مبروك لحلب وهي تفتتح معركة انتصار الثورة السورية وطوي صفحة الأسد إلى الأبد …. بابا الكنيسة المسيحية العالمية أكثر تقدمية (تنويرية)، من أغلب مفكري العالم ( المسيحي والإسلامي !!!) لا يجرمنكم شنآن قوم أن لا تعدلوا ..
النبي المصطفى محمد مؤسس وعي الهوية والرسالة الإسلامية (ص)، قال لأصحابه بما معناه …هاجروا إلى الحبشة، فإن فيها حاكما لا “يظلم عنده أحد ” …
وفعلا لقد كان هذا الحاكم المسيحي الاثيوبي عند حسن ظن النبي العربي الكريم الذي يستند ظنه إلى الحكمة الإلهية بديهيا، حيث هذا الملك تجاوب مع أحلام الثائرين المسلمين الخارجين على حكامهم الطغاة، فرفض أن يستجيب لقريش بتسليم المسلمين رغم أن مصالح الحاكم الأثيوبي كدولة تتلاقى مع مصالح قريش الحاكمين اقتصادا وتجارة وسياسة ونفوذا اقليميا، فرفض أن يسلم طليعة المهاجرين المسلمين (بحريتهم الدينية والفكرية ) إلى حكامهم القرشيين العرب من الأهل والعائلة والعشيرة المكية …!!!..
وكأن التاريخ يعيد نفسه، أن يكون المسلمون في كل البلاد الاسلامية، مهاجرين اليوم كما بالأمس زمن النبي ،إلى دول مسيحية يلوذون بعدالتها وديموقراطيتها من بين أظافر ومخالب وأنياب بني قومهم المسلمين في كل العالم الإسلامي الذي لا يتشدد أحد في العالم مثله إلى دينه بوصف الابتعاد عن الدين هو سبب بلاء الاستبداد كما سخر من هذه العقلية جدنا السوري الحلبي الكواكبي منذ أكثر من قرن من هذا النمط في التفكير الذي يدعو له الاسلاميون (الاسلام الحركي السياسي الأخواني ) أردوغان أن يعود إليه في تركيا، في إعادة إحياء الخلافة العثمانية التي كانت قائمة منذ قرن مضى وانقضى زمنيا ومكانيا، لكنه ظل راسخا –مع الأسف- بالعقل السلفي السياسوي الاسلاموي فكريا وذهنيا …
هذا الموضوع أعاده إلى الانتباه ودائرة الاهتمام قراءتي للسفر الابداعي الرهيف والمشوق لكاتبتنا الإسلامية التنويرية الأستاذة ( نوال السباعي )ابنة عائلة التنويري الإسلامي الأول (مصطفى السباعي) في كتابها تحت عنوان (مورا في مدريد …!! ، كأحد جدودها عائليا وفكريا سبب لها الكثير من العنت النفسي والضغط الفكري والسياسي مع التيار الأخواني التقليدي الذي كان مرشده الأول المرحوم مصطفى السباعي الحمصي جد الكاتبة التنويرية المبدعة نوال السباعي من حيث الأم ، التي اعترضت على شعار الحركة الثورية الأخوانية التي لا زالت تردد جماهيرها بأن” قائدنا للأبد سيدنا محمد)،حيث لا ينتبهون إلى مدى تسفيل وتسفيه النبي العظيم (محمد)، في تصغيره ووضعه كقائد مضاد لمجرم وضيع منحط كحافظ أسد الذي أسس لشعار ( قائدنا إلى الأبد حافظ الأسد )، لكن هيهات للفكر الشعبوي السياسي إن كان أخوانيا ام قوميا أو شيوعيا أن ينتبه للنقد النظري المعرفي الرفيع، بأن المؤسس الأسدي أحط انسانيا وأخلاقيا وطبيعيا أن يقارن بأية شخصية سياسية حزبية مهما كان توجهها الفكري والسايسي ، فكيف أن يقارن بنبي هذه الأمة والمؤسس لهويتها الفكرية والوجدانية ) النبي محمد .. أن يقارن النبي العظيم في شعار مضاد بهذا الشخص الوضيع المجرم المنحط، الصرصار المقرف من بيت الأسد (إن :كان حافظ أم ابنه …)
حيث تقوم السيدة الأستاذة نوال مع الكثيرين من الإسلاميين بإطراء ومديح بابا الفاتيكان بمواقفه المدافعة عن الإسلام ورفضه إقرانه غربيا (أوربيا وأمريكيا بالإرهاب ….)
ولقد سبق للبابا أن ندد بالرسوم التي تنال من مهابة النبي محمد (ص)، وقال أن محمدا بمثابة الأب أوالأم معنويا للمسلمين، وأن أيا كان من البشر يشتم ويهين كرامة أمه كمسيحي سيضربه …وهو حتى اليوم يواصل معركته كمسيحي أول في عالم مليارات المسيحيين في العالم، في رفضه فكرة ربط (الإسلام بالإرهاب) رغم أهمية موقفه إعلاميا وعالميا للقوى الغربية المتنفذة عالميا (أورباوأمريكا)، والتي يعبر أشقاؤنا من العرب المسلمين عن قلقهم على مصير البابا عالميا من هذه القوى الكبرى العظمى على حياته ….
لكن أحدا من الأخوة الإسلاميين لم ينتبه إلى الحماية المعنوية والثقافية والفكرية للبابا الذي يدافع عن الإسلام كما يدافع عن المسيحية كرجل أول في تمثيلها، وهي ( العلمانية ) التي ترغم ثقافيا وسياسيا وشعبيا أشد وأكبر احتكارات التسلح الأقوى في العالم المعادية للعالم الثالث والشعوب الإسلامية المستضعفة والمضطهدة، أن تكبح جماح أنياب هؤلاء الذئاب عالميا، من انهاء حياة البابا المزعجة والمعكرة لصفو لصوصيتهم الدولية ،حيث سمحت ديموقراطية العلمانية الأوربية مرغمة شعبيا ومعنويا على حماية حياة هذا البابا المجاهد الشجاه في الدفاع عن الإسلام وكل الشعوب المستضعفة ، مما هو غير متاح لأي مفكر أو رجل دين في عالمناالإسلامي ، حيث كنا نعتقتد أنه يستحيل لشيخ الأزهر (الدكتور أحمد الطيب ) العالم والمثقف العالمي خريج الجامعات الأوربية، أن يلحق ببطانة الحاكم العسكري الانقلابي بكل هذه البساطة المخجلة لكرامة العلم والمعرفة….
لكن الخوف الخوف والقلق الفعلي على حياة (البابا)، يتأتى من قدرة هذه الذئاب الدولية على تحريك (ذئابنا المحلية داعش المرتزقة وأمثالهم كما حركوهم نحو الأب الصديق للشعب والثورة السورية “الأب باولو السوري -الإيطالي”) ،على قتل البابا ، وتحميل مسؤولية دمه للمسلمين الذين طالما دافع عنهم وعن عقيدتهم وحقوقهم الانسانية في العيش الحر والكريم ….
تحية للأستاذة المفكرة المحاصرة كمثل المفكرين العرب المبدعين بكل تياراتهم الفكرية (الإسلامية والقومية والعلمانية الليبرالية ) ، المحاصرين ليس من قبل سلطاتهم الحكومية الطاغوتية فحسب، بل ومن قبل سلطاتهم الحزبوية المتخشبة المتعيشة فئويا وحزبويا على أكتف قواعدها وجماهيرها الحزبيةعقائديا إن كانت علمانية أم إسلامية في إطار المعارضة المركوبة معارضتيا، كما تتعيش أنظمة الطاغوت السلطوي العربي المتعيش على ركوب التحشيد الشعبوي الدهماوي الفئوي والطائفي والعائلي لجماهيرها االفقيرة والبائسة المهمشة والمهشمة … !!!