ماذا قال مسؤول في “حزب الله” للسيدات المتشحات بالسواد؟

“النهار”

فقه الغنم عند حسن نصرالله وبشار الأسد

المناسبة دينية يحرص خلالها “حزب الله” على تنظيم عشرات النشاطات على الأراضي اللبنانية، وتكون في العادة فرصة للقاء مسؤولين سياسيين من الحزب بشرائح مختلفة من جمهوره.

في ذكرى ولادة الإمام علي وعيد المقاومة والتحرير، بدت النشاطات الحزبية هذه الايام مختلفة عن سابقاتها في السنة الماضية على الأقل.

في القاعة التي دخلها مسؤول الحزب والتي إهتمت شعبة “الأنشطة النسائية” بالتفاصيل التنظيمية فيها، جلست قرابة 50 سيدة، طغى اللون الاسود على لباسهن، منهن المنتميات الى الحزب، ومنهن المؤيدات.

لم يتأخر المسؤول عن الدخول في صلب الموضوع: القصير!

بدا المتحدث حريصاً على شرح أسباب دخول الحزب في المعارك السورية بأسلوب يتماهى مع غياب الاعلام. استعمل الكثير من العبارات الوجدانية وتحدث بنبرة صوت منخفضة نسبيا.

خاطب السيدات قائلاً: “نحن لسنا في حرب سنية شيعية، لكننا مع نظام ساندنا، لقد قصد مسؤول كبير الرئيس الاسد في بداية الأحداث وعرض عليه 15 مليار دولار ليتخلى عنا لكنه رفض، فأجابه المسؤول حينها: ان لم تأخذ المال سنصرفه على الثورة”.

وتابع “نحن مع الشعب السوري، نعرف ان النظام استبدادي ولا نقاتل كرمى لعيون بشار، فالقصير هي شريان، إذا قطع سنموت”.

وردد ما تعتقده غالبية السيدات “العالم كله ضدنا”. وخلص الى ان “الحزب كان امام خيارين، اما انتظار وصول التكفيريين الى بيوتنا أو اختيار الهجوم، وفي الحالتين العالم غاضب ويتآمر علينا، فاخترنا ما رأينا انه في حساباتنا اقل كلفة وافضل لمستقبل المقاومة ولمستقبلنا جميعاً”.

اخيرا طلب المسؤول من السيدات الصبر والدعاء وانصرف.

كان لدى الحاضرات سؤال واحد لا يملك المسؤول إجابة عنه على الارجح: متى تنتهي المعركة وماذا بعدها؟.

وفي رصد للاحاديث البينية بين السيدات والتي سيطرت معركة القصير عليها، يبدو جليا ان الخطاب الحزبي يتناغم مع الوعي الجماهيري المقتنع اصلاً بمعركة الوجود. إحدى السيدات تنقل ما أخبرها به ابنها العائد من القصير “لقد فخخوا كل شيء، الثلاجات، علب التونا وعلب الدخان، و90 في المئة من الشباب قضوا بالتفخيخ لكن الآن الحزب اكثر حذرا من هذا الموضوع”.

سيدة اخرى تتساءل ” كم شاب بعد بدو يروح يا ويلي عالشباب”، وجارتها تخبر من حولها بما سمعته عن “جهوزية 10 الاف مقاتل سوري معارض للمجيء من حلب الى بيروت لمقاتلتنا”، وتردف “الله يعينا شو ناطرنا”، فتجيبها سيدة “من اول ما وعينا حروب مكتوب علينا ما رح يتغير شي”.

والملفت في الموضوع هو ابداء احدى السيدات غير الملتزمات والتي لطالما كانت تفصل بين تأييدها لـ”حزب الله” ورفض انخراط اولادها في الاعمال العسكرية تبعا لعاطفة الامومة والخوف من تعرضهم للاذى، الملفت ان هذه السيدة ابدت استعدادا في الموقف لارسال اولادها الى القصير هذه المرة، مرددة “سأذهب قبلهم”، مما يفسر حجم التعبئة للمعركة في سوريا ومدى تأثيرها على الوعي الجماعي.

في القاعة “الحزبية”، نساء اتشحت غالبية منهن بالسواد، حزن كبير وأسئلة بلا أجوبة، وتسليم نهائي بقيادة الحزب لـ”مصير” الطائفة، ورؤية للمعركة من طرف واحد تتناول مظلومية الانا وتتجاهل مظلومية الآخر بذريعة أو غريزة البقاء!.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.