ماذا يحدث في البتاويين

اصدرت منظمة “العبث والشفافية” المتخصصة برصد التناقضات في العالم تقريرا موسعا عن العاصمة العراقية بغداد والعديد من المحافظات تناول العديد من التناقضات التي تعصف بها.
كتب احد المحررين في هذه المنظمة ويبدو انه عراقي الاصل:
ادعي اني سكنت في البتاويين منذ اكثر من 40 سنة،وهي تقع في قلب العاصمة بغداد.
وادعي كذلك انها تبعد عن المنطقة الخضراء 10 دقائق بالسيارة.
ولكن لا ادعي انها ستكون حاضنة للجريمة بكل انواعها.
بيوت للدعارة .. بيوت لترويج المخدرات..بيوت للاتاوات.. بيوت لأيواء رجال العصابات.
أي حكومة هذه التي لاتستطيع حماية احدى اهم احياء بغداد؟.
من لايعرف البتاويين لايعرف بغداد،ومن لايعرف بغداد لايعرف العراق.
احدى الزميلات قالت لي ان هذا الحي هو بيت للدعارة منذ سنوات طويلة.
اجبتها بأن هذا الحي من اعرق احياء بغداد،ثم ماذا تقولين عن الميدان؟.
سكتت ولم تجب.
أي منطقة خضراء هذه التي تحافظ على نفسها فقط ؟.
في هذا الحي سكان من اهل بلدي،لم يكونوا لاشيعة ولا سنة ولامسيحيين ولا تركمان،كلهم كانوا عراقيين.
ويشير محرر آخر الى منطقة آخرى تقابل هذا الحي فيها مليشيات تغتال كل بائع خمور.
ديالى تأكلها المفخخات والموصل تعيش فيها الاتاوات والانبار تعيش اعتصاما منذ فترة طويلة وفي البصرة تم الانتهاء قريبا من نصب الحرية في ساحة الحرية وظهر انه ليس له علاقة بالحرية فهو ،كما يقول التشكيليون هناك انه مجموعة قطع حديدية بلغت تكلفتها 8 مليار دينار.
محرر آخر لم يكتب في عموده واسع الاشتهار الا ثلاث كلمات “مشخوطين” يحكمون العراق.
وهؤلاء المشخوطين ،حسب مقربين من المنطقة الخضراء ينقسمون الى عدة اقسام:اللصوص يسرقون في وضح النهار وفي عيد الاضحى يذهبون الى مكة..لصوص آخرين لديهم مليشيات يغتالون كل من لايعجبهم شكله او كلامه..لصوص يعقدون الصفقات المشبوهة وهناك من يحتفظ بالادلة ليظهرها لهم في الوقت المناسب.
اويلي عليك يابغداد اصبحت في المرتبة الاولى في التناقضات.
فاصل :هل بعدهم يسموك دار السلام.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.