طلال عبدالله الخوري 7\1\2018 © مفكر حر
كما قلنا سابقاً, فإن أميركا تنتهج السرية والكتمان والدهاء حول سياستها الخارجية, وتفصح فقط عن اقل جزء ممكن, يمكنها من تنفيذ الأجزاء الحيوية في استراتيجيتها الخارجية, مع اكبر تأخير زمني ممكن لهذا الإفصاح لكي لا تعط الوقت والموارد لأعدائها من الرد وافشال خططها, وقلنا ان هدف أميركا الوحيد في سوريا هو إغراق عدوها التاريخي الروسي بالمستنقع, ومعه حلفائه من ايران والنظام السوري, واستنزافهم اقتصاديا وبشرياً وعسكرياً, وحرمان روسيا من أي ورقة تفاوضية يمكن ان تلعبها في ملفاتها مع الغرب مثل احتلال القرم الاوكراني والمقاطعة الاقتصادية, وقد نجحت نجاحا باهراً حتى الآن, وها هم الروس وحلفائهم يتخبطون ولا يدرون ما يفعلون, ويصرفون الأموال الطائلة من دون أي مردود.
وآخر ما افصحت عنه أميركا عن سياستها في سوريا, بأن خطوتها المقبلة في منطقة شرق نهر الفرات التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية، التي تبلغ مساحتها نحو 28 ألف كيلومتر مربع، (أي ما يساوي ثلاثة أضعاف مساحة لبنان), هو الاعتراف بها دبلوماسياً, وإعادة تأهيلها وتحويلها الى منارة للشرق الأوسط , وتحويل الرقة بالذات التي كانت عاصمة لداعش, إلى “لاس فيغاس الشرق”, أي مدينة الخطيئة والقمار واللهو, على عكس الفضيلة المزيفة التي كان يدعيها الدواعش.
وأفصحت ايضاً بأنها تشترط على قبول التعاون بين «إقليم شرق الفرات» ودمشق, بتحقيق تسوية سياسية وانتقال سياسي وحكم لا مركزي, حسب وثيقة «مركز أبحاث رند» التي تؤصل لهذا الحكم اللامركزي, والإدارات المحلية في كل منطقة.
بقراءة بسيطة لهذا الإفصاح الأميركي نستنتج ما يلي:
أن اميركا لديها خطة واضحة متكاملة واقعية عملية لسياستها في سوريا, على عكس ما يدعي (المحللون السياسيون بين قوسين طبعاً, خريجي المعاهد الشرعية, على الجزيرة والقنوات العربية), وتنفذها بدقة وحنكة رفيعة المستوى.
أميركا غير مستعجلة, ولديها كل الوقت, ومستعدة ان تنتظر انهيار روسيا وحلفائها غرقاً بالمستنقع السوري عشرات السنين, ولكن السؤال الحيوي هنا, هل يحتمل الاقتصادين الروسي والإيراني المهترئين لأكثر من سنة او سنتين على الأكثر لكي ينهارا؟ وبقائهما في سوريا لإبقاء نظام الأسد الاجرامي قائما يكلفهما حوالي 100 مليون دولار شهرياً, وسيرتفع هذا المبلغ باضطراد؟؟ والأكثر من هذا فأن الشعب الإيراني الجائع بدأ ينتفض بسبب حرمانه من التنمية والصرف على مشاريع عبثية دونكيشوتية, وحتما سيتبعه الشعب الروسي لا محالة.
اذا, الوصول بروسيا وحلفائها الى هذا الوضع المزري, هو ما سعت له واشنطن وحققته بحرفية عالية, وهي تفرض عليهم بأن لا تقترب ايران وحلفائها من المناطق المتحالفة معها في جنوب غرب سوريا وفي شرق الفرات, وهي لا تمانع بأن يتبنوا مناطق النظام ويصرفون عليها…. ولكن حتما بالنهاية ستبدأ تظهر الخلافات بين المصالح الإيرانية والروسية والتركية, وأميركا لا تمانع من ان يحاربوا بعضهم البعض وهذا يصب في مصلحتها ويسرع من غرق اعدائها… وهذا ما سنراه قريباً.
١: من الاستحالة إستمرار زواج المتعة مابين الروس والايرانيين على فراش الاسد ، قد يكون هذا ممكناً في عالم العاهرات ولكن ليس في عالم السياسة ، خاصة إذا كان الثمن قتلى بالمئات وخسائر بالمليارات ؟
٢: نعم الرؤوس حققوا الكثير من المنافع والمكاسب في ظل الصمت الأمريكي في سورية ، ولكنه الطعم الذي أوقعهم في مستنقعها ، والدليل لا نظام الملالي وذيولهم أنجدوا الاسد وأنهوا الحرب ولا حليفهم الجديد الروسي ، ؟
٣: وأخيراً …؟
فمن أنجدوا الاسد ينهون عامهم بمظاهرات عارمة في عقر دارهم وحرق حوزات ، ومن يستقبلونه بضحايا وخسائر سبع طائرات لا يبشر عامهم هذا لا لهم ولا لشريكهم في الفراش بخير ، سلام
I don’t agree. IRAN might indeed suffer from cost but NOT RUSSIA. Within 2 years, Russia will be extracting and selling the Syrian Gas of the Mediterranean.