على أثر اعتقال قائد «كتائب عبد الله عزام» في لبنان ماجد الماجد، وبعد ذلك الإعلان عن وفاته، انطلقت ماكينة إيرانية دعائية، وعلى كافة المستويات، تحاول القول بأن الماجد المتهم بتفجيرات السفارة الإيرانية في بيروت «عميل» للسعودية، فهل نحن أمام حالة «أبو عدس» جديدة؟
رد الفعل الإيراني على اعتقال الماجد ووفاته كان ينصب على ربطه بالرياض كونه مواطنا سعوديا، وسخر لذلك ماكينة ضخمة بإيران والمنطقة، حتى أن خطيب طهران شارك في ذلك، كما عملت تلك الماكينة على الترويج في الغرب بأن إيران تحارب الإرهاب السني، ومثلها الحكومة العراقية، وانتشرت قصص مكررة، مع اختلاف المصادر، تحاول توصيف مشاركات الماجد الإرهابية وتحركاته، دون أن ترد في أي من تلك القصص أهم الحقائق عنه، وهي أن الماجد كان من أعضاء «القاعدة» الذين غادروا السعودية إلى إيران نفسها عن طريق بلد ثالث! نعم كان الماجد في إيران، وهذا ما أكده لي مسؤول عربي رفيع المستوى، ومصدر أمني آخر مطلع عن كثب على ملف «القاعدة»، حيث يقول المصدر الأمني إن «الماجد كان يتنقل في إيران بين زاهدان ومشهد، وبنفس الفترة التي كان فيها ابنة وأبناء أسامة بن لادن بإيران نفسها»، وهو ما كانت تنكره طهران إلى أن اتضح العكس حين هربت وقتها ابنة بن لادن ولجأت للسفارة السعودية في طهران، وبعد ذلك، ورغم الإنكار الإيراني المعتاد، اتضح أيضا أن المتحدث باسم «القاعدة» سليمان بوغيث كان في إيران أيضا، وهو القابع بالسجون الأميركية حاليا، فيما يبدو، الآن، أن تسليم بوغيث ربما كان من ضمن بنود صفقة «حسن النوايا» بين طهران وواشنطن!
وبالطبع فإن علاقة الماجد بإيران لا تقف عند هذا الحد، بل إن من يعرف بزعيم «كتائب عبد الله عزام»، أي الماجد، أنه قام، بعد تواصله أو التنسيق بينه وبين جهات بإيران مثل شخصين معروفين لجل الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب، عربيا وغربيا، واسمهما الأول هو «جعفر» والآخر «داود»، بعد وصوله إلى إيران بالسفر إلى سوريا وذلك حين كان نظام بشار الأسد يتاجر بمقاتلي «القاعدة» لمحاربة الأميركيين في العراق، وهو ما يعرفه الأميركيون جيدا. وعليه فكيف يقال اليوم، وبعد كل هذا، إن الماجد كان يعمل لمصلحة السعودية التي كانت تطالب به، وتبحث عنه؟ هذا أمر لا يستقيم!
المؤكد اليوم أننا أمام لعبة «أبو عدس» جديدة لاستهداف السعودية، فمثلما أخرج نظام الأسد وحزب الله «أبو عدس» وهميا بعد اغتيال رفيق الحريري لتضليل المحققين الدوليين الذين اكتشفوا زيف ذلك، فإننا اليوم أمام «أبو عدس» آخر في محاولة مفضوحة للنيل من السعودية وصرف الأنظار عن السؤال الأهم وهو: ما الذي كان يفعله ماجد الماجد في إيران نفسها؟
tariq@asharqalawsat.com
منقول عن الشرق الاوسط
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر