ماذا بعد عفرين ؟؟ رغم خسارة حزب (الاتحاد الديمقراطي) إحدى مقاطعاته الثلاث التي تتشكل منها “إدارته الذاتية” وهي مقاطعة “عفرين ” بفعل الاحتلال التركي لها، لم نلحظ اي تغيير على (الخطاب السياسي) للحزب. ولا يبدو بأن لديه استراتيجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار ما جرى لعفرين من غزو واحتلال تركي بتوافق (روسي – امريكي ) . حزب الاتحاد الديمقراطي لا يريد أن يعترف ويقر بما جرى وبالانتكاسة السياسية والعسكرية التي لحقت به. كان من المفترض أن تدفع هذه الانتكاسة بالحزب الى الانفتاح على جميع القوى السياسية والفعاليات الوطنية السورية ، من كردية وآشورية وعربية وارمنية، المتواجدة في المناطق الخاضعة لسيطرة ، للتدارس والنقاش الجدي والحوار الشفاف معها حول ما يجب العمل عليه معاً، لتجنيب تكرار مأساة عفرين في بقية المدن والبلدات الحدودية شرق الفرات، مثل القامشلي وعين العرب(كوباني) وراس العين وغيرها، والتي يهدد النازي العثماني(اردوغان ) بغزوها. للاسف بدلاً من يخطو حزب الاتحاد الديمقراطي هكذا خطوة ضرورية، نراه مصر على الانفراد بتقرير مصير المنطقة
والتعامل مع الآخرين كـ”اتباع” وليس “شركاء” ، وفق عقلية أو منهجية “الحزب القائد”. المنهجية التي اعتمدها نظام حزب (البعث العربي الاشتراكي) منذ انقلابه على السلطة 1963 في سوريا، وقد جرت البلاد الى ما هي عليه من حرب كارثية بين السوريين وعلى السوريين، واستباحة الاراضي السورية لكل من اشتهاها، من قوى اقليمية ودولية.
سليمان يوسف