رأي أسرة التحرير 9\7\2016 © مفكر حر
برأينا أن ما يحدث بسوريا من قتل ودمار وعلى مدى ست سنوات مضت, وقد يمتد لعشر سنوات قادمة, يجعل من الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني, اثناء غزو العراق, جورج بوش وطوني بلير وتدخلهما بالعراق قرار صائباً, ويجعلهما مفكرين استراتيجيين ذوي بعد نظر وحنكة سياسية, وابطال نبلاء بحق الشعوب العربية التي ترزح تحت كاهل الاستبداد من زعماء قذرين لا يتورعون عن استخدام حتى أسلحة الإبادة الجماعية ضد شعوبهم, من أجل الحفاظ على كرسي السلطة متمثلا بالمجرمين صدام حسين وبشار الاسد ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح .. والبقية من دون استثناء.. لان الذين لم يتضروا بعد لابادة شعوبهم لن يكونوا بأي حال افضل من الذين فعلوا… إذا المبررات النبيلة لمساعدة الشعوب العربية المغلوبة على امرها موجودة, وهي تحكم بالحديد والنار ولا امل لها بالتحرر من عبودية الاستبداد.. اما بشأن المأخذ الوحيد ضدهما بتسريحهم للجيش العراقي وعدم الاحتفاظ بقوة كافية للحفاظ على امن المواطنين, فهذا مردود عليه, لان مخابراتهم تعرف أن هناك مئات الألاف من التابعين لنظام صدام حسين هم بالواقع عملاء مزدوجون للمخابرات العراقية والدولية والاقليمية وخاصة عدوتهم الرئيسية الروسية الكي جي بي, وكان من الطبيعي ان لا يأمنوا على انفسهم لقمة سائغة بين فكي عملاء المخابرات العطشى لدمائهم… وقد أظهرت التجربة صواب قرارهم هذا فهاهم هؤلاء العملاء ذاتهم قد شكلوا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”!! فتصورا لو ان الكوادر الاميركية والبريطانية كانوا يبيتون سوية بنفس الامكنة معهم؟؟ هههه الله وحده يعلم كم من الوحشية كانوا سيرتكبون ضدهم؟؟ .. هناك من يقول بان كان لديهم خياراً آخراً وهو الخروج مباشرة بعد اسقاط نظام صدام حسين , ولكن التجربة العلمية تقول لنا ان لا فائدة من هذه الخطوة على الإطلاق, لأن عملاء النظام سيستطيعون ان يجمعوا انفسهم بعد خروجهم ويقبضوا على زمام السلطة من جديد وسينتقمون من كل عراقي وقف ضدهم وسيعيدون النظام كما كان وكأن شيئا لم يحدث!! … نحن نقول هذا لكي ننبه المعارضة السورية الرسمية الغبية والفاشلة بأن لا يظنوا بأن متاعب السوريين ستنتهي بمجرد إسقاط النظام!! ويجب التخطيط مسبقاً لسيناريو حول كيفة التعامل مع عدد كبير من عملاء المخابرات المزدوجين في النظام السوري ونقدر عددهم بأكثر من 100 الف عميل مع اسرهم وذويهم واقربائهم, وسيتم اعطائهم الاشارة في الزمن الحرج للانقلاب على السلطة الحديثة العهد, وإعادة الامور على ماكانت عليه قبل سقوط النظام لا بل بطريقة اسوء .. هذا اهم ما يجب على المعارضة التفكير به والتي لم تستطع ان تجد له الحل حتى اميركا وبريطانيا, مما اضطرهم لاتخاذ القرار بتسريح وطرد كل من كان تابعا لنظام صدام حسين.