طلال عبدالله الخوري 23\6\2016 © مفكر حر
ذكرنا بأكثر من مقال بأن من يحكم سوريا من 46 سنة هي المخابرات الروسية ” كي جي بي”, وما عائلة الأسد الا واجهة يتم تحريكها من خلف الستارة كما الدمية بمسرح العرائس, وقلنا بأن روسيا لا مانع لديها من تغيير عائلة الاسد كما تغيير الغانية سروالها عندما تقتضي مصلحتها بذلك (للمزيد هنا: بلد فيها 8 مليون زعيم صارت خاتم بإصبعه! كيف خدعتنا عائلة الاسد 45 عاما؟).. وقلنا بأن هناك جناحان في المخابرات الروسية: الاول يعتقد بأن المصالح الاستراتيجية الروسية العليا في سوريا تقتضي بالإبقاء على عائلة الاسد, والاخر يقول بانه يجب تغييره للتخفيف من وطأة الضغط الغربي والاميركي لانه لم يعد مقبولا من المجتمع الدولي بسبب ارتكابه للجرائم ضد الإنسانية… للمزيد هنا:وزير الخارجية البريطاني يعترف بأن المجرم بشار الأسد عريف بالمخابرات الروسية
قرأتنا لتعيين دمية من الطائفة السنية للأكثرية ومن عائلة من ريف دمشق الثائر بالتحديد هو وزير الكهرباء السابق “عماد محمد ديب خميس”, بأن الكي جي بي ضمنته عميلاً لها وجندته بصفوفها ليقود المرحلة الانتقالية بعد تنحية المجرم بشار الأسد, اي كل ما سوف يتغيير بسوريا هو تغيير الواجهة العلوية الأقلية بواجهة سنية من الأكثرية فقط لا غير, وكل ما تبقى من نظام الحكم بسوريا سيبقى على حاله بفروعه الأمنية الرهيبة وضباطه العملاء المزدوجون للمخابرات الروسية والسورية, ولكن ربما بعد اضافة شئ من المكياج عن طريق إعادة الهيكلة وتغيير بعض الوجوه البغيضة المألوفة بجديدة كانت تعمل بالخفاء ولم يتقزز منها الشعب السوري بعد, لتعيد ما كان يقوم به سلفهم وربما بأكثر استبداد ووحشية .. وهنا نكرر ما قلناه بمقالات سابقة بأن الطائفة العلوية السورية, الكريمة البسيطة والوطنية, لا علاقة لها بما حدث بسوريا خلال حكم عائلة الاسد وانما تم توريطها وجرها لها من دون ان تدر, والحاكم الفعلي هو المخابرات الروسية التي تخوض صراعاً وجوديا وحشيا لا يرحم مع المخابرات الاميركية السي اي ايه, على النفوذ في كل شبر من الكرة الارضية.
في البداية أعطت الكي جي بي أوامرها للمجرم بشار الاسد بإصدار مرسوم بتعيين خميس رئيساً للوزراء وسربت الخبر عبر وسائل الاعلام الروسية قبل اسبوع من صدوره, فسال الأسد رؤسائه في الجناج الذي يدعم بقائه في المخابرات الروسية, فقالوا له بأن هذا لن يحدث.. فأعطى اوامره لوكالة سانا لتنفي الخبر الذي نشرته وسائل الاعلام الروسية.. ولكن الجناح الذي يدعم تنحيته واستبداله هو الاقوى ومدعوم من بوتين شخصيا الرئيس التنفيذي في الكي جي بي, لذلك اصدر مرسوماً جمهورياً موقعا من بشار الأسد من دون ان يراه بشار الأسد, يقضي بتعيين خميس رئيساً للوزراء ونشره عبر وكالة سانا ولم يدر به بشار إلا من خلال وكالة سانا السورية التي تخضع للفرع السوري للمخابرات الروسية,.. عندها بشار لم يتجرأ عن فعل اي شئ.. ولم يستطع الفرغ الذي يدعمه من رفضه فقد اتخذ القرار… وسنرى قريبا حكم سني لسوريا لكنه لن يطول, لان السي اي ايه بعد هذا التنازل الذي فرضته على الكي جي بي ستطالبه بتنازلات اخرى … ثم اخرى … حتى تنهيه وجوديا وتحصره بالشؤون الداخلية لروسيا فقط كما قلنا في مقالات سابقة… اي ان الصراع بالوكالة بين جهازي الاستخبارات الروسي والاميركي بالدماء السورية لن ينته قريبا