لأن إمتاع المواطن السلفي فى كل الأوقات هو مهمة مجمع البحوث ذراع الأزهر في خطف حكم مصر.و دار الإفتاء لذلك تفتق ذهن المجمع المفتى عن إحتلال مترو الأنفاق من خلال وضع أكشاك للفتوي داخل رصيف المحطة و يا لها من غزوة لها دلائلها ألا و هى غزوة المترو.
و قد تكرم السيد محمد عبد الهادى المتحدث الرسمى لهيئة مترو الأنفاق بشرح مدى الإقبال الهائل للمواطنين لزيارة كشك الفتوى. كما أتحفنا الرجل السلفى بأنه ستكون هناك خطبة يومية يسمعها الجميع بالإجبار مهما إختلفت عقيدته أو ديانته أو رغبته عما يريده لنا متروا الأنفاق.و لكي نستوضح الأمر نريد أن نعرف قليل من الإجابات على أسئلة تبدو تافهة و غير هامة لمسئولي مترو الأنفاق التي تنقل أكثر من 3 مليون راكب يومياً.و المتحدث متهلل جداً بالتجربة و يتحدث نيابة عن جميع الركاب أنهم في منتهي السعادة .
– لا أعرف و لا أحد يعرف كيف تم إستطلاع رأي الركاب في اليوم الأول للتجربة و ما مظاهر السعادة التي تفشت بين الركاب بعد فرش الأكشاك؟ و هم حتي لم يسمعوا عن الفكرة من قبل بل تفاجئوا بها ذات ليل بهيم؟ و قد علمنا أن دار الفتوى بالأزهر تعاني من نقص الزبائن لإنصرافهم عنها إلى مساجد السلفيين السخية معهم. فإخترعت كشك الفتاوى كأن ما ينقص الشعب المصري هو مزيد من نشر التطرف و أسلمة المترو.
– تذكرة نقل الراكب تعد بمثابة إتفاق بينه و بين الهيئة بأن تنقله من مكان لآخر نظير رسم فهل فى هذا الإتفاق ما يسمح لمترو الأنفاق أن تنقل الراكب من محطة فى الأرض إلى محطة في الجحيم بفتاويهم و خطبهم المتطرفة؟ هل في الإتفاق أن يفرضوا على الجميع على إختلافاتهم أن يسمعوا خطبة إسلامية لم يذهبوا للمترو لكي يسمعوها بالتأكيد لأن المترو حتى أمس كان على حد علمهم وسيلة مواصلات فإذا به مسجد متنقل؟
– السؤال الأهم:هل المترو للمسلمين فقط؟ هل يحق لوزارة المواصلات أن تتحول لهيئة شرعية ؟ ما هو حق المسيحيين في سماع عظة تخصهم؟هل سيفتح المترو كشك مجاور يسكنه أحد الكهنة لأخذ الإعترافات الملحة؟ لماذا هذه التفاهة فى الأفكار و بدلاً من تحسين الخدمة التي هي وظيفة هيئة المترو يقدم للناس إجباريا ما ليس من شأنه؟كيف وافقت الحكومة خلال وزارتين علي الفكرة وزارة الأوقاف و الأزهر قسم شئون الفتوى مع وزارة المواصلات و هيئة المترو؟ أين الحرية الدينية التى يضعها الدستور ضمن بنوده على سبيل أنها زينة الحياة الدنيا؟ أين حق الإنسان فى إختيار ما يراه و ما يسمعه و ما الخطوة التالية لهذا التصرف غير الدستورى.
– ما دور التوعية الدينية فى السجون التي تضم الإرهابيين؟ أليسوا أولى من ركاب المترو؟ هل نعيش أزمة فتاوى أم أزمة أسلمة العقل المصرى الذى تؤكده هذه الفكرة و هى فكرة ستفشل و سيتم إلغاءها بكل تأكيد و سريعاً جداً .لكنها مؤشر يفصح عن محاولة قلب نظام الفكر فى مصر.و هى أخطر من قلب نظام الحكم.إنها غسيل يومي للأفكار.كان يمكن للمترو أن يكون وسيلة أفضل للتوعية ضد الإرهاب بمنشورات و تنبيهات عامة ليست دينية .كان يمكن أن يسمو بالعقل المصري من خلال الموسيقي النظيفة و الأغاني الوطنية و الأغانى الراقية لكي يغسل العقل المصري من قاذورات أغانى التوكتوك.لكننا نجده يضع يده في يد الإرهاب.
– لما فشلت وزارة الأوقاف فى تخليص المساجد من سيطرة السلفيين إستسلمت و غادرت الساحة و ذهبت لإحتلال مترو الأنفاق؟ ذهبت لتسترزق و تجمع تبرعات للإرهابيين لتكذب فيما تدعيه أنه دور للتوعية الدينية بينما هو إقتسام الكعكة مع السلفيين هذا للمساجد و ذاك للأكشاك و يتم محاصرة المصريين و خصوصاً الأقباط فى الشارع و في المنزل و الآن في المترو.و على المتضرر ألا يركب التوكتوك لأنه أكثر جهلاً من مسئولي المترو و لا يركب الميكروباس لأن شرائط شيوخ السلفيين يتم توزيعها على السائقين مجاناً و يتم صرف مكافأة للسائق الذى يواظب على تشغيل الشرائط ليسمعها الركاب بالإكراه.فلم يعد للمواطن الذى لا يرغب في سماع الخطبة و لا يحتاج لكشك الشيخ إلا أن يعلن تمرده على هذا كله و يذهب ماشيا اينما شاء.
– إن قلب نظام الفكر بدأ منذ زمن طويل.و الإرهاب هو الإبن البكر لأسلمة العقل المصرى.و إن لم تتوقف تغذية هذا الإرهاب بمزيد من الأسلمة فإنه سيطيح بالجميع و قدامنا بلاد لم يقتلها الفقر و لا قتلها المرض بل قتلها الإرهاب فهل نتعظ قبل أن نسمع ذات يوم أن المترو صار للمسلمين فقط.و قبل أن نرى كشك للفتوى قدام كل بيت؟
#Oliver_the_writer
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر