ضمن فعاليات حوار الحضارات التي ترعاها مؤسسة عبدالعزيز البابطين في جامعة اكسفورد، عقدت بالأمس ندوة هامة عن مشكلة اللاجئين أدارها السفير عبدالله بشارة وحاضر فيها كل من فؤاد السنيورة من لبنان والوزير الأردني د.حازم الناصر (البلدان الأردن ولبنان من الأكثر تضررا من مشكلة اللاجئين بالعالم)، إضافة إلى الوزير المالطي مايكل فرنيدو الذي تعاني بلاده كذلك من مشكلة لاجئي ليبيا والشمال الأفريقي ود.فيليبو غراندي مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين.
****
بدأ السنيورة حديثه بالقول إن مشكلة اللاجئين بدأت تجعل الأسلاك الشائكة تقام بين حدود الدول الأوروبية وخاصة الشرقية والغربية منها مما يهدد وحدتها، وأن أكبر عدد من الحروب وبالتبعية أكبر عدد من اللاجئين هم في الوطن العربي، وأوضح أن 13 مليونا ممن هم في عمر الدراسة بالمنطقة العربية لم يعودوا ينتظمون بالمدارس مما يهدد مستقبل بلدانهم ويجعلهم أقرب للقنابل الزمنية الموقوتة القابلة للانفجار خلال السنوات القادمة.
****
الوزير المالطي مايكل فرنيدو وهو بالأصل محام ورجل قانون رأى أن على المجتمع الدولي أن يفرق بين اللاجئين لأسباب سياسية وبسبب الحروب وممن يفترض أن يوجه لهم الدعم، والمهاجرين لطلب العمل.
(تساءل السيد عمرو موسى في مداخلة عمن سيحدد من هو اللاجئ ومن هو المهاجر من بين ملايين النازحين) واختتم الوزير المالطي كلمته بالقول إن مشكلة اللاجئين العرب قد تحولت من مشكلة إقليمية إلى مشكلة دولية على العالم أجمع أن يساعد في حلها.
****
الوزير الأردني د.حازم الناصر تحدث عن قلة الدعم المقدم اللاجئين السوريين في بلاده مذكرا بأن المجتمع الدولي وعد بـ 800 مليون دولار لم يصل منها إلا 76 مليون دولار وان من الأسهل والأرخص على الدول الأوروبية أن تساعد اللاجئين السوريين وهم في الأردن ولبنان على أن تصرف عليهم في بلدانهم الأوروبية، وأنهى بالقول ان الأردن ومثله لبنان مهددان بالانهيارات الاقتصادية والتحول إلى دول فاشلة إذا لم تحل مشكلة اللاجئين ممن باتوا يقاربون 40% من السكان، وكان آخر المتحدثين د.فيليبو غراندي الذي ذكر أن هناك 5 ملايين لاجئ فلسطيني لم تحل مشكلتهم القائمة منذ 70 عاما وأن 11 مليون سوري تحولوا خلال 4 سنوات إلى لاجئين في سورية وخارجها وطالب بإيصال الدعم إليهم.
****
آخر محطة: كانت لي مداخلة في الندوة ذكرت خلالها أن أغلب المحاضرين والمجتمع الدولي معهم يتعاملون مع أعراض المرض لا مع المرض ذاته، واننا أشبه بقرية يقوم البعض فيها بحرق منازلها الواحد تلو الآخر ويكتفي رجال الأمن والإسعاف والإطفاء بتوفير الخيام والطعام لأصحاب المنازل المشتعلة دون محاولة إطفاء حرائقها أو معاقبة الفاعلين أي المتسببين في هجرة الملايين من منازلهم وديارهم مما يدل على عدم جدية العالم في التعامل مع إشكالات المنطقة العربية..!
*نقلاً عن “الأنباء” الكويتية