رأي أسرة التحرير 5\9\2016 مفكر حر
بدأت الحرب السورية قبل 6 سنوات, ودمرت البشر والحجر وهجرت الاطفال والنساء ولا يوجد بوادر لحلها في الزمن المنظور, وكل طرف فيها مصر على كسبها عسكرياً لفرض اجندته السياسية غير آبه بالدم السوري المسكوب. نعم اشعلها وطنيون يطلبون الحرية والكرامة بعد 45 عاماً من حكم عائلة الأسد الاستبدادية, ولكن لم تصدق القوى العالمية والاقليمية اطلاق هذه الشرارة حتى تكالب عليها الجميع لكي يسرقها ويجيّرها لصالح اجنداته السياسية, ومنذ ذلك الحين لم يبق فيها شئ سوري, تتحكم بها قوى خارجية تضخ المال والسلاح, وتم استغلال الدين فيها بصورة بشعة, بدءاً من الاخوان المسلمين واجنداتهم حتى اليساريين والقوميين واجنداتهم ولن ننتهي بروسيا واميركا وتركيا وايران والسعودية ومصر وقطر.. فما هي المصالح السياسية لكي من هذه الاطراف القذرة بالدم السوري؟
نبدأ بالقوتين العظمتين روسيا واميركا, وحربهما الوجودية الازلية, فلم تصدق اميركا بأن هناك شرارة ثورة في سوريا حتى وجدتها فرصة لكي تخرجها من ملاك الحديقة الخلفية للمخابرات الروسية الكي جي بي, التي جعلت من سوريا فرعا لها, وبذلك تضعف عدوتها التاريخية روسيا وتسحب منها الورقة السورية على حدود حليفتها اسرائيل, مما يمهد لسحب بقية اوراقها في شبه جزيرة القرم ودول المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفياتي المنهار, وبالتالي سحب من روسيا سمة دولة عظمى منافسة لها, وتحتفظ بقطبيتها الاحادية بقيادة العالم … بالجهة المقابلة ستستميت روسيا للمحافظة على ورقتها السورية من خلال نظام عائلة الاسد الاجرامية, وستضخ فيها كل ما اتيت من قوة عسكرية ومالية ودبلوماسية, لأن فقدانها الورقة السورية سيمهد لفقدانها بقية اوراقها, وليس بمقدورها التسامح بفقدان الورقة السورية لان حربها مع المخابرات الاميركية وجودية لا رحمة فيها, ولهذا السبب فشلت كل محاولات السعودية والامارات بالاغراءات المادية الهائلة والمصالح الاقتصادية التي تثير لها اللعاب في ثنيها عن الورقة السورية وستفشل بالمستقبل.
بالنسبة لتركيا وأردوغان لديه مصلحة ان يقدم نفسه لأميركا كزعيم اسلامي يتبعه مليار ونصف مسلم, وبالتالي يرفع من مكانته العالمية ويرفع من اسهمه لدى اميركا لكي تعتمده زعيما عالميا, وهو يستخدم جماعة الاخوان المسلمين لكي يقول لأميركا نحن نمثل الاسلام المعتدل الديمقراطي الناجح, ونحن خياركم الافضل بدل من حكومات ايران الولي الفقيه ودول الخليج والسعودية الاستبدادية.. لذلك استثمر اردوغان الكثير من الاموال لإدخال المتطرفين الاسلاميين لسوريا واستثمر بنشر الفكر الاسلامي المتطرف, لكي يقول لاميركا انظروا لنا! نحن هنا! خياركم الافضل من هؤلاء المتطرفين!! اي ان فلسفته هو ان يخلق جماعات سيئة جدا جدا بسوريا لكي يقول لاميركا انا الافضل بالنسبة لكم
سياسة اردوغان ذاتها تتبعها كل من السعودية وايران ودول الخليج ومصر والنظام السوري, فهم يمولون الجماعات المتطرفة ويمولون نشر الفكر الاسلامي المتطرف في سوريا, من اجل ان يقولوا لاميركا نحن هنا!! انظروا لنا ما اجملنا مقابل الاخرين الموجودين على الساحة السورية!! ونحن خياركم الافضل…
اي كما نرى فأن حكام جميع الدول العربية والاسلامية مثل أردوغان والولي الفقيه وخادم الحرمين عائلة الاسد الاجرامية وبقية الزعماء في الخليج ومصر, يتصرفون كالعاهرات اللواتي يردن إظهار انفسهن الاجمل امام قوادهن الاميركي لكي يعتمدهن في ماخوره, وذلك عن طريق إظهار قبح العاهرات الاخريات.
لذلك نصيحتنا للثوار السوريين الوطنيين ان يقلبوا الطاولة على مموليهم في السعودية وتركيا وايران ولفظ المشروع الاسلامي الفاشل التي تموله هذه الدول لاظهار انفسهم الاجمل امام اميركا, وان يتحالفوا مباشرة مع اميركا من اجل ضمان المصالح الوطنية السورية بدولة مدنية يلتف حولها كل الشعب السوري بجيمع اطيافه ومكوناته بدلا من ان تهدر دمائهم من اجل عاهرات تعتلي عروش الانظمة العربية والاسلامية.