كتار هنن اللي بدي اليأس يدخل عقولهون، و من اللي اعتمر الحزن قلوبهون، و من اللي بدي يقول يا ريت اللي كان ما كان، يامحلى عمر مليان بالذل عن لحظة منقضيها بعزاء او تحت ظل خيمة لجوء..
هل ثرنا حتّى نعيش قهراً عوضاً عن القهر؟؟
هل ثرنا حتّى نستبدل الذل بذل أصعب؟؟
هل ثرنا حتّى نستعيض الحزن بفواجع ما رح نشفى منها ؟؟
أسئلة كتيرة عم تراود عقول الجميع ، منهم من لديه الجرأة على البوح بها و منهم من مازال يخفي ألمو في زوايا صدرو الضيّقة..
أقول الجميع و بدون استثناء و لو ظهر على بعض الوجوه القليلة بعض ملامح التفاؤل اللي بيخفي وراها طبقات كتيرة و ممتدة من الحزن و الخوف و الغضب و الكراهية..
كل مشاعرنا اللي وصلنالها مشاعر مبررة و مفهومة لانها ما اجيت من فراغ.. فكمية القهر و حجم الموت و مشاهدالدم و شعور الوحدة و الخيانة هيّة اعظم بكتير من قدرتنا كبشر على التحمّل..
و لكن ..
لنسأل أنفسنا هالاسئلة :
هل تستحق الحرية كل هالتضحية ؟؟؟
هل كان مُتوقّع هالرد الجنوني لعصابة الاسد؟؟
هل كنّا حاسبين حساب تكالب الامم علينا لمجرد مطالبتنا بأبسط حقوقنا ؟؟
الحرية بكل تأكيد و بالمفهوم العقلاني لا تستحق كل هالتضحية ، و لكن نحنا ما اخترنا الموت فداها، اخترنا الحرية لأجل الحياة، بس هنن من قال لكم الموت يا طالبيها..
من اول لحظة خرجت فيها الى الشارع عم نادي بالحرية ، كنت عارف انّو التمن رح يكون قاسي لمعرفتي بتركيبة هالنظام، و لادراكي للعقلية الجبلية الجافّة اللي بتتحكّم بصناعة قرارو..
ما طلعت لأجلي ، طلعت منشان بنتي اللي ما كنت شفتها لسّا، و اللي ما أخدت قرار انو تجي الا بعد ما اتطمنّت على مستقبلها ببلدها.. فهل يستحق ولادنا انو نموت منشان حياتهون؟؟
ما بدي بنتي تعيش بين الشبّيحة .. ما بدي تجي و تحس حالها عوراء في بلد العميان، و لا خرساء في بلد المهللين ، و لا قليلة دين في بلد بتتحاسب فيها على ايمانها..
لو ما عملناها نحنا ، كانوا ولادنا رح يعملوها..
انا بحب بنتي لدرجة انو ما بدي ياها تموت منشان أبنها ، بدي ياها تعيش و هية شايفة ولادوها عم يكبروا بمجتمع نضيف خالي من الوحوش و المنافقين و ماسحي الجوخ..
ما بدي كرّر أنانية أهالينا بقبول الحياة بذل و توريثنا الخوف ..
انا بحب بنتي لدرجة انو بدي ياها تعيش و هيّة رافعة راسها باللي عملوا أبوها، ما بدي ياها تقول ابي كان جبان و أناني و ترك هالحمل كلو على راسي..
رسالتي بالأخير لبنتي تقرأها في يوم من الأيام :
لو عاد الزمن اليوم فيني ست سنين و اربعين يوم ، رح شوف حالي بشوارع الصليبة عم أصرخ و بدون تردد و منشانك بس :
يا درعا حنّا معاكي للموت..
للموت .. نعم للموت..