عام 1993 كان أخر مرة شاهدت فيها دورية لسيارات شرطة النجدة في حي النصر, وهذا حال اغلب سكان أهالي الإطراف, حيث من النادر جدا مشاهدة دورية لسيارات شرطة النجدة, بل غابت تماما, مما تسبب بالنفخ بالعشائرية لحل مشاكل المجتمع, فكان هذا الغياب هو احد أسباب انتشار الجريمة في المناطق الشعبية, أن غياب الشرطة عن ارض الواقع أمر لا يمكن تبريره, الا بالتخاذل عن أداء المسؤولية, كنا ننتظر زوال الطاغية, لتتغير الأمور للأحسن عندما يسود القانون ويعود العدل لحياة الناس البسطاء, لكن بقيت الخيبات تلاحقنا بسبب فساد الطبقة السياسية الحاكمة, وغرقها في مستنقع الإهمال والتراخي, والضحية فقط هو المواطن البسيط.
● دوريات سيارات الشرطة والأمان
دول العالم المتحضر أدركت مبكرا, الدور المهم لانتشار سيارات الشرطة وسط الإحياء السكنية, حيث تعتبر عامل مهم لانخفاض معدل الجريمة, خصوصا مع نشر شبكة من الكاميرات, مع توفير أرقام هواتف للاتصال عند الخطر, فتكون الدورية قريبة من أي حدث, فانخفضت معدلات السرقة والخطف والقتل, فقط لان الشرطة متواجدة دوما في الشارع, هذا الأمر جعل الشعوب تشعر بالأمان والثقة بحكوماتها, لأنها تعمل على تحقيق شعاراتها على ارض الواقع.
تخيل معي لو أن هناك دوريات لسيارات الشرطة, تنتشر في شوارع الإطراف والمدن والإحياء, في أوقات الظهيرة وفي الليل, عندها من الممكن الحد من الجريمة, لان سيارات الشرطة تجوب الشوارع تراقب وتلاحق المجرمين, أي أن الأمان يعود بعودة سيارات شرطة النجدة للشارع, لكن مع الأسف تم إهمال هذا الأمر في العراق, وتم جعل المواطن تحت رحمة الظروف القاهرة.
● ما نتائج الإهمال ؟
تنشط عمليات السرقة في بغداد, خصوصا في أوقات الظهيرة وفي الصباح المبكر وفي الليل, خصوصا في الرصافة , أما مناطق الإطراف فالأمر فيها سيء جدا, ويسير على البركة ودعوات الأهالي, وإلا فان الجرائم في تزايد خصوصا مع ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع الأسعار, وعدم معالجة الحكومة لمشاكل المجتمع, بل هي تفاقمت من قبيل الفقر والسكن والصحة والخدمات والتعليم.
عصابات للسرقة تسرح وتمرح من دون أي ردع, عصابات خطف الأطفال قصصها لا تنتهي, جرائم قتل تقيد ضد مجهول تجري في الليل, عنف في الشارع فالشجارات تحصل هنا وهناك, وتؤدي أحيانا كثيرا الى ضحايا, ولولا التدخل العشائري لحصلت صدامات دموية, في ظل غياب القانون, كل هذا يحدث فقط لغياب دور دوريات سيارات الشرطة في الإحياء السكنية.
● المطلوب
المطلوب اليوم من الحكومة ومن وزارة الداخلية, أن تقوم بتسيير سيارات الشرطة في الإحياء السكنية, خصوصا المناطق الشعبية والإطراف, مع وضع أرقام هواتف على السيارة, للاتصال إذا حصل أي مكروه اعتداء أو سرقة أو تحرك مشبوه, وهذه الدوريات تستمر 24 ساعة بجدول متناوب بين رجال الشرطة, عندها يتغير الوضع كثيرا ويتحقق الأمان المفقود.
وهو دور يمثل مسؤولية في عنق الحكومة اتجاه الشعب وهي الى ألان مقصرة في أداء مسؤوليتها, مع صمت عجيب من قبل الشعب, ننتظر تصحيح الأمر, وتحقيق المطلوب من قبل الحكومة, لتحقيق الأمان للشعب العراقي.