يواجه سفير روسيا ألكسندر زاسبكين منذ التدخل الجوي العسكري في سوريا سؤالا من السياسيين والصحافيين، عما اذا كانت بلاده تعد لمبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية فيسارع الى النفي، مع ان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف يجري اتصالات بالفاعليات السياسية والنيابية او يتلقى منها اجوبة عن استفسارات يطرحها حول الاستحقاق الرئاسي. إلا أن زاسبكين يلمح الى افادة سيجنيها لبنان من جراء التدخل العسكري الجوي الروسي ضد مواقع التنظيمات الإرهابية، ولا سيما على صعيد تقليص خطر مسلحي تلك التنظيمات على لبنان، على عكس ما يراه كبار الضباط الإيرانيين في دمشق من ان تصعيد تلك الهجمات الجوية، بمساندة من القوات البرية المؤلفة من جيش النظام، يساندها مقاتلو حزب الله والحرس الثوري، يعتبرون أن الخلل في القوى المتحاربة مع “التكفيريين” سيؤدي الى شلل العمليات العسكرية ضد النظام ومؤيديه، وبالتالي فإن مسلحيهم سيهربون في اتجاه لبنان والأردن وتركيا من شدة مطاردتهم لهم أرضاً وجواً. ولم يتأخر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي في تحذير المسؤولين من الخطر الذي يجب عدم الاستهانة به، مشدداً على ضرورة ان ترفع القوات المسلحة المنتشرة على الحدود الشرقية والشمالية درجة اليقظة والمراقبة لمنع اي تسلل لهم. وأشار الى ان اداء الجيش اللبناني كفيل بمنعهم. كما ان “حزب الله” له مواقعه على الحدود الشرقية مع سوريا وساهر على الجزء المتبقي من تلك الحدود.
وتوقف مرشحون للرئاسة وسفراء أجانب معنيون معتمدون لدى لبنان عند عبارة تلفظ بها بروجردي عندما قال: “آمل أن تكون زيارتي المقبلة للقصر الجمهوري”! سأل سفير أوروبي هل هذا تمنّ أم زلة لسان؟ ولم يتوافر اي جواب مقنع عما قصده المسؤول الإيراني الذي يعتبر انه في صلب القرار في ما تخططه القيادة في طهران. وأضاف: اذا كانت بعض الدول وبعض رؤساء الكتل النيابية يؤكدون ان مفتاح حل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في يد ايران، فإن ما قاله بروجردي قد يندرج في إطار التحضير لمخرج يؤدي الى اختيار رئيس تسووي، والمتابع لهذا الملف يعلم ان طهران يمكنها ان تؤدي دورا يمكن ان ينهي او يساعد على إنهاء هذا التعثر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بالطلب من الحزب تغيير موقفه ونزول نوابه الى ساحة النجمة لتأمين النصاب، وان السعودية لن تعارض اي مرشح تتوافق عليه القوى السياسية اللبنانية بالكامل، او معظمها على الأقل.
وأشاروا الى انه لا حاجة الى التذكير بأن الكثير من قادة البلاد ينتظرون القمة الفرنسية – الإيرانية المتوقعة أواسط الشهر المقبل في باريس لمعرفة ما اذا كان الرئيس حسن روحاني سيعطي الرئيس فرنسوا هولاند موقفا إيجابيا ينهي الفراغ الرئاسي في بعبدا ام ان الحديث عنه سيظل في إطار المناقشات.
ولفتوا الى ان الحالة السياسية في البلاد مهترئة وغير قابلة للمعالجة، فالرئيس نبيه بري وصف الحكومة بأنها محروقة، وتلاه العماد ميشال عون فأعلن مقاطعة وزيريه لأي جلسة للحكومة، وفجّر الوزير نهاد المشنوق قنبلة نهاية الأسبوع بالتلويح بالاستقالة من الحكومة، ولم يعد ينفع الا انتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد الى التوافق وترسيخ الاستقرار السياسي لتحصين البلاد من التداعيات السلبية للازمة السورية في كل المجالات.
*نقلا عن “النهار”