رأي أسرة التحرير 4\4\2016 © مفكر حر
ما هي الرسائل التي أراد النظام السوري أن يوصلها للشعب السوري المغلوب على امره من خلال قراءتنا لتصرفاته في كل من تدمر والقريتين وتدمر والرقة وقبلها صدد؟ .. بالواقع هو يقول لنا كسوريين انا نظام شيطاني دموي وكل من يرفض ان يكون عبداً لي سأرسل له تنظيم داعش الارهابي لكي ينكل به ويذيقه عذابات الاهوال, وعندها سيرى عبودية النظام جنة مقارنة بداعش, فيقوم بعدها النظام بتمثيلية البطل الذي يحرر السوريين من إجرام داعش, وبهذا يكون الدرس قد اكتمل, وسيقتنع السوريون بمقولة النظام ” الاسد او نحرق البلد”, طبعاً ليس كل السوريين يعرفون بأن داعش هي المخابرات العراقية تبع المجرم صدام حسين المتحالفة مع المخابرات السورية والروسية الكي جي بي, والتي كان يستخدمها سابقا في العرق ضد الجيش الاميركي لافشال مهمته بالعراق لارساء الديمقراطية, وذلك لكي لا يصبح العراق مثالا يحتذى للتغيير في سوريا, وها هو النظام يستخدم نفس التنظيم لإثبات وجهة نظره للشعب السوري والغرب بان ليس هناك بديل له في سوريا الا داعش الارهابي.
معلومة أخيرة ان سبب استبدال قرية صدد المسيحية السريانية التي احتلتها داعش بطلب من النظام ب”القريتين” ذات الغالبية السنية وايضا بطلب من النظام انه كان هناك ضغط من فوق فوق وهو ثمرة اتفاق بين البابا الكاثوليك فرنسيس والبابا الروسي الكسي بأن يبعد الفرع السوري للمخابرات الروسية الكي جي بي (اي المخابرات السورية) الاقلية المسيحية قدر الامكان عن تمثيلياتها المفضوحة. الصورة للقاء بين ضابط مخابرات سوري مع زميله القيادي في داعش وصورة الاسد في مكتبه.
الكثير من المراقبين للشأن السوري لا يفضلون الاطاحة بالنظام الحاكم في المستقبل القريب، والسبب هو الخوف من تكرار السيناريو العراقي في سوريا. والحل الأفضل هو إجبار النظام على القيام بإصلاح تدريجي، إصلاح يؤدي في النهاية الى إلغاء النظام لنفسه بنفسه طبقا للمفكر السوري الفقيد جورج طرابيشي. من البديهي أن النظام لن يلجأ الى هكذا إصلاح من ذاته، وإنما يتم فرض الإصلاح عليه من قبل المجتمع الدولي. وتلك المهمة تقع بالدرجة الرئيسة على المعارضة السورية الوطنية والعقلانية، التي لا بد أن تأخذ في نظر الإعتبار ما حصل في العراق بعد إسقاط نظام صدام، حيث لعبت المعارضة العراقية دورا مهما في إقناع أمريكا پإسقاط النظام السابق قبل أن تنضج الحالة البديلة، ما أدى الى إنحدار الوضع في العراق الى حالة عدم الإستقرار والفوضى والحرب الأهلية.
شكرا للاستاذ سامر ابراهيم على المرور العطر وقراءة المادة وابداء الرأي الذي اضاف للموضوع وأغناه