عبدالله الهدلق
ما شهدته العاصمة الفرنسية (باريس) يوم السبت 2014/7/26، كان بحق تظاهرة انسانية حضارية ضد التطرف الديني، ورسالة ذات مغزى كبير لكل من ابتلي بوباء التطرف الديني واكتوى بناره، ولا سيما ان شعار المؤتمر كان «الديكتاتورية الدينية في ايران بؤرة الحروب الطائفية في الشرق الاوسط».
ولقد ساهمت عوامل عديدة في دعم ذلك المؤتمر وتوفير ضمانات النجاح الباهر له اوجز بعضا منها فيما يلي:
-. انعقد المؤتمر في ظل ظروف بالغة الحساسية تشهد فيها المنطقة تصاعدا استثنائيا للتطرف، وضجرا وتبرما وسخطا شعبيا من تداعيات تلك الظاهرة الشاذة والمنافية للانسانية والفطرة السليمة، وتطلعا الى جهود دولية قوية من اجل تطهير المنطقة من شرور التطرف الديني وآثاره المدمرة.
< شاركت في المؤتمر وفود كثيرة مثلت (35) دولة، وكان من بين اعضائها شخصيات سياسية ودينية بارزة وهو ما يعني بكل تأكيد انجازا باهرا وجديدا للمقاومة الايرانية، ونجاحا منقطع النظير في جمع ذلك الحشد العالمي لمواجهة التطرف الديني والتصدي له.
-. حضر المؤتمر وفد مصري كبير ومتخصص شرح للمؤتمرين وللعالم اجمع نتائج التجربة الثرية والنوعية للشعب المصري في مواجهة التطرف الديني، وكيف ان وعي الشعوب كفيل بمواجهة طيور الظلام وخفافيش الليل ومنعهم من التخفي خلف استار الدين وغلالته واستغلاله لتحقيق مآربهم الضيقة وغاياتهم السياسية والحزبية الاقصائية، وكان ذلك الشرح مانحا الكثير من التفاؤل والثقة للشعوب الاخرى كي تعيد الكرة وتحقق نصرا كبيرا في معركتها ضد التطرف الديني والارهاب.
واوضحت السيدة (مريم رجوي) – زعيمة منظمة مجاهدي خلق المعارضة، ورئيسة الجمهورية الايرانية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية – اوضحت خارطة الطريق من اجل مكافحة ومواجهة التطرف الديني والتصدي له وهزيمته والانتصار عليه، مؤكدة ان الحل العملي لتحقيق السلام والتسامح الديني والديموقراطية في المنطقة يكمن في اسقاط النظام المتطرف دينيا والحاكم في طهران لضمان تحقيق الحرية والديموقراطية للشعب الايراني، وشعوب منطقة الشرق الاوسط، وتمكينها من نيل حقوقها السياسية والمدنية.
واردفت السيدة (رجوي) ان النظام الايراني الحاكم في طهران هو الراعي والداعم للتطرف الديني والارهاب في العالم، على الرغم من ان الدين الاسلامي دين السماحة والحكمة والرفق واللين والموعظة الحسنة ويدعو الى احترام كرامة الانسان وحرياته، فلا يجوز استغلاله أو تأويل مقاصده أو حمله على محامل سوداوية وظلامية.
وبما ان التطرف الديني والارهاب يبدآن فكرا فإن مجابهتهما لابد ان تكون من خلال فكر مضاد كان مؤتمر باريس الاخير ممثلا له ومرسخا لمبادئه.
عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw