شامل عبد العزيز
المتتبع لجميع الدساتير العربية يرى أنها تضم 3 فقرات رئيسية “
الدين – العروبة – المساواة بين المواطنين ..
ماذا يقصدون بكلمة الدين ؟ طبعاً الدين الإسلامي .. ولكن هل الدين الإسلامي فقط في جميع بلادنا العربية ؟ ألا توحد ديانات أخرى ؟
بالنسبة للعروبة ,, هل جميع سكان البلاد الناطقة بالعربية على حد تعبير – الدكتور صلاح الدين محسن – من العرب ؟ ألا توجد قوميات أخرى ؟
بالنسبة للمساواة بين المواطنين هل صحيح أن هناك مساواة ؟ وخصوصاً بين المسلمين والمسيحيين وسوف نتغاضى عن باقي الديانات المنتشرة في بلادنا ؟ بمعنى أخر ألا يوجد تمييز ؟
سوف نعرض لكم بعض من هذه الدساتير في بلادنا ( الناطقة باللغة العربية ) لكي نصل إلى غايتنا ؟
أولاً مصر “
أول دستور لمصر المحروسة في 19 نيسان 1923 ( الملكي ) .
ثاني دستور 23 ت1 1930 ( الملكي ) .
ثالث دستور 23 حزيران 1956 ( الجمهورية المصرية ) .
رابع دستور 5 آذار 1958 ( الجمهورية العربية المتحدة ) بعد الاتحاد مع سوريا .
خامس دستور 26 آذار 1964 ( الجمهورية العربية المتحدة ) .
سادس دستور 11 أيلول 1971 ( جمهورية مصر العربية ) .
و لا ادري هل هناك سابع أم لا ؟
في العهد الملكي ” الدين ” المادة 149 ” الإسلام دين الدولة ..
المادة 12 ” حرية الاعتقاد مطلقة ..
العروبة ” اللغة العربية لغة الدولة الرسمية .
المساواة ” المادة 3 ” المصريون لدى القانون سواء .
في العهد الجمهوري ” الدين ” المادة 3 ” الإسلام دين الدولة .. العروبة المادة 1 ” مصر دولة عربية مستقلة ذات سيادة والشعب المصري جزء من الأمة العربية .. المساواة ” المادة 31 ” المصريون لدى القانون سواء وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة .
الدستور السادس في مصر ” الدين ” الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية مصدر التشريع . العروبة ” الوحدة أمل أمتنا العربية ( بالمشمش ) . المساواة ” المواطنون لدى القانون سواء .
ثانياً ” الأردن “
أول دستور لأمارة شرق الأردن ” 19 نيسان 1928 ( القانون الأساسي ) .
ثاني دستور 1 ك2 1946 .
ثالث دستور 1 ك2 1952 .
الإسلام دين الدولة – العربية هي اللغة الرسمية – ليس هناك نص فيما يخص المساواة ؟
المملكة الأردنية الهاشمية دولة مستقلة ذات سيادة دينها الإسلام – الشعب الأردني جزء من الأمة العربية ثم بعد ذلك وفي عام 1952 ” الأردنيون أمام القانون سواء ؟
ثالثاً ” الأمارات العربية المتحدة ” دستور مؤقت 18 تموز 1971 .. الإسلام هو الدين الرسمي للاتحاد والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع فيه .. العروبة المادة 6 ” الاتحاد جزء من الأمة العربية – اللغة العربية هي اللغة الرسمية – جميع الأفراد لدى القانون سواء .
ثالثاً ” البحرين “
دين الدولة الإسلام والشريعة مصدر رئيسي للتشريع – العروبة ” دولة البحرين عضو في الأسرة العربية وفي المجتمع الدولي واللغة العربية هي اللغة الرسمية – الناس سواسية في الكرامة الإنسانية ويتساوى المواطنون لدى القانون .
رابعاً ” تونس “
1 ك2 1959 – الدين – الشعب التونسي مصمم على تعلقه بتعاليم الإسلام – الإسلام دينها – دولة حرة مستقلة – الشعب مصمم على تعلقه بوحدة المغرب الكبير وعلى الانتماء للأسرة العربية – المواطنون سواء أمام القانون .
خامساً ” الجزائر “
28 آب 1962 – اللغة العربية هي اللغة الرسمية وتستمد طاقتها الروحية الأساسية من دين الإسلام . العروبة ” الجزائر جزء لا يتجزأ من المغرب العربي والعالم العربي وأفريقيا .
22 ت2 1976 ” الإسلام دين الدولة – اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية – المساواة ” كل المواطنين متساوون …
سوف نكتفي بهذا القدر علماً بأن باقي الدول العربية على نفس المنوال و لا داعي لتكرارها ..
في الدين – العروبة – المساواة ..
**********************************************************
ماذا نستنتج من المقابلة لأحكام الدساتير العربية ؟
يقول المحامي ورئيس الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان” جوزف مغيزل “
بالنسبة للدين ” ليس بين الدول العربية موقف متطابق تطابقاً كاملاً بالنسبة إلى الدين ؟ فهذا يعلن أن الدولة إسلامية وذلك أن دين الدولة الإسلام وذلك أن دين رئيس الدولة الإسلام وأخيراً لا يشير إلى أي دين للدولة ؟
من جهة أخرى هذا يعلن أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع وذاك أنها مصدر رئيسي فقط وهناك من لا يشير إلى الشريعة ؟
أما بالنسبة للعروبة ” ما عدا اللغة العربية التي يتفق عليها الجميع فإن الاختلاف يظهر بالنسبة إلى باقي أوجه العروبة فهذا يعلن أنه جزء من الأمة العربية وذاك بلد عربي فقط وذلك أنه عضو في الأسرة العربية وفي تجمع إقليمي مغربي ..
أما بالنسبة للمساواة ” جميع الدول العربية تلتقي على إعلان المساواة بين جميع المواطنين دون تفريق …
هذا من حيث النصوص الدستورية ..
بعد أن أزعجناكم وأنا أعتذر أليكم سوف نستمر كالتالي “
من ناحية ترجمة هذه النصوص بالوقائع ماذا يتبين ؟ وهنا سوف نطرح الأسئلة ؟
ماذا تعني هذه الدول بقولها ” أنها دولة إسلامية ” ؟
وأن الشريعة المصدر الرئيسي أو مصدر رئيسي للتشريع ؟
هل هناك نظام إسلامي لدولة عصرية ؟ ما هي معالمه ؟
هل هناك تشريع إسلامي ينظم مختلف نواحي الحياة المعاصرة و لا يتوقف عند الأحوال الشخصية ؟
هل يمكن تصور تشريع إسلامي جزائي بعد أن تطور العلم الجنائي وأصبح يشمل الصحة العقلية والتربوية والنفسية والمحيط الاجتماعي .. الخ ؟
هل يمكن إقامة نظام مالي واقتصادي ومصرف إسلامي بعد أن توحد العالم في هذه المضامير ؟
من ناحية نتوهم عندما نعتقد أن المصارف الإسلامية يمكن أن تطبق الشريعة وتنمو فلا تتعامل بالفائدة ؟ عندما نعلم أن النظام المصرفي يكاد يكون واحداً في العالم وأن كل أموال المصارف تصب في النهاية بعضها في بعض وفي صناديق الشركات العالمية الكبرى . ومن ناحية ثانية كيف يمكن أن نوفق بين مساواة أبناء مختلف الأديان ولو كانت بينها أقليات وبين الأنظمة الدينية الخاصة لبعض منهم وإن كانت أكثرية .
أخيراً “
هل يصح أن نطبق اليوم وفي القرن 21 وبعد التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتنظيمية والعلمية أحكاماً أو نظماً كانت صالحة منذ أكثر من 1430 عام ؟
في قوانين البلاد المتحضرة ( نقلاً عن الأستاذ رعد الحافظ ) “
” لا يُذكر في الدستور كلمة دين أو عرق أو أقلية أو أي شيء بهذا الخصوص / معنى ذلك ليس هناك فرق بين الجميع / مجرد ذكرهم سيعني هناك فرق بينهم “
هل هناك من يستطيع أن يجد لنا سبيلاً ؟ ولكن من دون شعارات ؟
/ ألقاكم على خير / .
أخر الكام بعد التحية والسلام للأخ العزيز شامل عبد العزيز وتعليقي ؟
١: هل سمعت بدساتير شارع الهرم وأبو نواس والحمرا ، صدقني هى أشرف من كل دساتير الدول المستعربة ؟
٢: لاخلاص للمصريين إلا بالخلاص من كلمة العربية التي ألصقت زورا بمصر الحبيبة ؟
٣: مالم يتعض هؤلاء العروبيين والمتأسلمين فوألله سيكون قتلهم عمل شعبي كما نقول نحن العراقيين ، بدليل مانراه في تونس ومصر والسودان وغدا في إيران والسعودية ؟