طلال عبدالله الخوري 9\5\2018 © مفكر حر
بدايةً: ما هو البرنامج النووي الإيراني؟ هو بالحقيقة عبارة عن مخبر علمي لطلاب الجامعة تبرعت به احدى الجامعات الأميركية بعهد الشاه الإيراني للجامعة الإيرانية بطهران عام 1977, عندما كان التعاون الإيراني الأميركي على أوجه, وذلك من أجل تدريب الطلاب المختصين بالفيزياء النووية على تخصيب المواد المشعة …. وبعد الحرب العراقية الإيرانية واستخدام الأسلحة النووية من قبل العراق, والمقدمة من بريطانيا, والتي سببت بإيقاف الهجوم الإيراني المتفوق على العراقي في الحرب, واحدثت توازن على طرفي الجبهة, لأن الغرب آنذاك, لم يرد ان ينتصر أي طرف في هذه الحرب, وانما أرادوا استنزاف الطرفين,.. عندها ادرك الخميني بأهمية الأسلحة النووية, وقرر امتلاك ايران لبرنامج نووي .. وكان المختبر التعليمي هذا هو نواة هذا البرنامج … وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يضيف الإيرانيون شيئا جديداً على هذا البرنامج الأميركي المقدم كمساعدة للطلاب على التعلم, وفقط استطاعوا ان يكرروه بعدة آلاف المرات, ويخصبوا اليورانيوم بمستويات تعليمية وليست كافية صناعيا لتجهيز قنبلة نووية.. اذا عمليا لا يوجد برنامج نووي إيراني.. (نكرر للأهمية: لا يوجد برنامج نووي إيراني) ولكن كل ما تريده اميركا هو القضاء على احتمال (نضع خطين تحت كلمة احتمال) ولو نسبي للمستقبل, بأن يكون لدى ايران أي برنامج نووي …اما البرنامج الصاروخي الإيراني, فهو عبارة عن الصواريخ التي تستوردها ايران من روسيا والصين وكوريا الشمالية وتقوم بطلائها وتغيير اسمها, وهي غير قادرة على حمل رؤوس نووية, ولكي يرسلوا الصاروخ لمسافة ابعد, يقومون بإنقاص وزن الرأس المتفجر بالصاروخ, فيصبح اخف وزناً, فيصل الى مسافة ابعد!! … اذا السؤال المنطقي هنا لماذا اميركا تخاف من برنامج ايران النووي والصاروخي… والجواب ان اميركا لا تخشاه, ولكن لا تريد ان يكون هناك مجرد احتمال لان تمتلك ايران أي برنامج نووي او صاروخي يؤرقها في المستقبل القريب او البعيد, وتريد ايضاً ان تسد كل هذه الاحتمالات فقط لا غير… وقد يتساءل البعض: ولماذا شحنت اميركا بعهد أوباما قرابة 200 مليار دولار الى ايران ورفعت عنها العقوبات من اجل برنامج نووي غير موجود؟؟ نقول: لقد اجبنا على هذا السؤال في مقال سابق هو ( الصراع بين الحزبين الجمهوري والدمقراطي الاميركيين واثره على الصراع السني الشيعي ) وقلنا بأن الحزب الدمقراطي كان يريد استبدال السعودية التي تدعم الحزب الجمهوري, بإيران التي تدعم الحزب الدمقراطي بانتخاباتهم المحلية, ولهذا السبب دفعت المملكة السعودية مؤخراً 500 مليار دولار لترامب لكي يلغي الاتفاق مع ايران ويعيد العقوبات عليها, وهذا ما حدث..
بعد هذه المقدمة, نعود الى سؤالنا: عن آثر الغاء هذا الاتفاق على الشعب السوري والثورة السورية .. حتما سيكون إيجابي وبشكل كبير لان العقوبات الاقتصادية ستحد من قدرة ايران على تزويد نظام المجرم بشار الأسد بالدعم المالي لكي يستمر نظامه على البقاء … وأيضا ستؤثر على الاقتصاد الروسي وتحد من قدراته على دعم النظام السوري, وقد بدأ الأثر مباشرة, حيث تم خفض سعر صرف الريال الإيراني الى 5 آلاف ريال للدولار الواحد بالسوق السوداء, وأيضا هبط سعر صرف الروبل الروسي وحتى الليرة التركية هبطت, حيث ان لتركيا وروسيا تبادلات تجارية هائلة مع ايران.
وعاجلا ام اجلاً, سيتم اجبار ايران على الخروج من سوريا وهي صاغرة, فقد اصدر البيت الأبيض، بياناً عقب إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني, جاء فيه ان إدارة ترامب في واشنطن تطلب من ايران التخلي عن تصميم الأسلحة النووية (أي حتى على الورق)، وعدم امتلاك صواريخ باليستية عابرة للقارات، ووقف العمل على إنتاج الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، أو تقديم الصواريخ الباليستية لجهات الأخرى”.
والاهم من هذا كله هو وقف النظام الإيراني دعمه للإرهابيين والمتطرفين, حيث من المعروف بأن ايران تدعم القاعدة وداعش وحزب الله في سوريا ولبنان وليبيا, وتدعم الحوثي والقاعدة في اليمن, وطالبان في أفغانستان… وفي ختام البيان طالبت الإدارة الأمريكية الحكومة الإيرانية بإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان.
من جهتها السعودية كانت تطالب اميركا بخطوات عملية على الأرض, من اجل ان تساهم ب 4 مليارات دولار من اجل إعادة إعمار سوريا, وبعد هذه الخطوات العملية فستسارع السعودية بالإيفاء بالتزاماتها التي قدمتها الى ترامب في سوريا, ومنها ايضا ارسال قوات عربية لكي تملأ الفراغ عند خروج الإيراني وسقوط النظام السوري كما اوضحنا في مقال سابق ( ماذا يعني إرسال قوات عربية لمستقبل الثورة السورية؟ )
من هنا نرى بأن النظام السوري وحلفائه يخسرون في كل يوم ويغرقون في كل يوم وهذا يعني بأن الفرج على الشعب السوري قادم.