الكل حكي عن مستقبل العلويين في سوريا ، و شو اللي ناطر العلويين بعد سقوط الاسد الحتمي، و شو اللي رح يترتّب عن وقوف العلويين الى صف الاسد في معركتو ضد الشعب السوري..
و لكن..
هل حدا حكي عن مستقبل السنّة في سوريا بعد سقوط النظام ؟؟؟
رح نفتح عيوننا في يوم قريب من الايام ، و نشوف بشار الاسد اما هارب او مقتول او أسير..
ملفات عديدة رح نواجهها كسوريين بشكل عام، و مسلمين سنّة كأبرز المتضررين من حرب الإبادة بشكل خاص..
بعتقد انو ملف المفقودين رح يكون من ابرز التحديات اللي رح نصادفها باليوم الاول .. ناس ما منعرف وينهون ، ما منعرف اذا عايشين او ميتين ، ما منعرف اذا جثثهم مدفونة او محروقة او مقطّعة..
سبعين الف مفقود ما منعرف اذا لازم نصدر بحقهم شهادات وفاة ، او نترك أهاليهم عايشين على امل يلتقوا فيهم بيوم من الايام!!!!
و ما بيزيد ملف المفقودين أهمية عن ملف اللاجئين العائدين.. ستة مليون لاجىء بحاجة فورا الى ستة مليون بيت لايواءهم ، و بحاجة فورية لأسقف و حيطان غير موجودة، و بحاجة لمئات المليارات من الدولارات اللي سالت مع الدم السوري لبدء العمل ببناءها..
عداكون عن ملف أهالي الشهداء اللي فقدوا أبناءهم و معيليهم و ازواجهم و رجعوا الى بلد من دون مصدر للاسترزاق .. فاكتر من نص مليون عيلة ممن فقدوا رجالهون رح نشوفهون عاجزين عن تأمين لقمة خبز يسدّوا فيها زاوية جائعة من زوايا معداتهم..
غير ملف العلم و المدارس.. فأكتر من مليونين طفل الهون تلات سنين ما حملو كتاب يقرؤا فيه، و لا دفتر يكتبو عليه .. فلو توقفت الحرب اليوم رح نشوف مليونين طفل من دون مدارس لإعادة تأهيلهم و الاستثمار فيهم لسوريا جديدة ..
عداك عن ملفات الأمراض النفسية ، و الأعطاب الجسدية ، و تأثيرات السلاح الكيماوي ، و ملف المعاقين ، و ملف المسلحين ،و ملف تفكك النسيج الاجتماعي ، و ملف اهتراء النسيج الطبقي..
من هون بحب قول لكل مين واقف مع الاسد بشكل عام، و بوجّه كلامي للعلويين بشكل خاص..
هل دم نص مليون سنّي ما أروى حقدكون لهلأ ؟؟
هل دموع ستة مليون خايف سنّي ما بلّلت قلوبكم المليانة شحار؟؟
هل ضجيج المعدات الخالية لعشرة مليون سنّي ما أشبعت كراهيتكون الغير مبررة ؟؟
رح يطلع مين يتفزلك عند هالمسا و يقول : لا تعمّم يا ابن الصوفي ..
بوعدك ايها المثقف المتفزلك، يا ابو العواطف الانتقائية ، انّو أتوقّف عن تعميم القاتل، فقط لما بشوف انو الموت و التشرّد و اللجوء و الخوف و الهروب و الجوع صار عمومي عند الكل، و ليس حق خاص و حصري و مكفول و مضمون و من دون شروط و محصور بأهل السنّة فقط..
موعدنا الوطن..