ميمونة للاحتلال الامريكي للعراق بعد ان وضعت ” داعش ” حجة للتدخل الامريكي في شؤون دول المنطقة مضافا لكل ذلك الجنود الغير مرئيين من عملاء للمخابرات الامريكية والموساد ، وقتلة مأجورين واستخبارات دول تضمهم في داخلها مجاميع عصابات ” داعش ” الارهابية . أي ان هناك احتلال امريكي غير مباشر بواسطة عصابات دربتها السي آي أي الامريكية والموساد الاسرائيلي واطلقوا لهم العنان اول الامر للهجوم على سوريا ، ثم تحولوا الى العراق وفق الخطة المعدة مسبقا ، وهي البديل عن حرب الاطلسي على شعوب المنطقة ، واختراق لدولها للموساد الاسرائيلي بواسطة البديل الجديد ” داعش ” .
* ناشط في مجال مكافحة الارهاب
alsaymarnews@gmail.com