شاهدت أمس فيلماً ناعماً عن قصة حب بين صبي صغير وصبية في صف واحد في المدرسة.
الصبي وسيم ومطيع لأهله لم يستكمل بعد ملامح شخصيته، أما الصبية فتملك شخصية قوية وذكاءاً مع مسحة من الجمال لا ترقى إلى الفتنة.
في حديث مع والدها، عبرت الصبية (جولي) عن إعجابها بِالصَّبِي، فسألها: وما هو شعوره هو؟ فقالت: ماذا تعني؟
قال لها: عندما تشاهدين بقرة وحيدة فهي تبقى بقرة، وعندما تشاهدين عشباً وأزهاراً فهي تبقى نباتات، وكذلك عندما تتسلل أشعة الشمس عبر الأغصان فهي لوحدها مجرد ضياء …
أما إذا جمعتي هذه الأجزاء مع بعضها فستحصلين على لوحة طبيعية رائعة الجمال. يجب أن تحرصي يا فتاتي على جمع المكونات لتعايني مشهد الكل. لذلك سألتك عن شعور الصبي نحوكِ لتكتمل الصورة.
بعد الإعجاب الشديد بدأت الطفلة جولي تنظر إلى رفيقها بعين ناقدة فأدركت أنه أقل بكثير من مجموع مكوناته (وسامته، لطفه، رقته ..الخ).
وفِي نفس السياق بدأت في تدارك مكوناتها فقررت زيارة عمها في المصح العقلي، وبدأت تشعر أنه فرد من عائلتها المحدودة الدخل والتي غدت تفخر بها، مما حقق لها الإستقرار النفسي وجعلها تنسى أمر الصبي المطيع لعائلته المتعالية.
تفاصيل القصة غير هامة، فالصبي أيضاً بدأ بالتحرر من سلطة أبيه، واستكمل مكوناته المحببة ليصبح كلّاً متكاملاً جميلاً، جعل الأمور تعود إلى مجاريها ويعود الحب إلى المرابع.
العبرة من القصة هي ضرورة جمع المكونات ليكتمل المشهد في كل ما يصادفنا من بشر وأشياء.
أنظر إليك يا سوريا الحبيبة وأعاين مكوناتك الجميلة، من دمشق الساحرة إلى حلب القادرة، إلى ريفك المهمش رغم جماله، إلى طاقاتكِ البشرية النشيطة، إلى جو التآلف والتحابب الذي يميز مواطنيكِ، وأقول: متى سيكتمل المشهد ونراك سالمة منعمة في كُلِيَّتك بعد جمع أجزائك المبعثرة.
كوني يا بلدي أفضل من مجموع مكوناتكِ، سوريا يا ذات المجد …