خاص “ليبانون ديبايت”:وائل تقي الدين
لماذا لا تبدو واقعية فكرة ان يقوم حزب الله بالانسحاب من سوريا؟ سؤال قد تبدو الاجابة عليه سهلة، فيقول البعض انه يخاف من وصول المتطرفين الى لبنان اذا “ارتاحوا” في سوريا. آخرون يقولون ان الايرانيين لم يأذنوا له بعد بالانسحاب رغم خسائره الكبرى. لكن ماذا يدور في العقل العقائدي لـ”حزب الله”؟ وما هو الامر الذي يجعل قبوله بشرط قوى الرابع عشر من آذار (الانسحاب من سوريا) لتسير الحكومة كما يريد امراً مستحيلا؟
من المعروف ان من الامور الاساسية في العقيدة الشيعية ظهور المهدي، فإن لهذا الظهور علامات وفق معتقدات المذهب ذاته، لكن ما علاقة ذلك في معركة سوريا؟
ليس من الصعب معرفة الجواب على هذا الامر، فقط يتوجب على من يريد ان يزور بيئة حزب الله، في الضاحية او في البقاع او في الجنوب، لا يهم، ويسألهم من هو السفياني؟ وما هي علامات الظهور ليسمع الجواب ذاته: “ما يحصل في سوريا هو مقدمة لظهور الامام المهدي”… كيف؟
يروي هؤلاء لموقع “ليبانون ديبايت”: هناك الكثير من العلامات التي تسمى علامات الظهور، لكن الاساسي منها هو ظهور ثلاثة اشخاص، احدهم السفياني، والثاني اليماني، والثالث الخرساني.
ويعتقد الشيعة بحصول انقلاب في بلاد الشام يقوده شخص اسمه الابقع وهو حليف لمصر اثناء حكم شخص اسمه الاصهب، والاصهب هو احد اسماء الاسد، ويتقاتل الطرفان، اذ لا يستطيع احدهم الانتصار على الآخر. ويستمر القتال حتى يظهر شخص اسمه السفياني، يتقاتل مع الابقع وينتصر عليه، ثم يتقاتل مع الاصهب وينتصر عليه، ويحكم كل من سوريا والاردن وجزء من فلسطين، ويكون هذا شخص عدواً للشيعة ولآخرين كثر.
هنا يفسّر هؤلاء هذه العلامات بما يحصل اليوم. يقولون “ان الاصهب هو الاسد، وان الابقع هو حليف مصر، اي حليف الاخوان المسلمين سابقاً اي الجيش الحرّ، والمسلحين الاسلاميين غير المتطرفين، فيما السفياني هو قائد احد الجماعات المسلّحة، قد تكون داعش او النصرة، واليوم يقاتل السفياني ضدّ الابقع، وقد ينتصر عليه”.
ويكمل هؤلاء الحديث عن عقيدتهم، لكن الى الآن لا شيء مؤكد، لانه هناك علامات لم تظهر بعد، الاولى هي زلزال في الشام يذهب ضحيته مئة الف شخص، والثاني خسف في حرستا، والثالثة موت آخر ملوك آل “فلان” في الحجاز.
بعد ذلك تتقاتل العشائر في السعودية ويتوجه عدد كبير من اتباع الفكر الوهابي الى سوريا للقتال مع السفياني، الذي ينتصر على الجميع ويحكم لمدّة 9 اشهر، اذ تقول الروايات انه يحكم لمدة حمل امرأة، ويقوم باضطهاد الشيعة، وبعدها يظهر المهدي، وهو من يدخل القدس ويزيل اسرائيل من الوجود.
لكن من هو اليماني والخرساني. هؤلاء هما شخصيتان تظهران في الفترة ذاتها لظهور السفياني لكنهما من انصار المهدي، ومن صفات الاول وفق المعتقدات المتداولة انه من اليمن، ويسمّى انصاره اصحاب الرايات الصفر، وهو يدخل بلاد الشام من المغرب، ويكون هذا الشخص هو الاقرب الى الامام المهدي.
اما الخرساني فهو من خرسان، وهو من اهم قيادات المهدي العسكرية، ويقال انه يكون لديه مشكلة خلقية في احدى يديه.
لكن الاكيد وفق المعتقادات ذاتها ان المعركة الاخيرة بين المهدي واعدائه لا تكون سنية شيعية، بل بين فريقين، فكل من تركيا ومصر والعراق واليمن تناصر المهدي وهي بلدان يوجد فيها اكثرية سنيّة.
كذلك يعتقد هؤلاء ان اهالي منطقة جبل عامل يكونون بأمان عن “اجرام السفياني، وكذلك المسيحيين في لبنان، الذين يرفضون مرور جيوش السفياني من مناطقهم ليصل الى المناطق الشيعية في بيروت والجنوب”.