متى ستنتقل حرب الثورة السورية إلى حركة كفاح تحرري وطني شعبي (عبر حرب العصابات الأهلية و ليس التشكيلات العسكرية)،وذلك في ظل الرمزية الوطنية للجيش الحر الممثل الوحيد لثورتنا المسلحة الذي تمت عملية منظمة خارجية وداخلية لإقصائه وتهميشه !!!!!
على فصائل العمل الثوري أن تنضوي تحت الراية التوحيدية للجيش الحر وفق قراره الداخلي المستقل الموحد لجميع المقاتلين، بغض النظر عن شكل إعادة هيكلته النوعية وفق تشكيلة شعبية وطنية (حرب العصابات) المسستقلة عن أي ارتباط بنيوي خارجي يتحكم بمصيرها عبر تبعيتها المالية ، من خلال الاعتماد الكامل على الطاقات والدعم الشعبي البسيط القادر بوحدته الوطنية وسلاحه الفردي أن يواجه أية تحالفات عسكرية، بينما لم يثبت لنا التاريخ أنه يمكن خوض حروب عسكرية بين قوى عسكرية برية بدون سلاح جوي في مجابهة قوى تتفرد بالسلاح الجوي مع جيوشها البرية ،و ينبغي لنا نحن العرب منذ حرب حزيران : 1967 أن نكون أول من حفظ هذا الدرس عن ظهر قلب ..
فلا يمكن في المآل لفصائل عسكرية مهما أثبتت من بطولات كما في مقاومة ثورتنا، ضد مستعمر خارجي (روسي وإيراني واستيطان داخلي أسدي !!) وصمت دولي متواطيء إلى درجة العار الإنساني والأ خلاقي كونيا …. ولذا لا بد لنا من الانعطافة النوعية نحو الحرب الشعبية الطويلة الأمد مع العدو الخارجي الروسي والإيراني الذي لايمكن لهما أن يبقيا مع نظام الاستيطان الأسدي في سوريا إلى الأبد يتحكمون بمصيرالشعب السوري ….
هذه الاستقلالية لحرب العصابات الشعبية هي التي تستند إلى مبدأ (التعايش مع الثورة كحياة يومية لمقاومة هذه الهمجية التحالفية الطائفية والمافيوية، مما لا تستطيع قطعان الاستيطان الأسدي أن تعيش في بحرانيه السورية والعربية كمستوطنين إيرانببن، حيث حرب العصابات لا تتيح للعدو الأسدي تحشيد قواه الطائفية الإيرانية وحلفائها، والمافيوية (الروسية ) ،إذ ستنازله كل فئات وشرائح المجتمع السوري بكل طوائفه وشرائحه، في كل شارع أو حي أو بيت، حيث المواطنون يمكن في ظل حرب العصابات الشعبية أن يحافظوا على حياتهم المدنية والعائلية والمعاشية، بالتعايش مع حياة مقاومة ومدافعة عن الكرامة والحرية تحمل السلاح شعبيا ووطنيا بعيدا عن الأجندات الأجنبية : ( طائفية أسدية – داعشية أو حالشية أو قاعدية أو بككية …
يجب أن تترافق عملية دمقراطة البنية القتالية ، مع دمقرطة البنية السياسية للثورة ، حيث تمكين الحركة الشعبية من استعادة زمام المبادرة الثورية، باستعادة دور الشباب المدني الصانع الفعلي للثورة، وذلك من خلال قيام الحركة الشعبية بالبحث عن الصيع المدنية الانتخابية لهيئاتها السياسية التي تمثلها مجتمعيا وليس دوليا أو حزبيا لتوقيع وثائق الاستسلام …وذلك بما يتناسب ويطابق حاجة الثورة اليدموقراطية التي أشعلها الشعب السوري، والتي لا بد لها أن تقطع الطريق على تجار الثورات والحروب ومتعهدي وسماسرة ( اليمين أم اليسار الرسمي الحزبي الذي التحق بالثورة من خلال الوثب عليها لقيادتها) إلى كوارثها العسكرية والبشرية والسياسية والأخلاقية الراهنة .
..
وعلى كل حال فإن معركة الحرية والديموقراطية هي معركة دائمة ويجب كسبها دائما وعلى كل الجبهات كما أثبت سيرورة الديموقراطية في عالمنا الحديث عبر قرون …..وثورة شعبنا السوري قد تفتح أبواب التاريخ أمام الشعب الروسي والإيراني لإسقاط أنظمتهم التوتاليتارية الطغيانية التي لا تقل وحشية عن الأسدية ….