ما سمعت بصوتها الرخيم الا نفاق دريد لحام

tayayonanالسوري اللي عاش بالغربة بيعرف تماماً شو رأي الجالية العربية بالمواطن السوري..
انسان بيخاف على لقمة عيشو..
انسان وفي للعمل اللي بيشتغلو..
انسان بيحترم قوانين بلاد الغربة..
انسان حافظ على قيمة العيلة رغم البعد عنها..
انسان عندو جرعة زايدة من عزّة النفس اللي قد تصيب علاقتو بشكل سلبي مع رئيسو بالعمل ، او جارو بالبيت ، او صديقو من جنسية عربية اخرى..
ولعل ابرز صفة تُطلق على السوري ، هي صفة عليها اجماع كبير ، صفة طيبة القلب..
عم احكي عن طيبة قلب السوري و سرعتوا بإطلاق الأحكام العاطفية نتيجة تجربة صارت معي مبارح..
فأثناء تناولي قهوة الصباح، سمعت صوت حلو جدا لصبية طالع من أيباد زوجتي .. صبية عم تغني لسوريا و العواصم العربية باداء مميز كتير، فسألت زوجتي :
مين هالبنت ؟؟ ماشالله صوتها بياخود العقل..
قالتلي هيدي صبية سورية خاربة الدنيا اليوم على صفحات الثورة اسمها فايا يونان..
قعدت سمعت على الاغنية و على أداءها الرائع ، و ما بنكر انو قدرت هالصبية ببراعة تهز كل مشاعري بصوتها الرخيم..
ما صار الليل الا و صار عندي كل فضول السوري الثوري ..
مين هالبنت ؟؟ يا ترى معنا او ضدنا ؟؟ يا ترى شبيحة او رمادية او ثورية ؟؟
بحثت عن صفحتها عالفيس بوك ، و بدأت بالتلصص على بوستاتها و صورها ، على امل شوف شي صورة لحمزة الخطيب، او شي لحن لمالك جندلي ، او شي لوحة مرسومة بايدي اطفال المخيمات ..
على العكس تماماً ، شفت بوستات لا تليق بفنانة من المفترض يكون دوز الحساسية عندها اعلى من غيرها..
تهكّم بالثورة و الثوار.. شماتة بأصالة نصري و غيرها من الفنانين الاصيلين .. رسائل متبادلة بينها و بين عمها سيمون قائد الدفاع الوطني في محردة لتشجيعوا على متابعة النضال.. صور للصليب المتقاطع مع صورة لبشار الاسد..
صفنت و ضحكت و غضبت بوقت واحد..
صفنت لأي درجة وصلنا بالتعلّق بأي شيء قد يخدم الثورة..
و ضحكت على طيبة قلوبنا اللي ما رح نخلص منها بحياتنا..
و غضبت من نفسي و على مشاعري اللي هزها صوت كاذب..
فتحت الأيباد مرة تانية على نفس اغنية هالبنت بعد اكتشاف مواهبها التشبيحية ، بس هالمرّة سمعت الغنية بطريقة غير..
ما سمعت بصوتها الرخيم الا نفاق دريد لحام في مسرحيات الحرية و الكرامة ، و نعيق ميادة الحناوي و هيّة عم تغني لدمشق العز، و نهيق الوطنيات الكاذبة لعابد و الياخور و الزيدان و الكوسا و امثالهون من العبيد..
سكّرت الأيباد و قلتلها لمرتي:
رح شد السيفون يا بنت العم ، لنخلص من بنت اخو سيمون..
و غربل يا غربال..

مواضيع ذات صلة:  فايا يونان وريحان يونان

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.