الحلـــــــــــــــــــــقة الســــــــــــــــــــابعة “رفعــــــت الأســـــــــــد”
الشقيق الأصغر للرئيس الراحل حافظ الأسد وعم الرئيس السوري بشار الأسد. يتميز رفعت الأسد ببعض الصفات منها كونـه من أوائل الذين سلكوا طريق النهب والسلب من ثروة الشعب السوري ، بعد شقيقه حافظ، ومنها وصوله إلى أرقام قياسية في هذا السلب والنهب ، لم يسبقه سوى أخيه حافظ أيضاً.
رفعـت قبل الثامن من آذار 1963م :
أبوه علي سيلمان الوحش ، وقد حصل جده على هذا اللقب من حلبة المصارعة ، عندما صرع المصارع التركي الذي كان لايقهر ، ولم يكن أهل القرداحة يعرفون له لقباً ، كانوا يعرفونه سليمان ( فقط) ، ثم حصل على لقب الوحش ، أما علي سليمان الوحش ، فقد تعلم وكان مشتركاً في جريدة تصله بالبريد إلى القرداحة ([1])، خلال الحرب العالمية الثانية ، وكانت في بيته خريطة للعالم ، يتابع عليها أنباء الحرب العالمية الثانية ، ولم نتمكن معرفة المكان الذي تعلم فيه علي سليمان الوحش ، وقد ورث علي عن أبيه سليمان القوة الجسدية ، وهذه القوة مع التعلم ساعداه على رفع مكانته الاجتماعية في القرداحة ، ليلتحق بقبيلة الكلبية ، إحدى قبائل العلويين الأربع [2]، كما أنه صار من وجهاء القرداحة ، وممن يسعى إليه الناس في حل الخصومات ، وعندها اجتمع وجهاء القرداحة وقالوا له أنت : علي سليمان الأســد ، وليس الوحش .
ولد رفعت علي سليمان الأسد عام (1937) ، وهو آخر أولاد أبيه ، وأمـه ([3]). ويكبره جميل بأربع سنوات ، فهو مواليد( 1933) ، أما حافظ فهو مواليد (1930م) . وكان له عشرة من الأخوة والأخوات ، حُرم الثمانية الأول منهم من التعليم ، لعدم وجود مدرسة في القرداحة يومها ، ثم أصّر أبوه على أن يتعلم الثلاثة الباقون ، وفي الثلاثينات أدخل الفرنسيون التعليم ، وفتحت في القرداحة مدرسة ابتدائية ، وتمكن علي سليمان من إدخال أولاده فيها .
في عام (1949م) انتقلت عائلة علي سليمان الأسد كلها من القرداحة إلى اللاذقية لمدة سنة من أجل الإشراف على أصغر أبنائها رفعت ، الذي كان سيبدأ دراسته الثانوية ( يعني الإعدادية والثانوية ) في ذلك العام ، فاستأجروا غرفةً في أحـد المساكن حيث راحوا يراقبون النشاط السياسي الذي راح ولدهم (حافظ ) يمارسه بهمة وإقبال شديدين ، والذي لم يكونوا موافقين عليه تماماً .
ثم تابع رفعت حتى حصل على الثانوية ، ثم صار موظفاً بسيطاً في الجمارك ، يتقاضى راتباً لايزيد عن (200) ليرة سـورية تعادل يومها (55) دولاراً ، وخلال خدمته العسكرية التي قضاها برتبة (عريف ) وهي أدنى الرتب العسكرية ، تعرف على الملازم المجند محمد الخطيب ، الذي عامله يومها معاملة حسنة ، فكافأه رفعت فيما بعد وجعله وزيراً للتربية في السبعينات .
في عام 1963م :
عندما قامت ثورة الثامن من آذار (1963م) سرحت دفعة كانت في الكلية العسكرية ، التحقت بها خلال آخر عهد ديموقراطي عاشته سوريا وكان ذلك من سبتمبر 1961 م ، وحتى الثامن من آذار 1963م ، وكانت هذه الدفعة منتقاة من الشعب السوري كافة ، حسب الكفاءة واللياقة البدنية ، ودون اعتبار للتقرير السياسي . سـرحت هذه الدفعـة ، وجلبت دفعة بديلة على عجل معظمها من المعلمين من طوائف معينة ، وكان منهم ( رفعت أسـد ) ، و ( عبد الله طلاس ) ، وغيرهم .
وتخرجت هذه الدفعـة بعد سنة ونصف فقط وسميت بدورة البعث الأولى .
من 1965 وحتى 1970 م :
بعد تخرجه بسنة ونيف شارك في انقلاب (23 شباط 1966) في المجموعة التي قادها سليم حاطوم واعتقلت الفريق محمد أمين الحافظ رئيس مجلس الرئاسة يومذاك بعد معركة راح ضحيتها (200) عسـكري وهو ضعف ماخسره الجيش السوري في حرب ( 5) حزيران (1967م ) .
وفي عام (1969م ) ساهم ( رفعت ) في القوة التي حاصرت العقيد (عبدالكريم الجندي ) من بلدة السلمية ، قائد المخـابرات العامة يومذاك في عهد صلاح جديد ، وقتلته أو دفعتـه إلى الانتحـار عند بوابـة اللـواء السبعين .
يقول باترك سيل : كان العقيد عبد الكريم الجندي من أنصار جديد ، وهو قائد المخابرات , ومن أعضاء اللجنة العسكرية ، وكان رفعت ([4]) قد اكتشف أن جديد يخطط لاغتيال شقيقه حافظ ، وفي الأيام (25 ـ28 شباط 1969 ) وقع شبه انقلاب قام به حافظ ورفعت ، حركت الدبابات إلى مفاصل العاصمة ، وتمكن رفعت من اعتقال سـائقي الجندي .
وأدرك الجندي عندما فقد أسطول سياراته أنه انتهى ، وبعد مشادة كلامية مع علي ظاظا مدير المخابرات العسكرية قتل الجندي نفسه بإطلاق النار على رأسه . وبعد أسبوعين انتحرت زوجته أيضاً . وتعززت مكانة رفعت ، كذراع الأسد اليمنى ، وجزع أتباع جديد ، وكسب الأسد جولة هامة .
وهكذا من بين الأعضاء الخمسة المؤسـسين للجنة العسكرية : كان عمران منفياً في لبنان ( ثم أغتيل من قبل الأسد ) ، وكان أحمد المير قد طرد إلى إسبانيا ، والجندي قد مات ، وبقي الأسد وجديد يتصارعان من أجل الوصول إلى قمة السلطة ([5]).
وخلالها كان رفعت قد التحق بالدورات التالية في مدرسة المدرعات بالقابون ، وهي دورة قائد سـرية ، ثم دورة قائد كتيبة ، ثم أعطيت له رتبـة ( نقيب ) وألحق بدورة ( أركان حرب) وكان أول نقيب في الجيش السوري يلتحق بدورة الأركان ، وفي عام (1970م ) التقيت بزميله وابن دورته ( النقيب عبدالله طلاس ) ، وما أدري كيف حصل رفعـت على رتب ( رائد ، مقدم ، عقيد ) وكل ماعرف عنه بعد قيام أخوه بالحركة التصحيحية أنه قائد سرايا الدفاع ووصل تعدادها يومذاك إلى ( 55) ألف عسكري ، فيها أحدث دبابات الجيش السوري وكانت يومذاك (ت 62 ) ، وفيها طائراتها العمودية الخاصة بها . ويشير العماد مصطفى طلاس في كتابه ( ثلاثة شهور هزت سوريا ) إلى أن الرئيس حافظ الأسد كان الشخص الوحيد الذي يتابع “عبر قنوات سرية للغاية” الشؤون الأمنية لسرايا الدفاع التي يقودها شقيقه. والقنوات سرية لأن العميد رفعت كان يسجن أي ضابط في السرايا له علاقة مع المخابرات العسكرية، الأمر الذي جعل السرايا بمثابة “غيتو خاص يصعب انتهاكه”. وكانت سـرايا الدفـاع تحيط بدمشـق ، وتحمي كرسي الحكم ، ولم تشارك في حرب (5) حزيران (1967م ) .
رفعت أسـد طالب في جامعة دمشق :
حصل رفعت على ليسانس في التاريخ ثم ليسانس في الحقوق من جامعة دمشق ، مما دفع بعض الأساتذة الشرفاء إلى الهجرة من سوريا كلها ، كي لايروا بأعينهم هذه المهازل ومن لطائف ما يرويه العماد مصطفى طلاس في كتابه ( ثلاثة شهور هزت سوريا ) عن العميد رفعت حين كان طالباً في قسم التاريخ بجامعة دمشق أن رئيس القسم الدكتور محمد خير فارس شكا له ( لوزير الدفاع ) : أن رفعت يأتي مع مفرزة من الحرس إلى الجامعة أيام الامتحان، ولا أحد يجرؤ من المراقبين أن يقول له شيئاً، فماذا أفعل؟، وكان رد العماد: [لا تفعل شيئاً لأنه لن يعمل لديكم أستاذ تاريخ!]. على أن أجمل ما يرويه العماد عن علاقة العلم بالسلطة في تلك الأيام الأمثولة التالية: [ما كاد رفعت ينهي الإجازة في التاريخ حتى تسجل في كلية الحقوق هو وزوجته لين وابنه دريد، وكانوا يقدمون الامتحان معاً في غرفة رئيس الجامعة الدكتور زياد شويكي حرصا على أمن الطلاب وأمن المعلومات، وعندما جاءتهم الأسئلة مع فناجين القهوة وكتب السنة الأولى قال لهم رفعت : العمى في قلبكم… ابعثوا لنا أستاذاً يدلنا أين توجد الأجوبة لهذه الأسئلة!!! ].
ومن المعروف أنـه بعد حصوله على الليسانس من جامعة دمشق ، حصل على الدكتوراة من موسـكو في التاريخ أيضاً ، على أطروحة عن الصراع الطبقي في سوريا ، ويعتقد أنها من تأليف أحمد داود العلوي الذي يجيد اللغة الروسية !!! .
رفعت أسـد يهرب ذهب سوريا إلى الغرب :
وبدأ يلمع اسـمه كثيراً بعد انتخاب حافظ أسد رئيساً لسوريا ، ورأينا الورقـة المالية ذات (500) ليرة سورية التي وقعها ( رفعت ) باسمه الصريح بعد أن رفض مدير البنك المركزي توقيعها ، هذه الورقة التي كان (رفعت ) يطلب منها الكمية التي يريدها ، وكان مدير المصرف المركزي ينفذ طلباته مجبراً ، وقام أزلام رفعت بشراء الذهب من سوريا خلال عقد السبعينات بهذه الأوراق وأخرجـه إلى حساباته في أوربا وأمريكا ، وهذا أول اسفين دق في الاقتصاد السوري ، مما أدى بعده إلى انهيار الليرة السورية .
رفعت أسـد تاجـر المخدرات الدولي :
الريشـة بلدة في أطراف سـوريا ، محاذية للمثلث الأردني السعودي السوري ، زعيمها ( لورنس ) الشعلان ، وهذه البلدة لاتخضع لنفوذ أي من الدول المجاورة ، حتى لاتخضع لنفوذ سوريا ، وبعض الهاربين جنائياً يصلون إليها ويحتمون بزعيمها ( لورنس ) فلا تستطيع الحكومة السورية القبض عليهم ، وهذه معلومات بديهية عند أبناء البادية السورية ، وسـر قـوة ( لورنس ) هي أنـه شريك لكبار الضباط في الحكومة السورية ، شريكهم في تجارة المخدرات الدولية ، وعرفت مرة أحد أفراد القبيلة اشتبك مع الشرطة وأطلق عليهم النار حتى نفذت ذخيرته ، وعندئذ استطاعت الشرطة القبض عليه ، ثم … من يصدق أنه خرج من السجن بسند كفالة ( 5000) ليرة سورية فقط !!؟؟ وعندما تعجبت من ذلك بحثت وعرفت أنه من أزلام ( رفعت أسـد ) في تهريب المخدرات ، وبعد خروجه بساعات كان قد وصل ( الريشـة ) حيث زعيمها ( لورنس ) يحميه من جميع دول المنطقة ، لأنه زعيم أكبر عصابـة لتهريب المخدرات في العالم.
عرف رفعت أسـد الريشـة ولورنس مبكراً ، وجعل نفسـه شريكاً رئيسياً لـه في تجارة المخدرات ، حتى ذاق طعم الملايين ، استقل رفعت في سـهل البقـاع اللبناني ، وسبق لورنس الشعلان في هذه التجارة ، بل صار لورنس من تلامذتـه ، لأن رفعت سـخر سيارات الجيش وطائراته العمودية في زراعة وصناعة وتصدير المخدرات في سهل البقاع ، بل بنى ميناء قرب اللاذقية لاتعرف الجمارك السورية شيئاً عنه ولا عن البضائع التي تصدر منه أو تستورد عن طريقه ، واستمر هذا الميناء حتى أواخر التسعينات حيث قاد بشار الأسد قبل وفاة والده لواء مدرعاً استطاع أن يحتل هذا الميناء ويدمره في معركة قتل فيها من الجانبين قرابة (500) من الجنود .
وكانت زراعة وصناعة وتصدير المخدرات في سهل البقاع تحت عيون المخابرات الصهيونية والأمريكية [ انظر مجلة الإكسبرس الفرنسية التي ادعت (في عددها الصادر في شهر مايو 1987، ص 34 – 41) بأن هناك صلة للسلطات السورية في تجارة المخدرات اللبنانية وأن نائب الرئيس السوري رفعت أسد ضالع في تسويقها لدى شبكات التجارة العالمية. وفي شهر مايو 1985 قامت السلطات الإسبانية بطرد القنصل العام والمسؤول الأمني في السفارة السورية بسبب انكشاف دورهم في شحنة هيروين تم مصادرتـها، وادعت الصحافة يومها بأن للسفير السوري في إسبانيا (وهو شخص مقرب من رفعت أسد) دور في هذه الصفقة كذلك.
وقد نشرت مجلة الإكسبرس الفرنسية في عددها رقم (1869) تحقيقاً مطولاً حول تورط رفعت أسد في تجارة المخدرات والأسلحة وضلوعه في عصابات سرقة السيارات من ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا عن طريق شبكة يديرها ابنه فراس. ثم نشرت مجلة إنتربيو الإسبانية تحقيقاً آخر حول صلة رفعت بالاستخبارات الفرنسية والإسبانية وعن أنشطته غير المشروعة بالتعاون مع التاجر السوري منذر الكسار في تجارة الأسلحة والمخدرات.
وبالرغم من الاحتجاج المتكرر من قبل السلطات السورية ومحامي رفعت أسد على هذه الحملة الصحفية فإن الحقيقة ظهرت في شهر أكتوبر 1999 عندما اشتبكت القوات السورية مع حراس رفعت في ميناء يسيطر عليه باللاذقية، وكانت الأسباب الظاهرية هي أنشطة رفعت المحظورة في مجالات التهريب عبر هذا الميناء .
مينـاء رفعـت :
وقد مـر ذكـره آنفاً ، يقع قرب مدينة اللاذقية ، لايخضع للحكومـة السوريـة ، واستمر رفعت يهرب منه البضائع من وإلى سـوريا قرابة عشرين سنة ، دون أن يتمكن أحد من ضباط الجمارك أو الأمن بشتى فروعـه من دخول هذا المينـاء الذي سكنت فيه عدة عوائـل من أنصار رفعت الأسـد .
وترسخت ظاهرة الفساد وما تفرزه من نهب وسلب ورشـوة واختلاس مذ وقعت سورية الغاليـة بين براثن حكم قمعي وحشي منذ أكثر من ثلث قـرن ، ومن الجدير ذكره أن السلطة السوريـة عندما حاصرت موقعاً مطـلاً على البحـر قريباً من اللاذقية تعـود ملكيته لرفعت الأسـد قائلة : إنه مينـاء غير مشروع يستخدمه رفعت للتهريب ، وقاد بشار الأسـد لواءً مدرعاً في حياة والده حافظ ، واقتحم هذا الميناء ودمره ، ووصلت الخسائر من الطرفين قرابة (400) جندي .
ولما سئل رفعت عن هذا الميناء أجاب عبر المحطـة الفضائيـة (a.n.n. ) التي يملكها ولـده سومر : وهل أبقت السلطات – الجنـاح الحاكم على حـد تعبيـره – شيئاً يمكن تهريبـه بعد أن سلبت ونهبت كل شـيء ؟ ، لقد استعصت ظاهـرة الفساد في سوريـة على الحـل ، وكيف لا تستعصي وأقطاب النظام وسدنتـه هـم الذيـن يقودون حملـة الفساد ؟!! ويتسابقـون على نهب الثروات العامـة ويبتزون المواطنين وحتى الفقراء منهم في نهب أرزاقهـم وأقواتهم وما يملكون . لقد أكد الباحث السوري سميـر سعيفان أن مشكلة التهرب والتهريب في سوريـة من الحجم الكبير جداً ، وأنها تؤثر بقـوة في موارد الدولة والأداء الاقتصادي والبنيـة الأخلاقيـة للمجتمع ، وقد قـدر الباحث سعيفان حجم التهرب الضريبي في سورية بنحو خمسين مليـار ليـرة سورية.
الزوجـة الـرابعــة :
وفي بداية عقد السبعينات تزوج رفعت الرابعـة وقيل الخامسـة ، وهي ابنة ضابط كبير شركسي من جيل أخيه حافظ ، رأى رفعت هذه الفتاة في الشارع ، وعرف بيتها واسم أبـيها ، ولما عرف أن والدها زميل أخيه ، طلب من أخيه أن يخطبها لـه ، فطلب حافظ من زميله الشركسي مقابلته ، ولما حضر أعلمه أن شقيقه رفعت قرر أن يتزوج ابنتـه ، وأنـه إن لم يوافق ، فسوف يخطفها !!! ، والأفضل أن يوافق ليتم الزواج بأمن وسلام ، وخاف الضابط الشركسي على شـرفه وابنتـه فوافق ، وكان ذلك .
التطهير الوطني وتخضير الصحراء :
يقول رفعت أسـد في المؤتمر القطري لحزب البعث : أيها الرفاق إن ستالين قضى على عشرة ملايين في سبيل الثورة الشيوعيـة ، واضعاً في حسابه أمراً واحداً فقط ، هو التعصب للحزب ولنظرية الحزب ، ولو أن لينين كان في ظرف ستالين لفعل مثله ، أيها الرفاق تحتاج الأمم التي تريد أن تعيش أو تبقى إلى رجل متعصب ، وإلى حزب ونظرية متعصبة ..
وفي هذا المؤتمر طرح رفعت أسـد مشروعه للتطهير الوطني وتخضير الصحراء وخلاصته : اعتقال كل معارض لسياسات الحزب ووضعـه في سـجن تدمـر ، وتعذيبـه ، مع إلقاء المحاضرات عليه ، ومطالبته بحفظها ومذاكرتها ، كي يغسل عقلـه ممـا فيـع من أفكار تعادي مسيرة الحزب ، والاستفادة منـه في الأشغال الشاقة وزراعة الأشجار في الصحراء . ويخضع هؤلاء ( المعذبون ) إلى امتحانات يتأكد فيها من تطهير عقولهم من كل مايعادي مسيرة الحزب .
مذبـحـة تـدمـر الأولى :
وفي حزيران (1980م ) قام أفراد من الحرس الجمهوري بمحاولة لاغتيال حافظ أسد ، وجرح في سـاقه ، فأرعـد رفعت وأزبـد وكلف رفعت صهره محمد ناصيف ( زوج ابنته تماضر ) بتكليف مجموعتين من سرايا الدفاع ، تم نقلهم بالطائرات العمودية إلى سـجن تدمر الصحراوي ، وتـم إطلاق النـار على السجناء داخل الزنازين ، فقتلوا قرابة ألف مواطن معظمهم من الإخوان المسلمين ، من الأطباء والمهندسين والمدرسين وطلاب الجامعات ، وتم دفنـهم جماعياً بالجرافات وبعضهم مازال حياً ، كما نشـر ذلك الصحفي نزار نيـوف لاحقـاً . وكما أفاد عناصر من سرايا الدفاع أرسـلوا للأردن لاغتيال رئيس الوزراء مضر بدران ، وتم اعتقالهم واستجوابهم على التلفزيون الأردني .
دوره في مجزرة حمـاة الكبـرى :
رفعـت الأسـد قائد ميداني في مأساة حماة :
عين المجلس الأمني الأعلى للنظام في أيلول (1981م) اللواء رفعت الأسد أمراً عرفياً لمناطق حماة وحلب ودمشق ، وتسمية حماة منطقة عمليات أولى ، خاضعة للحاكم العرفي ( رفعت أسد ) ، وأرسل (12000) جندي من سرايا الدفاع فوراً إلى حماة . وكان المقدم علي ديـب [ قائد القوات السورية التي قاتلت العراقيين جنباً إلى جنب مع الأميركيين في عام 1991 ] ، كان نائباً لرفعت في حماة ، يطلعه على سير العمل في حماة أولاً بأول ، حتى انفجر الوضـع ، وصل رفعت إلى حماة ليدير عمليات القتل الجماعي وتدمير المدينة بنفسه ، والتقطت بعض مكالماته اللاسلكية وهو في حمص .
أما في اليوم الثالث للأحداث فقد ذكر شاهد عيان أن رأى رفعت في ثكنـة مدينة حماة المطلة على نهر العاصي ، وانتقل إلى جنوب الملعب البلدي ليشرف بنفسه يوم الخميس الأول من المأساة على أول مجزرة مدبرة في حماة ذهب ضحيتها (1500) من الأبرياء [ اقرأ مجزرة جنوب الملعب البلدي في موقع الشرق العربي ـ باب مشاركات ] .
وكانت قوات سرايا الدفاع المقاتل الرئيسي إلى جانب الوحدات الخاصة بقيادة ( علي حيدر ) التي قتلت عشرات الألوف من المواطنين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ .
وقد سبق لرفعت أسـد أن صرح مرات عديدة أنه سيمحو مدينة حماة من الخريطـة ، وسيبني بدلاً منها حدائق وحانـات للخمر ، ونـوادي للرقص . وسيجعل المؤرخين يقولون : كانت هنا مدينة تسمى ( حماة ) .
محاولـة انقلابـه على حافظ ( شباط : 1984م ) :
يظهر مما سبق ، كما سبق أن عرفناه من الواقع السوري في عقد السبعينات ، أن رفعت أسـد كان الساعد الأيمن لشقيقه حافظ وكان عونه في ذبـح الشعب ، ونهب خيراته وثرواته ، وكان ينتظر موت أخيه ليتسلم الرئاسة بدلاً منه ، لأنه كما قيل [طالبان لايشبعان طالب علم وطالب مال ] ، ورفعت طالب مال ، والجاه وسيلة للمال أيضاً ، لذلك لم يكتف أن يكون نائباً لرئيس الجمهورية لشئون الأمن ، ولم يقبل أن يتسلم الحكم ابن أخيه باسل حافظ الأسد بعد موت أبيه ، وقد شاهد أخاه حافظاً يهيئ ولـده البكـر ( باسـل ) ليخلفـه في الرئاسـة ، وبنـاء عليـه قـرر رفعت أن ينقلب على أخيه ويتسلم الحكم بالقـوة ، فحرك الدبابات وهمّ بذلك لولا أن أخاه عرف بنوايا شقيقه مسبقاُ من جواسيسه في سرايا الدفاع ، فأحبط الانقلاب بمساعدة مصطفى طلاس وعلي دوبا وعلي حيدر الذين يكرهون رفعت كثيراً لتجبره وتكبره عليهم . كما يتضح من كتاب مصطفى طلاس [ ثلاثة شهور هزت سوريا ] . وانتهت هذه المحاولة بنفـي رفعـت خارج سوريا بعد أن دفـع لـه أخوه عشـرات الملايين من الدولارات استدانها من القذافي .
يقول العماد طلاس في كتابه :
رفعـت يعـد أتبـاعـه بالدولة العلويـة :
يكشف طلاس أن رفعت كان “يدغدغ أحلام المتعصبين طائفياً بأن وعدهم أنه سيقيم الدولة العلوية هناك كما أقام اليهود الدولة العبرية في فلسطين، وكما كان غلاة المتعصبين من الموارنة يحلمون بإقامة الدويلات الطائفية التي ستدور في فلك إسرائيل قولا ًواحداً “. ويبدو أن رفعت تشجع في مشروعه لعلمه أن “اميركا سوف ترحب بالفكرة لأنها مع أي تفكك للأمة العربية”.
وبدأت تظهر على جدران اللاذقية عبارات تمجد شخص رفعت مثل “رفعت الأسد الشمس التي لا تغيب”. وبدأ أنصاره ينصبون “الحواجز الطيارة لإشعار المواطنين أنهم موجودون بقوة على الساحة”. ويبدو أن قصد رفعت من السيطرة على مسقط رأس الرئيس، بحسب العماد طلاس، أن يقول للعالم: “إذا كان أخي لا يستطيع السيطرة على المحافظة التي ولد فيها فهو بالأحرى غير قادر على السيطرة على باقي المحافظات .
حافـظ ينفي أخـاه رفعت :
في أواخر نيسان (1984م) تيقن العميد رفعت أن ميزان القوى قد مال لصالح شقيقه ( حافظ) فاتصل بشقيقه جميل الأسد ليمهد له المصالحة مع أخيه الرئيس. ومع أن الرئيس الأسد معروف عربياً ودولياً بأنه سيد من أتقن فن لعبة عض الأصابع فقد كان ينتظر بفارغ الصبر انهيار رفعت، وهذا لأن الأخير سيد من ابتز أخاه وغير أخيه. إذ ما إن وافق على الخروج من سوريا حتى بدأ يساوم على المبلغ الذي يحتاج إليه للإقامة شهوراً عدة خارج البلاد حتى تهدأ العاصفة. هذا مع أن الأمير( ….. ) كان يدفع له شهريا (5 ) ملايين دولار، كما لم يقصّر معه الشيخ خليفة آل ثاني ومثله ياسر عرفات والشيخ سحيم آل ثاني…إلخ.
طلب رفعت مبلغاً كبيراً بالقطع النادر لم يكن متوافراً في المصرف المركزي، فخطر للرئيس الأسد أن العقيد القذافي يمكن أن يكون الشخص الذي يحل المشكلة ويؤمّن المال اللازم لإشباع فم أخيه وحين التقاه موفد الرئيس كان القذافي والحمد لله بمزاج حسن، وتذكر مواقف الأسد القومية في دعم الثورة الليبية ومؤازرتها، ورد على رسالة الأسد رد اًجميلاً، وتم تحويل المبلغ بكامله إلى المصرف المركزي، وأعطى الرئيس شقيقه جزءاً منه وبقي الجزء الآخر احتياطا للطوارئ الاقتصادية التي كانت تعصف بنا.
وتم تحجيم سرايا الدفاع وعُُيِّن رفعت نائباً لرئيس الجمهورية مسؤولاً عن شؤون الأمن. واستمر في هذا المنصب حتى عام (1998م) . غير أن تعيينه كان نظرياً لأن الرئيس الأسد أحرص من أن يسلّم أمنه الشخصي وأمن البلاد لرجل لا يتقي الله بوطنه ولا بأهله.
وتضمن الاتفاق أن يسافر رفعت إلى موسكو ومعه اللواءان شفيق فياض وعلي حيدر، وليطمئن رفعت أن الطائرة لن تنفجر في الجو طلب أن يسافر معهم رئيس إدارة المخابرات الجوية اللواء محمد الخولي .
ووافق رفعت الذي اختار أن يقبل تعهد حافظ بأن مصالحه وأرصدته سوف تحترم في حالة سحب قواته من العاصمة ومغادرة البلاد عام 1984م ( انتهى كلام طلاس ) .
يقول باترك سيل : أمضى رفعت ثلاثة أيام في المشفى مع أخيه بلا نـوم ، وقد صعق لمرض أخيـه ، ومن سريره أرسل حافظ الأسد أمرأً بتشكيل لجنة سداسية من : مشارقة ، خدام ، الأحمر ، الشهابي ، الكسم ، وطلاس . لتدير البلد في غيابه ، والغريب أنه لم يجعل أخاه رفعت واحداً منهم .
واتجه قادة البلد العسكريين إلى رفعت بحثاً عن قيادة ، لأنهم رأوا أنه أفضل من يحمي النظام ، باعتباره شقيق الأسد ، وقد انتصر على الإخوان المسلمين ، أكبر خطر داخلي ، ورأوا فيه أنه سوف يخلف أخاه ، ويبقى كل منهم في مكانه .
ولم يوافق كبار الضباط على هؤلاء الستة ، الذين لم يروا فيهم سوى موظفين تنفيذيين موهوبين ،وليسوا دعائم للنظام . وبناء على تحريضهم قام الشهابي وخدام بزيارة رفعت ، ليخبروه أن رجلاً مثله لايمكن إبعاده في مثل تلك اللحظات عن المجالس الحاكمة في البلد ، أما رفعت فقال إنه يمتثل لرغبات الرئيس الذي لم يجعله أحد الستة .
ولكن سرعان مااقتنع رفعت معهم ثم عقد اجتماعاً كاملاً للقيادة القطرية لم يغب عنه سوى حافظ الأسد ووزير إعلامه أحمد اسكندر الذي كان على فراش الموت . وقررت القيادة القطرية أن تجعل من نفسها بديلاً عن اللجنة السداسية ، وكانت هذه طريقة أنيقة متقنة لجلب رفعت .
ولما علم الأسد وهو في النقاهة سخط سخطاً شديداً لأن أي انحراف عن الطاعة الكاملة الخالية من أي تساؤل كان يثير شكوكه ([6]) . فاستدعى كبار ضباطه ووبخهم على الابتعاد عن تنفيذ رغباته الصريحة ، وبذلك فتحوا الباب لأخطار غير متوقعة : أولم يروا أن دفع رفعت إلى المقدمة كان خطة أميركية ـ سعودية لإزاحته عن الحكم ([7]) ؟
ولما مرض حافظ في نوفمبر (1983) ، وتجمع الضباط حول رفعت ، فجأة ظهرت في كل مكان في العاصمة دمشق ، صورة لرفعت تظهره في أوضاع قيادية آمرة وقد ارتدى زي المظليين .
يكبر حافظ رفعت بسبع سنين ، وكان يرغم أخاه المتمرد الأصغر على احترامه ، وكان رفعت يشبه حافظ في البنية الجسدية القوية ، والذكاء اللامع ، ولكنه يختلف في أنه أكثر ضحكاً من حافظ ، وميال للمتع ومندفع ، وكريم إلى حد الإفراط ، وبينما انهمك حافظ بكرسيه مشغولاً في شؤون الدولة كلياً ، انهمك رفعت في بناء سرايا الدفاع ، كجنود مخلصين له ، وكان رفعت يمار س سلطات مطلقة ، وقد أثرى هو وأصدقاؤه الحميمون ، كما كان يذهب في مهمات سرية إلى الأصدقاء والأعداء على السواء ، ويشترك في مشاريع أخرى يحيط بها الظلام والضباب في عالم السياسة والتجارة في البلاد العربية ([8]).
بعض أملاك رفعت أسـد عام (1994م) :
1ـ كازينـو ضخـم في إيطاليـا .
2ـ فنـدق خمسـة نجـوم في مرسـيليا .
3 ـ مصــنع إسـمنت في بيـروت .
4 ـ دار نشـر في باريـز .
5 ـ امبراطورية إعلاميـة في لندن ، منها قناة ( a.n.n) ، وغيرها محطات راديـو متعددة .
6 ـ اســهم في شـركة نفـق بحر المانـش بين فرنسـا وبريطانيا ، وهو من أوائل أغنياء العالم المساهمين في هذه الشركة .
7 ـ عـقارات سـكنية في سـويسرا وفرنـسا .
8 ـ مجمع سـكني في إسـبانيا كلف بناؤه ( 60 ) مليون دولار .
9ـ كان يملك ميناء خاصاً في اللاذقيـة قبل أن دمـره بشار الأسد في عهد أبيه حافظ.
10 ـ طائرة خاصة أو أكثر من طائرة ، تنقله مع أفراد حاشيته في قارات العالم .
11ـ وصلت فاتورة إقامته الشهرية مع حاشيته (100 ـ 150 ) شخصاً ؛ وصلت إلى خمسة مليار فرنك فرنسي ، دفعتها الخزينة السورية عدة سنوات .
12 ـ خسـر رفعت أسـد في ليلة واحدة على موائد القمار ( 8) مليون دولار . في الوقت الذي وصل فيه التضخم في سوريا إلى مائة في المائة ، وعجز المواطن الشريف عن تأمين خبز أولاده وطعامهم .
رفعـت أسـد في نظـر بعض أنصاره الآن :
يقول الدكتور خليل أحمد الحسن أحد أعضاء رابطة الخريجين التي شكلها رفعت الأسد وأراد منها حزباً خاصاً بـه في داخل حزب البعث ، يقول :
لم تظهر خلافات رفعت مع النظام السوري في عام (1984م) ، وإنما وصلت إلى القشة التي قصمت ظهر البعير في ذلك العام ، فمنذ سنوات ورفعت يختلف مع النظام السوري بما يلي :
1 ـ لم يكن واثقاً من إخلاص الحزب للعملية الثورية التي يريدها ، لذلك شكل ( رابطة الخريجين الجامعيين ) من البعثيين أنصاره الذين وصل عددهم إلى (22) ألفاً ، صاروا منافسين لحزب البعث ، واستمرت هذه الرابطة حتى نفي رفعت من سوريا عام (1984م) فحلت يومذاك . يقول طلاس : أسس العميد رفعت الرابطة بعد نيله الإجازة في التاريخ عام 1974، وذلك كي تكون “مظلة قانونية لعمله”. وقد برر تشكيلها أمام أخيه الرئيس بجعل “متخرجي الدرسات العليا موالين للنظام”. لكن “لم يبق انتهازي أو متسلق أو متطلع إلى السلطة أو التقرب من وهجها إلا وانخرط فيها”، بحسب الكاتب
2 ـ قام رفعت بعدة رحلات للاتحاد السوفياتي ، وكان يزداد كرهاً للاشتراكية في كل مرة يرى فيها الفقـر والتشرد والقهـر والظلم ، وصار يصرح بذلك حتى اعتبره الاتحاد السوفياتي عميلاً للغرب ، وطلب من الحزب الشيوعي السوري مهاجمة رفعت إعلامياً .
3 ـ ويقول ( حارث الخيـّر ) وهو من أنصار رفعت بل من أزلامه : إن رفعت أسـد سيقوم بحركة تصحيحية ضـد الحركة التصحيحية التي قام بها حافظ الأسـد عام (1971م ) .
4 ـ ثم يقول الدكتور خليل : جعل حافظ الأسـد وأزلامـه رفعت الأسـد مسؤولاً عن الفسـاد في سوريا ، وحذروا البعثيين منـه ومن جماعة رفعت وجعلوها مساوية لجماعة الإخوان المسلمين في الخطر على النظام السوري .
وكان رفعت يعارض سياسات أخيه حافظ في عدة أمور منها :
1ـ اعتماد سوريا أكثر من اللازم على السوفيات ، وبُعدها عن أمريكا .
2 ـ تورط سوريا في لبنان .
3 ـ يعارض دعم المنشقين عن فتح مثل أبي موسى وأبي نضال .
4 ـ ويعارض التحالف مع إيران ويقول ماذا يختلف هؤلاء عن الإخوان الذين قاتلناهم في سوريا ، كيف يمكن للنظام أن يتبع سياسة في حماة وأخرى مختلفة عنها في طهران !!؟هل كان الصراع ضد الإخوان المسلمين صورياً أم عقائدياً !!!؟
ويقول رفعت : إننا نتحدث عن الحريـة ، ولسنا أحراراً إلا في أن نأكل ونتزوج فقط .
وفي (28 /5/1984) أرسلت طائرة محملة بسبعين من كبار الضباط (!!!!!) إلى موسكو لفترة تهدأ فيها النفوس ، وكان من بينهم رفعت الأسـد ، ولما أعلن بعضهم خوفـه على النظام قال له حافظ : لاتخافوا على النظام بل خافوا على أنفسكم .
ثم تم استدعاؤهم جميعاً ماعدا رفعت ،وفي (5/6) وصل رفعت إلى جنيـف ، وكان يرافقه أكثر من مائة ، وقيل مائتين من حراسه ومساعديه ، وهده حاشية باهظة التكاليف تكفل القذافي بتمويلها كي يبقى رفعت في الخارج .
وفي أيلول (1984) انتقل رفعت مع بقية طاقمه ـ بعد أن عاد الكثير منهم إلى سوريا ، انتق رفعت إلى فرنسا . وظل رفعت محتفظاً بلقب (نائب رئيس الجمهورية ) ، وفي (26/11) زار رفعت دمشق ، وزار القصر الجمهوري ، وركـع وقبل يـد أخيـه ـ ولكن أخـاه لم يسامحه ([9]) .ومنع من زيارة سرايا الدفاع ، وفي المؤتمر القطري (يناير 1985 ) وحضره رفعت لأنه عضو قيادة قطرية، تعرض رفعت لكثير من النقد والهجوم ، وكان بمثابة من يقف في قفص الاتهام ز وفي هذا المؤتمر منحت الصلاحية لحافظ الأسد كي يعين اللجنة المركزية كيفما يريد ، التي تنتخب القيادة القطرية .
وبعد ثلاثة أسابيع انتخب حافظ رئيساً للجمهورية للمرة الثالثة بنسبة (97ر 99) .
وفي مايو (1986 ) قام رفعت بزيارة غير معلنة لبريطانيا ، وقد سبقه أربعة من حراسـه الشخصيين مسلحين يحملون جوازات سفر مغربية ، وهبطت بعدهم طائرتان خاصتان تحملان رفعت وأفراد عائلتـه ( زوجاته وأولاده الصغار ) والخدم والحشم ورجال الأمن وكان مجموعهم أربعين شخصاً معظمهم يحمل جوازات سفر مغربية .
وصار حافظ الأسد وأزلامه يرمون كل فساد حصل في سوريا على رفعت الأسد ، وقد تبين أن هذا غير صحيح ، لأن الفساد استمر بل ازداد بعد خروج رفعت من سوريا عام (1984م) .
وأخيــــراً :
والآن يحاول رفعت استلام حكم سوريا بشتى السبل ، حتى أنه عرض على الصهاينة أن يساعدوه مقابل أن يقيم معهم علاقات تطبيع كاملة ، من سفارات وتبادل تجاري وثقافي ، كما عرض نفسـه على أمريكا وتعهد أن يقدم لها كل ماتريده ، كما حاول أن يكذب على المعارضة السورية في الخارج ، ومنها جماعة الإخوان المسلمين مدعياً أنه ليس مسؤولاً عن مذبحـة حماة ، وأن شقيقه حافظ هو المسؤول الأول والأخير عنها .
ومن نعم الله أن القاسم المشترك الوحيد ( كما يبدو لي ) بين المعارضة والنظام حالياً هو رفـض رفعـت أسـد المجرم الذي عـرف القاصي والدانـي جرائمـه في سوريا ولبنان وغيرهما .
وأسـأل الله عزوجل أن يمكن الشعب العربي السوري من هذا اللص المجرم الذي قتل عشرات الألوف ، والذي نهب مليارات الدولارات من الشعب السوري ، وأن يحجز الشعب على ثروتـه ويردها إلى خزيـنة الشعب السوري ، والله على كل شيء قدير.