متى يعرف المسلم مكانته الحقيقيّة؟

سبق وكتبت ان القرآن يزرع حالة جنون الإرتياب لدى اغلب المسلمين . الغريب ان وصف العلم لهذا المرض النفسيّ المستعصي ينطبق تماماً على سلوك المسلمين اليوم او على الأقل ما تربيّنا عليه وسمعناه في منابر الجمعة وما علّمونا اياه في كل محفل دينيّ.
يقول الطب النفسي معرّفا هذا المرض: (المريض بالهذاء يشك دائما في نوايا الآخرين ويرتاب في دوافعهم، ويعتقد دائماً أن الناس لا يقومون بتقديم خدماتهم أو مساعداتهم إلا لغاية في انفسهم، فتنصرف عنه الناس، عندئذ تزداد شكوكه فيهم وتقوى عنده مشاعر الحقد والغضب عليهم،
وهو يضخم الأمور، ويتصرف بشكل عداوني فيلجأ إلى الإسقاط، اي بدلاً من أن يعلن كرهه ما يقول إن الآخر هو الذي يكرهه.وهو لا يؤمن بالصداقة فهو دائم الشك، ومن يتودد إليه خاسر، لأنه سيعتبر تودده فخاً يريد الآخر أن يوقعه فيه.)
تماماً وصف دقيق للمسلمين بسبب تربيتهم الدينيّة ، اذ يشكّون بنوايا غير المسلمين الذين يمدّون يد العون والتآخي والتعايش لهم بأنّ هدفهم التنصير او اخراج المسلم من ملّته ليعتنق كفرهم .
فالمسلم يَكره غير المسلم كراهية دينيّة ولكن يُقدم مسألة كراهيّتهم له على كرهه لهم ، فيدّعي انّهم يكرهونه وبالتالي يَجب ان يكرههم وهذا وهم يعيشه بسبب الدّين.
ولهذا المرض انواع لكن ابرزها هو جنون العظمة ، فالمريض بالبارانويا يرَ انّه افضل انسان على وجه الأرض وله هميّة بالغة وعلى الآخرين ان يعرفوا انه مهم وهذا ما ينطبق على المسلمين ايضاً فيعتقدون انّهم محور هذا الكون وانّ العالم بأسره يغبطهم على دينهم وايمانهم بمحمد!
ومن انواع هذا المرض ( هذاء التلميح: والهمس والغمز ممن حوله، إذ يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة، مما يدفعه إلى اعتزال الناس.)
وهذا ما ينطبق على حياة المسلمين سيما بالغرب الذين يعيشون بعزلة عن المجتمع بسبب عدم انسجامهم اذ يعتقد ان الكفار يلاحقونه بنظراتهم الإزدرائية ، والمحجبة تعتقد انّها مُلفته للنظر ولأحقاد الكفار لأنّها محجبة ..
ومن انواع هذا المرض ما يُسمّى (بالهذاء السوداوي) المصاب بهذا الهذاء يظن ان كل كارثة طبيعية سببها فساده وذنوبة وهذا ما ينطبق على المسلمين خاصة والمؤمنين بالأديان الأخرى بشكل عام ..
بإختصار وبحسب التصنيف العلمي/ كل مسلم مريض نفسي ومصاب بالهذاء وجنون الإلرتياب المستمر بسبب ايمانه بهذا الدّين .
آيات تزرع الهذاء والإرتياب بالمسلم تجاه الآخر وهذه بعض وليست جميع النصوص :
1- (وإِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ)
2- (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتَّى تتبع ملَّتهم)
3- (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يردونكم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقّ)
4- (ودُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء)
5- (ما يود الذين كفروا ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء)
6- (ولا يزالون يقاتلونكم حتَّى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)
(إنَّهم يكيدون كيداً * وأكيد كيداً * فمهل الكافرين أمهلهم رويداً)
7- (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
*في الصورة مسلم لا يساوي شيئاً في هذه الحياة معتلي منبره ببريده او دمشق او جاكرتا او بيروت ومدغشقر ويتخيّل انّه اهم انسان بالعالم لأنّه مسلم وله عظمته ومكانته بسبب ايمانه بالإسلام. وكافر في معمله يحاول يخترع مصل لمرض ما يحسده ويريد ان يردّه عن دينه ليكفر وكافر في مركز ابحاث طبّي يُفكّر ليل نهار كيف يجعل المسلم يترك دينه 
متى يعرف المسلم مكانته الحقيقيّة؟
تصبحون على خير ومحبّة