مؤتمري جدة وباريس وآمال النظام الايراني
*كريم بصيري
بعد رفض مشاركة النظام الايراني في مؤتمري جدة وباريس نشاهد أجواء حديثة داخل النظام وكذلك على الصعيدين الإقليمي والدولي مما يرتبط مع النظام بنوع ما.
ويمكن دراسة هذه الأجواء الحديثة والتطورات في مختلف المجالات حيث يعد أحدها الذعر والاستعجال اللذان ساورا النظام برمته والعصابتين كلتاهما. وما موضع سؤال هو ما هي أسباب هذا المدى من الذعر وأين جذوره؟
وتستخدم صحيفة ابتكار الحكومية عبارة «داعش كيت» ردا على ذلك السؤال وذلك من أجل التذكير بفضيحة «إيران كيت» وقضية «المسدس والكعك» محاولة أن تثبت ما أطلقه الخامنئي من مزاعم قاضية بأن ها هي أمريكا التي مدت يد العون للنظام فيما يتعلق بقضية داعش إلا أنها الآن رفضته وتسعى أن توحي قدرات وقابلياته ضئيلة وتستخف بها.
ولكن هذه المحاولات والتبريرات ليست لا تبرر عجلة النظام فحسب وإنما تبرزها.
ونفترض أن هذه الحكاية هي ذات صحة ومصداقية ولكن لماذا يذعر منها وبهذا الحد الولي الفقيه بحيث أنه هرع وفي الدقائق الأولى بعيد مغادرته الفراش للظهور في الساحة وهو في أروقة المستشفى وأطلق أقوال هراء وترهات من أجل التستر على ذعره حيث يزعم وبشكل أخرق بأنه وفي فراش المرض كان يستمتع ويتسلى عند سماعه الأخبار المرتبطة بائتلاف أمريكا ضد داعش! فيصدق ميليشات الباسيج تسلية القائد المعظم أو هذا المدى من السخط والذعر والاستعجال؟! وهذه حالة كانت تخيم نفسها منذ ذلك اليوم في كل وسائل الإعلام التابعة للنظام حيث لا نهاية لها.
وصحيفة رسالت هي الأخرى التي أشاعت «تغيير التعامل السياسي» إلى المجال النووي و«مشهد المفاوضات» وتشتكي أن أمريكا وحلفاءها أصبحت «أشد حدة» بالمقارنة مع الماضي. وتتابع صحيفة رسالت وتعبر عن خيبة أملها تجاه الحصول على اتفاق حتى الموعد الأخير الثاني لاتفاق جنيف في 24تشرين الثاني/ نوفمبر من جهة كما تحذر و تهدد «ألا تبقى الدول الغربية… في توقعات وهمية لتغيير سلوك إيران في الدقيقة الـ90 من المفاوضات» من جهة أخرى.
كما تبدي صحيفة جمهوري وهي محسوبة على رفسنجاني قلقها وذعرها إزاء أن يحذو أوباما حذو بوش حيث «لم يكن يعترف بأي قانون وأصل في مكافحة الإرهاب».
فهكذا يتبين ويبرز سؤال أكثر مما مضى وهو أنه لماذا ساور النظام هذا المدى من الذعر؟ الذعر الذي أدى الآن إلى أن تؤكد كلتا العصابتين في النظام على كلمة واحدة رغم خلافاتهما ونزاعاتهما بشأن المفاوضات النووية وحتى رفسنجاني الذي كان يتسرع حتى الأمس إلى توقيع اتفاق فيننا يردد نفس ما تؤكد عليه صحيفة محسوبة على عصابة مؤتلفة حيث يقول: «إنهم (أمريكا) لم يوفوا بما وعدوه من وعود ذات صلة بالعقوبات وهم يتوقعون أن تتنازل إيران في قضايا لم تتعهد بها».
ويبدو أن ما كتبته صحيفة كيهان التابعة للخامنئي من شأنه أن يشكل ردا على ذلك السؤال حيث نقلت عن وزير الخارجية الأمريكي قوله: «بالنسبة لأمريكا فإن الخطر الذي تشكله الجمهورية الإسلامية أكبر من داعش ومن هذا المنطق يحظى النضال ضدها بأولوية أكثر». وتابعت صحيفة كيهان تقول: «تنوي أمريكا… أن تبدأ الهجوم العسكري على الأهداف من العراق وتنتشرها أي توسعها إلى سوريا وإن تنجح في كلا المكانين فتوسعها إلى باقي محاور جبهة المقاومة». وامتنعت صحيفة كيهان مواصلة كلامها خوفا من بث الذعر في أوساط المهمومين؛ وهو أن أمريكا ستصل أخيرا إلى المحور الرئيسي أي نظام الولاية المجرم.
فيبدو أن صحيفة كيهان عرفت الاتجاه الذي تسير التطورات نحوه حيث كشفت وبصراحة النقاب عن قلق واضطراب نظام الولاية.
في غضون ذلك روحاني الذي استشاط غضبا جراء منع مشاركة النظام في مؤتمري جدة وباريس واشراكه في التحالف ويعتريه القلق جراء ذهاب منجزاته في المنطقة ادراج الرياح أكد في الجمعية العامة قائلا: «اذا كان هناك بعض الدول وبادعاء قيادة الائتلاف يعملون على مواصلة ممارسة الاستعلاء في المنطقة فهم قد ارتكبوا أخطاء استراتيجية».وفي نفس الوقت كانت مظاهرة حاشدة أمام مقر الامم المتحدة من جانب انصار المقاومة الايرانيه هتفوا لا للروحاني رييس اعدام
*كاتب ايراني