قد لا تؤيد فئات واسعة في قوى 14 آذار ما بادر اليه الرئيس سعد الحريري في ترشيحه النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، لكنها، او بعضها، قبلت بالفكرة ولو على مضض، اذا كانت ثمة استحالة لحل بديل ينهي الشغور المستمر في الموقع الاول في الدولة منذ أكثر من سنة ونصف سنة. وليس واضحا ما اذا كان الحريري اراد الفكرة بالون اختبار لكشف المستور في نية تعطيل البلاد وعدم إجراء الاستحقاق بأي مرشح، سواء أكان وسطياً، أم سليمان فرنجيه المتطرف في مواقفه السياسية من النظام السوري والسلاح غير الشرعي والمشاركة في الحرب السورية وغيرها. لا علم بالغيب، لكن الاكيد ان مبادرة الحريري فضحت فريقين اساسيين في البلاد:
الأول هو العماد ميشال عون الذي بدا غير مهتم بالخط والمشروع أكثر من تحوله الى مرشح “أنا أو لا أحد”. ولم يتقبل ان يكون أحد أعضاء تكتله النيابي رئيساً. ولا نظنه يشكك في وطنية فرنجيه وفق التصنيف المعتمد لدى هذا الفريق للوطنية.
الثاني هو “حزب الله” الذي يريد أن يخنق الاستحقاق والرئاسة وكل ما لا يدور في فلكه، بل يريد سلة متكاملة تتيح له القبض على كل مفاصل الحياة السياسية اللبنانية، مبدلاً عنوان “المؤتمر التأسيسي” فقط، ومحافظاً على المضمون وعلى النيات التي تحكمها شهوة السلطة في الداخل، ومصالح اقليمية وارتباطات تحكم مساره ومصيره.
من هنا، سواء أنجحت تلك المبادرة، أم يبست بذورها، فإن الأكيد أن ثمة فريقاً أساسياً في البلاد لا يريد تسهيل الامور، بل يهدف الى مزيد من العرقلة وإضعاف المؤسسات وزيادة اهتراء الدولة، لينقضّ عليها.
* نقلا عن “النهار”