مبروك للشعب التركي والشعوب العربية والكردية الاسلامية تجديد الثقة بممكنات التعايش بين الاسلام والديموقراطية العالمية، من خلال تجديد الثقة بمشروع حزب العدالة والتنمية …..وهزيمة اديولوجيات الشموليات القومية التركية والكردية والعربية !!!!!
إن كل محاولات الضغط والحصار الدولي على تجربة ( الديموقراطية التركية ، لاستدراجها إلى فخ الانخراط في تحويل مشروع الثورة السورية إلى محرقة لجميع الأطراف الاقليمية كلاعبين بالساحة السورية، فشلت بضبط الأعصاب العقلانية للنخبة القيادية في تركيا، دون التورط في جر تركيا إلى حرب تفتح أبواب جهنم على كل منجزات التجرية الديموقراطية التركية على المستوى التنموي والاقتصادي والسياسي غير المسبوق عالميا، حيث لم يتمكن الغرب من توريط الردوغان، ومن ثم أثارة ردود فعله النرجسية الشخصية، كما تمكنوا من ذلك مع نرجسية العظمة لدى الزعامات الكارزمية العربية ( جمال عبد الناصر وصدام حسين …الخ )
كتبنا تعليقا على رأي مميز للاستاذة الدكتور نوال السباعي في الموقف من الانتخابات التركية ……..حيث قلنا : السيدة الفاضلة الأستاذة نوال السباعي: إن فكرك الاسلامي التنويري الديموقراطي يجعلك الأكثر فهما وتمثلا لتجربة حزب العدالة والتنمية التركي الذي يشكل الأخوانيون العرب (مصريون وسوريون ) ، عبئا ثقيلا على المشروع التنويري الديموقراطي للتجربة التركية بسبب موروثهم الفقهي الثقيل وكسلهم العقلي التجديدي وانغلاقهم المعرفي والفكري والثقافي ضد تيارات التنوير الحداثية إلا في حدود البيرغماتية السياسية التي تستخدم العلمانية كأداة إجرائية (دعم أشخاص علمانيين ) لا رضاء الغرب الأوربي، وليس بوصفها جزءا ركنيا في بناء الدولة القانونية الحقوقية الحديثة، حيث يبقى الاسلام محافظا على مكانته كهوية خصوصية لشخصية الأمة الروحية والثقافية …
حيث تبرهن اليوم نتائج الانتخابات التركية، أن ثمة إرادة شعبية إسلامية يمكن أن تكون إرادة مدنية وديموقراطية وليست مذهبية طائفية أو اثنية، وأن ثمة بلدا إسلاميا كبيرا قادرا على اجتراح مأثرة الجمع بين الهوية (الأصالية) الاسلامية الحضارية وقيم العصر الحديث، حيث الأصالة وليس (الأصولية) السلفية الجهادية العتيقة الاسلاموية الخوارجية التي تراوح في المكان والزمان منذ عشرات القرون …حيث تتسع الهوة بينها، وبين العصر وفق المشروع النهضوي التنويري لإمام الحداثة الدستورية المدنية الحداثية عربيا وإسلاميا ( محمد عبده ) ….مع التحية والتضامن أيتها الاخت الفاضلة نوال ..
هذا الموضوع فرض علينا ضرورة مناقشة الفرق بين دور (النخب التركية العسكرية والمدنية المالية) في قيادة المشروع الوطني، التركي والعربي ……..
حيث النخب العسكرية السورية تم تشكيلها خلال نصف قرن تشكيلا طائفيا في خدمة مشروع (الأبدية الأسدية )، ووفق هذا المشروع (التسلطي الفئوي الطائفي) تم التعامل مع الصراع الأساسي العربي السوري- الإسرائيلي على ضوء بقاء النظام وليس حماية سيادة الأوطان ، بينما المؤسسة العسكرية التركية تم بناؤها على أسس وطنية (أمينة لعلمانية وحيادية الدولة الوطنية لكل الشعوب في تركيا) …..
إن الثورة السورية تأسست على الفئات الوسطى المدنية الشابة، لكنها مع الأسف تم سحقها بوحشية استثنائية قنصا وقتلا وسجنا وابادة، عبر الحوار العلني والمضمر مع القوى الاقتصادية الريعية الشريكة للنظام الأسدي ( التقليدية : رياض سيف ريعيا والشيخ معاذ الخطيب ايديولوجيا)، الذي لا يزال حتى اليوم يبحث عن الشمس التي تشرق من موسكو حتى في رسالته الأخيرة (عريضة استرحام )، حتى ولو وراء سحب دخان صواريخهم ودخان رائحة جثث شعبنا ونسائنا وأطفالنا …….
نحن أبناء الفئات الوسطى الصانعين للحراك السياسي والاجتماعي وفق قوانين السوسيوجيا عالميا ليس في العالم فحسب، بل وحتى في المجتمعات العربية مع ثورات الربيع العربي، حيث تم الانقضاض علي ربيعها المزهر من طرفي قوى ( العسكر، والاسلام السياسي بتدرجة الأخواني والقاعدي) ، حيث تحول هذا الاسلام السياسي (بتدرجاته بين المعتدل والمتطرف) إلى حصان طروادة لكي يقوم العالم كله بالتوحد ضدنا، عبر باختراق بل وسحق طموحات شعوبنا للحرية باسم محاربة ( الارهاب الاسلامي) الذي لا يزال يصر على تقديم نفسه بوصف ممثلنا المستقبلي بمواجهة البشرية كلها…….
المشكلة أن سيطرة هذه التيارات السلفية باسم الاسلام والأخوان في مواجهتها مع العسكر في مصر، أجبرت التيار الثقافي الدستوري الديموقراطي (محمد البرادعي) على الهروب من ساحة المعركة، لكي لا يتحمل وزر الدماء التي سالت (بين العسكر والأخوان) ..
أما المشكلة في سوريا ..أننا ليس لنا تيار ثقافي ليبرالي ديموقراطي رفيع في مستواه الثقافي بعد أن أرعب البعث القومي (الطائفي) البورجوازيات المدنية والمدينية الوليدة عند الانفصال فهربوا ولو يعودوا بسبب جبنهم وعجزهم التاريخي ، سيما بعد أن أتاهم الأسد ليلتهم الجميع …ولهذا فقد حاولنا كمثقفين ديموقراطيين أن نصنع لرجل أعمال دمشقي محافظ تقليدي (كرياض سيف ) أرجلا من قصب، لكي يكون ( قائدنا ) لمشروع تغيير سوريا، لكنه فضل الخيار الأضمن لمصالحه، وهو خيار (التفاوض) مع السلطة الأسدية ..بما فيها التفاوض للخروج من السجن وسوريا لمهمة التفاوض الأخيرة، التي هي اليوم على الأبواب، وذلك لتسليم الثورة السورية ودمائها لبيت الأسد بثمن رخيص برخص مطامحهم البازارية، وبرخص تحالفهم مع الاسلام (السلطوي الانتهازي الرسمي الممثل بمعاذ الخطيب زعيم القبيسيات (راقصات المعبد الأسدي ) …..
أمام يئسنا من رجل الأعمال الدمشقي التاجر الدرويش الجاهل (سيف) الذي عجز عن الحصول على إجازة جامعية في دراسته، تفاءلنا برجل الأعمال ( التكنوقراط ) الادلبي ( ايمن الأصفري) خريج المعلومااتية الانكليزية، ابن مدينة ادلب (المحافظة ) لجبل الزاوية وريثة ثورة ابراهيم هنانو ، بوصفه حالة ليبرالية جذرية ثقافيا ، ذكرنا بمشروع المراهنة على العلم والثقافة للشهيد التنويري الحريري، من خلال البعثات العلمية والتعليمية على نفقاته، وحصته في (كراسي للطلاب السوريين) بالجامعة الأمريكية اللبنانية …..
فأول مفاجئة لنا مع رجل الأعمال التكنوقراط المياردير الادلبي (الأصفري) ، أنه في مؤتمر دايفوس منذ سنوات يعلن أنه مع حل ( التعادل ) بين النظام الأسدي والشعب السوري ، حيث لا غالب ولا مغلوب ….وكان ذلك حتى قبل ظهور داعش والنصرة والقوى الجهادية التي يتم اليوم التحجج بخطرها …
اليوم في المؤتمر الصحفي الذي نشرته كلنا شركاء، يريد الملياردير ( التكنوقراطي- الانفورماتيكي -النفطي) الذي يبدو لنا اليوم أنه باستثمارات أمواله في الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث الأمريكية لا يهدف إلى تكوين الكادر العلمي السوري ، بل كسب رضى المؤسسات الأمريكية، حتى أن كيري –فيما يقال – تحدث بتقدير عن بادرة التبرع (الأصفري) للمعاهد الأمريكية، رغم أن ملايين من أبناء شعبه السوري محروم من الحد الأدنى للتعليم ليس في المهاجر فحسب بل حتى في سوريا …….
مع ذلك فإن رجل الأعمال التكنوقراطي الالكتروني ) الادلبي، لم يثبت أنه أكثر وطنية وحماسا وأخلاصا للثورة من زميله رجل الأعمال الجاهل الدمشقي ( سيف) ، حيث أن مؤتمره الصحفي يتوافق مع رسالة شيخهم السوقي البازاري المشترك (معاذ الخطيب) الذي يرفع عريضة استرحام لموسكو التي كان ينتظر شروق الشمس منها، دون أن يطالبها كدولة محتلة الجلاء عن سوريا على الأقل. . وفي الوقت ذاته فإن الملياردير (الادلبي ) يعتبر أن الاحتلال الروسي لسوريا أعاد (الاطمئنان إلى الأقلية العلوية) التي يفترض أنها كانت مهددة من قبل الأكثرية المعتدية … ، وهو واحد من 28 شخصا المشكلين للوفد السوري مع زميله الشيخ معاذ، حيث الملياردير (التكنوقراط الادلبي )يشارك بهذا الوفد مع 28 شخصا لا يوجد فيهم واحدا أو واحدة يمكن وصفه بالاحترام …
بل إن الثوري التكنوقراطي الادلبي يشكو بيت الأسد( أنهم هم من لا يريدون أن يشاركوا أحدا في السلطة)، وذلك في البند الأول لحديثه في المؤتمر ……..إذن فمشكليته ومشكلة رجل الأعمال الدمشقي الجاهل (سيف) ورجل الدين الرسمي (القبيسي الأسدي) (معاذ) وقوى هيئة التنسيق القومية والشيوعية، والكردية البككية ، كلها ليس رفض أي دور للأسد …بل مناشدته ومناشدته والضغط دوليا عليه، لقبولهم كشركاء عنده في السلطة الأسدية (المافيوية )، وذلك فق صيغة تعبير شكوى رجل الأعمال التكنوقراطي الادلبي عن بيت الأسد الذين يرفضون الشراكة معه أو مع أحد، وهو الذي يفترض أنه حفيد لادلب ابراهيم هنانو وثورة جبل الزاوية الأولى، وابن الثورة للثانية اليوم ….