ماأكثر الزبالات بالعراق العظيم

تقدمت امس شركة امريكية متخصصة بالنفايات طلبا الى الحكومة العراقية بتقديم التسهيلات لها وتوقيع عقد لرفع النفايات و”الزبالة” من كل العراق خلال 5 سنوات.
هذه الشركة تعني بتحويل “الزبالة” الى اسمدة كيماوية وزراعية وبعضها يستخدم لأنتاج الطاقة.
ووعدت الحكومة العراقية بانها ستدرس هذا العرض في الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء وأخذ موافقة البرطمان العراقي والجهات ذات العلاقة.
وفي الأجتماع الاخير لأولاد الملحة وهو من الاجتماعات الدورية في مقهى “ابو كاظم” جرت مناقشة عرض هذه الشركة بعد ان نشرته معظم وسائل الاعلام.
وأكد رئيس اللجنة اتنسيقية للاجتماع على ضرورة مناقشة هذا الموضوع بحيادية تامة وتشجيع الحكومة على التخلص من اطنان “المزابل” التي تفترش ارض بغداد وضواحيها وبقية المحافظات.
واشترط الحضور عدم مشاركة”علاوي ابو الجبن” بالنقاش لأنه معروف بسخريته من كل قرار تتخذه الحكومة.
وقبل ان يعلن المجتمعون الموافقة نهض علاوي من وسط القاعة بعد ان رشف رشفة قوية من “استكانة” الشاي وتنحنح قائلا:
ياحكومة الله يخليكم احنه قابلين بالمزابل وتعودنا عليها لكن زبالات”المنطقة” كيف نتخلص منها.
اقول لكم:
الزبالة انواع في المحافظات ولكل مجموعة منها نوع يختلف عن النوع الآخر،فمثلا في المحافظات الدينية،ومنها النجف الاشرف، هناك قانون العتبات والمزارات رقم 19 لسنة (2005) الذي ينص على أن تكون مدة خدمة أمينها العام ثلاث سنوات قابلة للتجديد. ومن هذا المنطلق يؤكد سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) الراعي للعتبات المقدسة, أن أبناء مدن العتبات المقدسة جميعهم يتشرفون بخدمة أئمتهم الأطهار (ع), لذا فهناك فسحة للأسر والعشائر والشخصيات في المدن المقدسة لأن تحتل موقعاً ريادياً في تطوير العتبات المقدسة وتقدم الخدمات لزائريها الكرام).
وهنا سؤال يطرح نفسه،وهو لصديقي العزيز علي الشمري (وهو احد المتابعين لهذا الموضوع، هل فُسِح المجال للأسر والعشائر والشخصيات في كربلاء أن تدير العتبات المقدسة وتقدم الخدمات لزائريها الكرام ؟! أعتقد أن الجميع يؤيد بالنفي.
واذا كان القانون صريحا في ذلك اذ يشير الى أن التجديد بحسب ما ورد في المادة 5 من (قانون إدارة العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة رقم (19) لسنة 2005 ) لثلاث سنوات فقط وليس أكثر ( تكون مدة التعيين للمهام المذكورة في أعلاه ثلاث سنوات قابلة للتجديد ثلاث سنوات أخرى فقط)) ، إلا أن سماحة كل من ( السيد أحمد الصافي ) و ( الشيخ عبد المهدي الكربلائي ) بقيا في منصبهما لمدة تجاوزت ست سنوات المسموح لها بالقانون ، وتكرّم صديقي الشمري باعطائي هذا الرابط الآتي الذي يستعرض نص قانون (دارة العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة رقم (19) لسنة 2005) لمن يريد الاطلاع :
.http://wiki.dorar-aliraq.net/iraqilaws/law/19517.html
لابد ان يطلع الشعب بكشوفات مالية واضحة على طريقة صرف مليارات الدنانير التي تقدم على شكل نذور واستقطاع الخمس وغيرها في العديد من العتبات المقدسة.واذا لم يتم ذلك ففي الامر ريبة.
رغم ان القانون عرّف ماهو المرجع الديني بالقول: هو الفقيه الذي يرجع إليه في التقليد أكثر الشيعة في العراق من فقهاء النجف الأشرف ) الا ان الامر بات صعبا جدا فلدينا عشرات المرجعيات وكل من لبس عمامة سوداء او بيضاء اصبح مرجعا دينيا. وهل نتوقع في هذه الحالة ان تجرى عملية انتخاب للمرجع الديني والغاء المرجعيات الاخرى؟انه حل من واحد بطران يحجي بكيفه.
كل صاحب عمامة يسيطر على مدينة ذات طابع ديني(سامراء والكاظمية نموذجا) ويكون رغما عن كل المواطنين مرجعا دينيا.
اما المحافظات الدينية الاخرى(كربلاء،النجف والكوفة) فيتم تقاسمها ،يعني محاصصة، بعيدا عن اعين العذال.
زبالات البصرة ،ذي قار ، بابل،صلاح الدين،كركوك،نينوى و……. فهي اصعب من ان تحصى.
اما بغداد فلها الكأس المعلى والحمد لله، فهي محافظة سباقة في كل المجالات.
فاصل محير: لاندري لماذا تم اصدار قرار بزيادة عدد المحافظات. هل لدينا سيولة مالية فائضة تصرف الى:
رئيس مجلس المحافظة وحمايته+ مخصصات.
المحافظ وحمايته + مخصصات.
اعضاء مجلس المحافظة وحمايتهم + مخصصات.
المدراء العامون والمستشارون وحمايتهم + مخصصات.
الغريب ان سعادة رئيس الوزراء قال امس بالحرف هذا القرار سينفذ ولا يمكن لأحد ان يعترض عليه.
ديمقراطية أم اللبن… مو؟.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.