طلال عبدالله الخوري 14\3\2018 © مفكر حر
لكي نفهم أولاً لماذا قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، البارحة الثلاثاء، إقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون المدير التنفيذي السابق لشركة “اكسون موبيل ” للطاقة, وإستبداله بجنرال من المخابرات الأميركية “مايك بومبيو” من صقور المحافظين والعارف بدقائق السياسة الخارجية, وكيف سيؤثر هذا القرار على الثورة ومستقبل الشعب السوري, يجب ان نعود الى وعوده الانتخابية والسياسة الخارجية التي أراد ان ينجزها في فترته الرئاسية, (وكنا قد حللناها وفصلناها في مقال سابق تجدونه على هذا الرابط: هل يمكن ان يتبلور حل في سوريا مع بداية رئاسة ترامب؟ ) , حيث أكد ترامب, آنذاك, بأن سياسته ستتركز على عقد الصفقات مع دول العالم, لأن خلفيته بمجال الأعمال ولديه مهارات استثنائية في عقد الصفقات المربحة التي ستصب في نهج الولاء لإسرائيل وتحقيق رغباتها بحذافيرها, ومن ضمنها محاربة المشروع النووي الإيراني ومحاربة توسع الولي الفقيه في الدول المجاورة لحدود إسرائيل كلبنان وسوريا من جهة , ولكن من جهة أخرى فان ترامب يريد ان يحظى بعلاقة جيدة مع روسيا وبوتين مقابل اظهار العداء للصين وتوسعاتها وطموحاتها الاقتصادية والتوسعية في شرق اسيا على حساب المصالح الأميركية… وان من أولويات ترامب هو ان يقنع بوتين بالقبول بدعم اقتصادي أميركي مهم لروسيا, مقابل ان يكتفي بمصالح له في سوريا والعراق على حساب المصالح الإيرانية, التي سيتم طردها من كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن, وتأمين بعض المصالح له في شرق اسيا على حساب الصين, مقابل ان يتخلى عن طموحاته في أوروبا والقرم للحفاظ على استقرار أوروبا, بالإضافة الى حكومة توافق وطني سوري كحل للأزمة السورية؟؟
ولكن الذي حدث بأن تيلرسون فشل بعقد الصفقات, وكان يميل الى التريث وعدم الاستعجال, فلم يستطع اقناع الروس بمبادلة المصالح, وكانت السياسة الأميركية تسير ببطئ … حيث قال ترامب، إن :” الاتفاق النووي المبرم مع إيران سيئ جداً، وكان تيلرسون لا يتفق معي حول ذلك, اختلفنا بشدة على قضايا كثيرة, واهمها البرنامجين النوويين لإيران وكوريا الشمالية.
من هنا نحن نتوقع بأن يكون التناغم بين ترامب ووزير خارجيته الجديد بومبيو افضل بكثير من سابقه, وسيتم الإسراع في كل الملفات الحيوية, او سيتم اتخاذ إجراءات قاسية بحق من لا يقبل بالصفقات مثل تدمير بعض المنشآت العسكرية الحيوية لهم وفرض عقوبات اكثر صرامة عليهم .. أي بالنهاية هذا التغيير سيصب بصالح الشعب والثورة السورية, بينما سيصب في غير صالح كل من ايران وتركيا والنظام السوري, وروسيا في حل رفضوا العروض الأميركية المقدمة لهم.. نقطة ع السطر انتهى.