ماراثون الغبران في عالم -الجريدية-والفيران

tnjلا انكر اني احسد الناس الذين يظهرون للناس بوجوه مختلفة، فهم حين يقابلون شخصا ما فاول مايفعلوه هو التمعن في وجهه لمعرفة اي الوجوه تتناسب والحديث معه،وحين يتاكدون من صحة تشخيصهم يخرجوا من موخرتهم الوجه المناسب.
اما اذا كان صاحب الوجه في موقع المسوولية الاولى او الثانية فانه يصبح اكثر اثراءا في اقتناء الوجوه،فاذا انقطعت الكهرباء مثلا في الحي المجاور للحي الذي يسكنه سرعان ما يظهر على الملاء مخاطبا:
اذا لم تنجدكم الحكومة فانا على استعداد لمد كيبل كهرباء لكل بيت على حسابي الخاص،وسرعان مايلتفت الى مدير اعماله ليفهم منه ما يوحي هذا الخطاب.
ويعود الى مخاطبة جماهير الحي المجاور ويقول لهم :ايها السكان الاعزاء كل واحد منكم بحاجة الى سكن خاص به وىساتولى معالجة ذلك بنفسي شخصيا.
لا احد يعرف العمر الحقيقي لصاحب هذا الوجه وكل الذي يعرفونه هو ان احفاده ظهروا قبل سنوات في العراق وتسلموا مناصب مهمة في مفاصل الدولة.
كثيرون ظهروا على المسرح منذ اكثر من 10 سنوات ومازالوا.
فهاهو احد المسوولين الكبار يخاطب ابناء الحي:
كل عراقي يستحق السكن الخاص به،وفجاءة تزداد نسبة البيوت العشوايءة في كل انحاء العراق وبالاخص في اطراف بغداد وسكانها ينتظرون داعش ليقدموا له مراسم الولاء والطاعة.
في يوم اخر اخرج من جيبه وجها اخر وقال لناس الحي:
اشعر بماتشعرونه وانتم تتلظون في هذا الحر الرهيب وانقطاع الكهرباء ولكني اعدكم بان الكهرباء ستصل اليكم خلال 100 يوم، واذا لم تصل لبعضكم فاني ساتولى تكاليف توصيلها من مصروفي الخاص.
في يوم اخر ظهر لهم وقد غطى العبوس وجهه:
ان العراقيين بحاجة الى قايد لانهم ببساطة لايعرفون قيادة انفسهم.
وياتي زمن وجه اخر يطل عليهم ويقول لاطما جبهة راسه ثم ماسحا وجهه ثم لاطما صدره :
اعدكم باني ساعيد للاسلام هيبته بعد ان تمرغت على ايدي هولاء الذين يسمونهم بالعلمانيين والملحدين وغيرهم.
وفجاءة يصيح باعلى صوته:
لقد باركت المرجعية هذه الوظيفة التي قالت ان الله بعثها لي لاعيد ترتيب ما يراد له عمن ترتيب، وساصدر القرار تلو القرار لصالح الذين عانوا كثيرا من شذاذ الافاق.
ماعلينا…
لماذا نحسد اللي يجيب 7 او نقش؟.
خلونا ببلاوي الملفات التي بدات تظهر تباعا،فقد قيل قبل سنوات ان حبيبنا المالكي يحتفظ بملفات ساخنة يظهرها حالما تظهر بوادر العداء ضده او ضد دولته المظفرة،ورحل المالكي الى منصب رقم واحد في تسلسل نواب ريس الجمهورية ولم تظهر هذه الملفات.
وحين دار الزمن في دورته الطبيعية ظهرت ملفات في الاتجاه المعاكس من داخل بيت الحكومة الجديدة حيث ذكر احد المقربين من حيدر العبادي ريس الوزراء الجديد ،حفظه الله ورعاه، عن ورود معلومات مؤكدة ، تثبت استثمار نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ، لمبالغ طائلة خارج العراق .
وان ” اللجنة المكلفة من قبل العبادي ، لتقصي حقائق وملفات فساد الحكومة السابقة ، توصلت الى وثائق تدين المالكي بأستثماره مبالغ طائلة ، في مدن صناعية في المانيا “.
كما تم التوصل الى وثائق ، تثبت شراء المالكي لأسهم بقيمة 15 – 20 % في بعض المصانع الالمانية المتخصصة بتوريد مواد أولية لصناعة السيارات في مدينتي هامبورغ و بون “.
و ان ” احدى الوثائق تثبت ان الصفقات وشراء الأسهم تمت بوساطة من قبل رجل الاعمال والتاجر المعروف عصام الاسدي الذي يدير اعمال المالكي في المانيا وبعض الدول الاوربية “.
وبحسب المصادر ذاتها أفادوا بأن ” عصام الاسدي التاجر العراقي ورجل الاعمال ، كان المسؤول عن مقاولات كثيرة في العراق ، حصل عليها من المالكي خلال فترة رئاسته الحكومة السابقة “.
فاصل حزين:لولا خوفي من الاطالة لقدمت لكم شخصا اخر اصبح الان من اثرياء العراق البارزين ولكني اعدكم بتقديمه غدا بعون الدولار وال بيته الصرافين.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.