طلال عبدالله الخوري 26\12\ 2014 مفكر دوت اورج
ذكرنا في اكثر من مقال أن للحكام العرب خطابان, الاول للداخل يظهرون به تقاة يقومون الليل ويصومون النهار ويحكمون بصحيح الاسلام, ويبذلون الغالي والنفيس من اجل استعادة الاراضي المحتلة, ويصمدون ويتصدون للمؤامرات الخارجية التي تستهدفنا لكي يبعدوا الشبهات عن سرقاتهم للاقتصاد الوطني واحتكاره, أما الخطاب الثاني فهو للخارج يظهرون انفسهم على انهم حكام متحضرون يفهمون الثقافة الغربية, ولكي يثبتوا بشاعة شعوبهم, قاموا بإنفاق الأموال الطائلة على بناء المدارس الدينية المتشددة, ومولوا إعداد المتطرفين وغسل أدمغتهم, لتنفيذ عمليات ارهابية ضد الاقليات, لكي يقنعوا الغرب بوجهة نظرهم حول عدم تقبل شعوبهم للديمقراطية؟
الكل يعلم من خلال كتاباتنا بأننا لسنا ضد علاقات كاملة صحية مع اسرائيل, و ندعو لوحدة اقتصادية معها كما الوحدة الاوروبية كما ذكرنا في مقالنا ” سورية بعد الثورة (رفع دخل الفرد الى 20 الف دولار)؟.. ولكن الشي اللذي نحن ضده هو ان يستغبينا حكامنا ويقيمون علاقات كاملة مع اسرائيل على مستوى الحكام وانظمة المخابرات من خلف ظهرنا ليستفيدوا من دعمها لهم بينما تخسر الشعوب اقتصادها الى جيوبهم بذريعة المجهود الحربي للمعركة القادمة التي لا يعلو صوت على صوتها؟
فقد كشفت الصحافة الاسرائيلية مؤخراً ان الأجواء الإقليمية العربية مفتوحة على مصراعيها للطيران المدني الاسرائيلي مع خدمات كاملة من مطاراتها, بدلا من انها كانت في السابق تضطر للالتفاف بعيداً مع تكلفة اعلى تؤثر سلبا على اقتصادها.
بلإضافة لذلك فانّ طائراتٍ إسرائيلية خاصة تقوم منذ زمن طويل برحلات جويّة سرية منتظمة بين “تل أبيب” و العواصم العربية، الى جانب التعاون الأمني معها وتشمل دول الخليج العربي وشمال أفريقيا, بينما تلجأ بعض الأنظمة العربية الى خدعة المسارات المزيفة حيث تحمل الشركات الناقلة الاسرائيلية هوياتٍ أجنبية عالمية مثل ” برايفت اير” السويسرية, حيثلايتم ادراجها على قوائم الرحلات القادمة كي لا ينكشف أمرها, ولكن الحقيقة انها رحلاتٍ إسرائيلية وتنقل شخصياتٍ خاصة تسهل وتنفذ برامج الهجرة الى اسرائيل.
والى جانب ذلك فقد فضحت الصحافة الاسرائيلية ايضاً ان الطائرات العربية تهبط في المطارات الإسرائيلية، وهي تحمل على متنها شخصيات حكومية عربية من صانعي القرارات في دولهم ويجتمعون مع نظرائهم الاسرائيليين بمباحثات قد تمتد لايام عديدة, تنسق امنيا فيما بينها, والكثير من المسؤلين العرب واثريائهم يذهبون لاسرائيل من اجل السهر والمجون في باراتها، وكازينوهاتها, ويسوحون استجماما في فنادقها وعلى شواطئها، وعندما يعودون الينا يفقعوننا خطابات رنانة عن الصمود والتصدي ومحاربة الكيان الصهيوني الغاشم.. ودقي يا مزيكا… ورقصني ياجدع .. على وحدة ونص.؟
مواضيع ذات صلة: سورية بعد الثورة (رفع دخل الفرد الى 20 الف دولار)؟