ما قليل الله اللي عم يعملو فينا، قسماً بربّي

اللي صار اليوم باللادقية ، و اعتداء عناصر الأمن و شبيحة الاسد على حي الصليبة المحتل من تلات سنين ، و ترويع الأهالي sleibaو الأطفال و كسر المحلّات التجارية و المقاهي و بسطات الرزق ، حادث متوقّع من جواميس احتلّوا البلد بقوّة السلاح ، ومارسوا الترهيب بقوّة الخوف.

أحداث كان أبطالها خنازير استوطنوا مدينة على غفلة من أهلها الطيبين..
انا هون ما بدّي احكي بشي كان متوقّع، ماني هون بمعرض إثبات طائفية غريزية مثبتة أساساً..
ولكن اللي صار اليوم اترافق مع اللي عم يصير من بطولات بالريف اللادقاني،الشي اللي خلّاني أتوقّف عند حالة قديمة متجدّدة من ممارسة انحلال الضمير ، و انتقاء الأحزان ، و اختيار سكب الدموع..
تلات ايام و عديمي الضمير و المأفونين و الطائفيين و مرتكبي جرائم انتقاء الحزن، صرعونا بكتابة بيوت الشعر عن ذكريات شوارع كسب، و صدعولنا رؤوسنا بالبوستات النثرية عن مناقيش كسب، و نبعة كسب، و سجق كسب، و برودات كسب ، و كسب أختو لهاليوم اللي ما بدّو يخلص معكون..
و ملأو صفحاتهون بصور قديمة الهون في كسب، و عن اول قصة حب عاشوها في كسب، و عن البطاطا المنفوخة عند هراتش بكسب..
و كيف هالوحوش اغتالوا ذكرياتنا ؟؟
ولك كيف هالحثالات دمّروا تاريخنا؟؟
و لك كيف هالرعاع انتهكوا كنائسنا ؟؟
و كيف و كيف و كيف !!! أسئلة ما لاقت على صفحاتهون الا تفاعل الناس اللي اصابتهون اليوم فجأةً ذبحة اخلاق خانقة و عمى بصر و بصيرة و انهارت معها كل الحالات الرومانسية اللي عيشونا ياها من تلات ايام و هنن اليوم عم يراقبوا وطاويط الليل و غربان الموت و جقيلات الجيف عم ينتهكوا حرمة اللادقية و يدخلو أقدم و أعرق حي بالمدينة..

مين فيكون ايها الرومانسيين ما جاية عالاقل مرة وحدة بحياتو على الصليبة ؟؟
مين فيكون ما متسمّم مسبحة عند ابو سويس..و ما متلسّع مكابيس من عند ابو خالد كردغلي..
مين فيكون ما شربان سحلب عند السبيعي، و كوكتيل من عند الصوفي ، و مشتري سمك من عند ابو كف ، و آخد فروج على جوع من عند البطّة ، و سندويشة فلافل من عند ابو محمود..
مين فيكون و هوّة عم يقرا هالبوست ما قاعد على صوفا منجّدة عند ابو عدنان، او عم يهز خصرو على كرسي مفصلو ابو عمر محجازي؟؟؟
مين فيكون ما مشتري جريدتو من عند ابو عمار، و مصلّح كندرتو عند الطه، و محتمي جوّا بيتو بباب حديد من عند ابو سعيد جود؟؟

معلشي اعذروا اهالي الصليبة على اسماءهون، يمكن رومانسيتكون ما بتتحرّك و بتهتز الا على ذكريات هراتش و كريكور و أرتين و زهراب..

و كلامي هون بالأغلب موجّه للرومانسيين السنّة قبل غيرهون..
ما قليل الله اللي عم يعملو فينا، قسماً بربّي..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.