كلمة الفصح هي تعريب كلمة “بسحا = פסחא ” العبرية من الفعل “بَسَح” الذي يعني: اجتاز وعبر أو قفز عن الشيء دون أن
يلمسه. في المسيحية تعني هذه الكلمة عبور وانتقال السيد المسيح عليه السلام من الموت إلى الحياة- القيامة. القيامة هي أساس العقيدة لدى المسيحيين.
في اليهودية تحمل كلمة الـ”بيسح” نفس المعنى أي العبور والقفز، ولكنه في اليهودية يرمز إلى عبور سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل من مصر حيث كانوا عبيدا عند فرعون وشعبه إلى صحراء سيناء حيث أصبحوا أحرارا من العبودية لذلك فالبيسح عند اليهود هو رمز لانتقالهم من العبودية إلى الحرية.
يحتفل المسيحيون بعيد الفصح في فصل الربيع في الفترة ما بين 22/3 – 25/4 . تبدأ الاحتفالات بالعيد بعد أسبوع الآلام. يبدأ أسبوع الآلام في يوم أحد النخيل (الشعانين) الذي يرمز إلى دخول السيد المسيح عليه السلام إلى مدينة القدس راكبا على حمار واستقبله الشعب فارشا ثيابه وأغصان الأشجار أحسن استقبال. وأغصان النخيل ترمز إلى النصر. أي أنهم استقبلوا يسوع المسيح عليه السلام كمنتصر. لذلك يحتفل في اليوم الأول للعيد بذكرى دخول السيد المسيح عليه السلام إلى القدس. وتشير المواكب والمسيرات التي يقيمها المسيحيون يوم أحد الشعانين وهم يحملون أغصان النخيل إلى تلك الذكرى. (ومن الجدير بالذكر انه في أيامنا اعتاد الناس شراء أو تحضير ما يعرف باسم الـ”شعنينة” وهي عبارة عن شمعة كبيرة مزدانة بالورود وأغصان الزيتون بالإضافة إلى بعض الحلويات كما يقوم البعض بتوزيع أكياس الحلويات).
تبدأ الطقوس يوم الخميس الذي يسبق يوم الفصح والذي يسمى يوم خميس الأسرار أو يوم خميس غسل الأرجل والذي فيه غسل السيد المسيح عليه السلام أرجل تلاميذه العمل الذي يرمز إلى التواضع (يوحنا 13: 2- 20). في هذا اليوم أيضًا تحل ذكرى الوجبة الأخيرة التي أكلها السيد يسوع المسيح عليه السلام مع تلاميذه قبل صلبه.
يشير يوم الجمعة العظيمة الذي يلي خميس الأسرار إلى صلب السيد المسيح عليه السلام ، والذي يرمز إلى ذروة التضحية من اجل الإنسانية. لقد فعل يسوع المسيح عليه السلام كل ما يمكن عمله لأجل خلاص الإنسانية لقد ضحى بنفسه لأجل الخلاص بمحض إرادته وعن حرية اختيار.
يوم السبت الذي يلي يوم الجمعة العظيمة هو سبت النور، في هذا السبت في ساعات المساء المتأخرة تبدأ احتفالات الفصح – احتفالات انتصار السيد المسيح عليه السلام على الموت. يستمر العيد ثلاثة أيام وفيه مأكولات خاصّة:
البيض المسلوق الملوّن- وهو يرمز إلى القيامة.
الكعك على شكل التاج – والذي يرمز إلى تاج الشوك الذي وضع على رأس السيد المسيح.
المعمول – وهو يرمز إلى الإسفنجة التي أسقوا بواسطتها السيد المسيح عليه السلام وهو على الصليب. (وهناك من يقولون بأنه يرمز إلى الصخرة التي وضع عليها الصليب.)
* في هذا العيد توجد عدة مأكولات خاصة به:
– كعك على شكل السوار (الأسوار) يعرف باسم ” الزرد “، هذا النوع من الكعك منقوش من أعلى ومحشوّ بالتمر (العجوة) أو بمعجون التمر وهي ترمز إلى إكليل الشوك الذي وضع على رأس السيد المسيح عليه السلام ساعة صلبه.
– كعك ” المعمول ” على شكل حبة الفاكهة وهو منقوش ومحشوّ بالجوز و/ أو اللوز ومن أعلى مرشوش عليه سكر مطحون وناعم. يرمز كعك المعمول إلى الإسفنجة التي بللت بالخلّ والتي وضعت على شفتي السيد المسيح عليه السلام عندما كان على خشبة الصليب.
– “البيض المسلوق”, يعرف عيد الفصح في التراث الشعبي بـ” عيد فقاس البيض”
– كلمة “فقاس” معناها التفقيس أي خروج الصوص من البيضة.
– البيض (بيض الدجاج المعروف والذي يشتهر به العيد)
من هنا هذا العيد في التراث والتقاليد الشعبية هو عيد خروج الصيصان من البيض.
ترمز البيضة إلى القبر (هناك من يرى وجود شبه بين قبر السيد المسيح عليه السلام والبيضة التي تكون جمادا بلا حياة ويخرج منها الفرخ.) وتكسير البيضة يرمز إلى قيامة السيد المسيح عليه السلام من القبر.
في هذا العيد من المألوف صبغ البيض بواسطة أزهار الصفير، أو أوراق البصل اليابس، ولكن إبداع الإنسان أوصله إلى طرق أخرى مثل طبع الأزهار، واستعمال الأصباغ الصناعية غير السامة، وهناك من يقومون بالرسم عليه أو الحفر عليه بواسطة آلات دقيقة، وكل ذلك رمز إلى البهجة بقيامة السيد المسيح عليه السلام. في كثير من البلدان تقام مباريات (بالذات بين الأولاد) في فقس البيض: ينقر الواحد ببيضته المسلوقة على بيضة زميله وصاحب البيضة التي تكسر البيضة الثانية يربح البيضة المكسورة.
* טנוס,וליד. (2008) . מאכלים במורשת הנוצרית,עבודה במסגרת הלימודים במכללת רידמן לרפואה אלטרנטיבית, חיפה.
طنوس, وليد. (2008). مأكولات في التراث المسيحي , وظيفة في نطاق الدراسة في كلية ريدمان للطب البديل, حيفا.