متى ..متى..متى

god1الهي….
للمرة الثانية خلال هذا الاسبوع اناجيك واسألك متى يفرح الشعب العراقي،صحيح انه ليس شعبك المختار ولكنه من سلالة آدم،هذه السلالة التي انطلقت الى الحياة بحب واصرار وتخلصت من القاع،اما هذا الشعب فمايزال في غياهب الجب،فهل تريد منه ان يبقى هناك عن سبق واصرار؟.
هاجمني في المناجاة الاولى بعض من يدعون انهم الوحيدون الذين يتكلمون بأسمك وقالوا اذا لم تسكت سنهدر دمك،كيف يا هذا تخاطب الله وكأنك صديقه،ألاتعلم انه الله جل جلاله وانت فرد لاتساوي شيئا عنده.
وحسبت انك ستغضب لهذا القول فانا اساوي كل شيء بالنسبة اليك وياليتهم يعلمون.أما علمت جدي آدم الاسماء الحسنى بعيدا عن اعين الملائكة الحساد وقلت لهم غاضبا اني اعلم مالاتعلمون.
كانوا يحرضوك على جدي وكنت مصرا على ان يكون افضل منهم ولكنك في لحظة ما تركته يهيم بالبراري كما يهيم احفاده العراقيون اليوم في البراري.
لااشك انك رأيتهم وهم ينزحون من ديارهم هائمين لايعرفون مصيرهم،لم ينتظروا منك شيئا سوى ان يفرحوا يوما واحدا في حياتهم وبعدها ليأتي ملاكك عزرائيل ويقبض ارواحهم فهل هذا كثير عليك؟.
منذ سنوات لايتذكرها حتى جدي العاشر لم يفرح هذا الشعب حتى انهم ادخلوا في روعه ان الذي يضحك يتهموه ب”الفطارة” وربما يحرمون عليه الاقتران بمن يحب.
يريدون منه ان يعبس دائما فذلك هو السبيل لكسب الهيبة واحترام الناس،يريدون منه العبوس حتى يحصل على منصب رفيع بالدولة.
لماذا لم نجد حاكما عراقيا يبتسم لنا واذا ابتسم فان ذلك من باب “البروتوكول”،اتعرف ياربي هذه المصطلح البشري؟بالتأكيد تعرفه ومع هذا لم تأمرهم بالكف عن ذلك وحتى لو طلبت فلن يستمعوا اليك لأنهم خلفاءك في الارض والطاعة ليست لهم وانما من اخلاق الفقراء فقط.
هل اعيد السؤال:متى يفرح هذا الشعب ومتى يبتسم؟ وهل ستحاسبهم يوم الحساب على انهم لم يفرحوا يوما وفي ارضهم مع كل نعمك التي اسديتها لهم؟.ستمنحهم النار وهم فيها خالدون وسيكونوا سعداء بذلك فهناك على الاقل سيضحكون ملء افواههم ويقصوا على بعضهم ماذا فعل هولاكو وداعش وماذا فعل الناس الذين كفروا بهم،سيظلون يضحكون الى الابد.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.