مبادرة ديمستورا بعد خمسة أعوام من الثورة وكل هذا الثمن تعيدنا إلى مربع حظيرة ما قبل الثورة

stafandemestoraمبادرة دي ميستورا التي ستنطلق في أيلول، تقضي بتشكيل أربع مجموعات عمل حول الأمن والحماية، ومكافحة الإرهاب، والمسائل السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار … والمعارضة الداخلية يفترض أن تختار نحو ١٥٠ اسماً … بعد أن اختارت ” المعارضة الخارجية ” نحو ٣٠٠ اسم … فما هو توصيف مهام هذه المجموعات …!!!؟

مجموعات ديمستورا الرئيسية أربع والنسق والترتيب ليس عبثي … مجموعة الأمن والحماية … مجموعة مكافحة الإرهاب … مجموعة المسائل السياسية والقانونية … مجموعة إعادة الإعمار … وهي بقراءة سريعة أولية بإختصار كما يلي … :
– مجموعة الأمن والحماية :
مهمتها بحث القضايا الأمنية للمحافظة على مؤسسات الدولة – مؤسسات النظام الأمنية – وسبل حماية الأقليات عامة ومجرمي النظام خاصة .
– مجموعة مكافحة الإرهاب :
مهمتها مكافحة ” الإرهاب ” ويشمل ذلك كل من يعارض التسوية عامة والثوار الإحرار المجاهدين خاصة سواءا على صعيد الأفراد أو الجماعات فكريا أو عمليا .
– مجموعة المسائل السياسية والقانونية :
شرعنة التحاصص السياسي وتوفير الغطاء القانوني والفتاوي الشرجية لما تتمخض عنه التسوية .
– مجموعة إعادة الإعمار :
تقاسم وتوزيع الحصص ” الكعكة السورية ” المعجونة بالدم وعلى ركام دماء وأشلاء الشعب والوطن السوري والأمة والعقيدة .

بتجرد عندما نقارن موضوعيا ما بين ” المبادرة العربية ” التي رفضها أحرار ثورة الكرامة السورية ولم يقبل بها ويلتزمها النظام في حينه قبل أكثر من أربعة أعوام و ” خطة ديمستورا ” مع إهمال عنصر الزمن والثمن الباهظ الذي دفعه السوريون عامة وأحرار الثورة خاصة وما إنجزه النظام والإحتلال الإستيطاني وحققه من مكتسبات خلال خمسة أعوام … سنجد أن ” المبادرة العربية ” كانت أفضل بكثير من ” مشروع ديمستورا ” … مع رفضنا المطلق المبدأي لما سمي ” المبادرة العربية ” شكلا ومضمونا …

فلماذا يقبل بها النظام والإحتلال الآن وعلى ماذا يلهث من تنطع وأصطنع في إئتلاف عملاء السفارات والنظام وإخوانه ومشتقاته ونظائره ويدعي تمثيل الثورة سواءا معارضة سياسية أو قادة فصائل مسلحة مصطنعة ومدجنة مستحوذ عليها غدت ” معارضة مسلحة ” …!!!

كان يمكن أن يتحقق شروط عبودية أفضل وتتحسن الظروف المعيشية داخل حظيرة النظام الإستبدادي من ما يطرحه ديمستورا بكثير … فالنظام كان أصلا دخل في طور جديد من الإستبداد وأدواته يتماشى مع العصر والحداثة والعولمة خلال خمسة أعوام بدون إنطلاق الثورة ودفع كل هذا الثمن … وكان النظام الإستبدادي يتطور ويتحول إلى الطور الجديد تدريجيا وبشكل طبيعي تلقائي وبدء بذلك فعليا منذ أكثر من عقدين من الزمان قبل إنطلاق الثورة … وتحديدا منذ نهاية الثمانينات …!

مبادرة ديمستورا بعد خمسة أعوام من الثورة وكل هذا الثمن تعيدنا إلى مربع – حظيرة – ما قبل الثورة … فهل قامت ثورة الكرامة لتحسين شروط الإستبداد والهيمنة والإحتلال أم لتعيد الكرامة وترفع المظالم وتقتص من الظالم وتحرر العباد والبلاد وتنجز الإستقلال … ولماذا كل هذا الثمن إذن …!!!؟
يتساءل راعي غنم …!!!؟

About محمد نبيه السيد علي

محمد نبيه السيد علي من مواليد بنش - محافظة إدلب - سورية تاريخ الميلاد 2/12/1962
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.