مأساة ديكتاتور روسيا مع سوريا الثورة
بقلم: طلال عبدالله الخوري
منذ بداية الثورة السورية المباركة ونظام بوتين الاستبدادي بروسيا الاتحادية يعادي ثورتنا السورية والتي يطالب عبرها شبابنا سلمياً بالحرية والكرامة.
روسيا اليوم تحت حكم الطاغية بوتين هي ليست الاتحاد السوفياتي سابقا وحلفه مع اوروبا الشرقية بما كان يسمى حلف وارسو! والفرق بين قدرات روسيا الحالية والاتحاد السوفياتي سابقاً وزعيم حلف وارسو هو فرق كبير جداُعلى جميع الاصعدة منها السياسية والاقتصادية.
كان زعماء الاتحاد السوفييتي سابقا, يعتبرون انتشار الشيوعية هدفهم الاسمى , ولذلك كانوا يسخرون ما استطاعوا من الامكانيات الاقتصادية والعلمية والسياسية لتحقيق هذا الهدف, ولقد كانوا مؤمنين بسمو قضيتهم ورساخة هدفهم وصدق نواياهم.
اما الديكتاتور بوتين فهو طاغية من ماركة الزعماء العرب والذين يختصرون الوطن وكرامة المواطن ونجاح سياساتهم بشئ واحد ووحيد وهو استمرارية حكمهم ونظامهم ما داموا على قيد الحياة.
من مزايا خيبة الديكتاتور بوتين هو انه يحاول ان يوهم نفسه بان نظامه البائس قد ورث الامكانيات والنفوذ العالمي والتي كان يتمتع بهما الاتحاد السوفييتي سابقا زعيما لحلف وارسو؟؟ وذلك عن طريق تحالفه مع النظام السوري والايراني والذان مع بعضهما دولتان فاشلتان استبداديتان, وعلى وشك الانهيار, مع العلم بأن نظام بوتين نفسه على وشك الانهيار وان بوادر الربيع الروسي قد لاحت في الافق.
يحاول بوتين متوهما اعادة سياسة الاتحاد السوفييتي القديمة خلال الحرب الباردة! فهو يحاول ان يحتفظ بمصالح غير حقيقية وغير مبنية على التنافس الاقتصادي الحر, ولكن مبنية على مصالح رخيصة لانظمة استبدادية رخيصة مثل النظام السوري, والنظام الايراني,من اجل ان تكون هذه المصالح كأوراق يحملها بيده عندما يفاوض الغرب من اجل ان يحصل لنفسه على صفة لاعب بالسياسة الدولية ويحصل على مكاسسب وشروط تفاوضية لنفسه مع الغرب من دون ان ياخذ مصالح شعبه الاقتصادية على المدى البعيد؟ لأن كل ما يفكر به بوتين هواستمرارية حكمه بأي ثمن مثله بهذا مثل اي حاكم عربي ليس الا؟
اما في سورية فهو يحتفظ لنفسه بمرفأ في طرطوس لاسطوله البحري والذي هو عبارة عن خردة قديمة بالية مصنوعة بتكنولوجيا غير متطورة! ولديها الكثير من المشاكل والاعطال الفنية؟؟ فالعالم كله يذكر الحوادث الكارثية والناجمة عن المشاكل الفنية لهذا الاسطول في البحر الاسود, والذي نجم عنه موت الكثير من الخبراء بسبب المشاكل الفنية بمفاعلاتها النووية, وكلنا ايضا يذكر الخراب والآذى الذي شكله المفاعل النووي في تشيرنوبل؟؟ ولكن بما ان الأسد لا يهمه سوى بقاء واستمرارية نظامه, فلم يتجرأ اي سوري قط برفع هذه المشكلات للمفاعللات النووية بالاسطول البحري الروسي وخطرها الكارثي على الشعب السوري اذا ما وقع اي حادث لها اثناء وجودها بطرطوس؟؟
ما يحدث في سوريا ليس مأساة دموية بالنسبة إلى فلاديمير بوتين، ضابط المخابرات السابق في ألمانيا الشرقية، بل هو أزمة إقليمية موسعة، يريد ان يحتفظ بأكبر قدر من الاوراق منها في جعبته حتى يساوم بها الغرب على بقاء نظامه عندما يزهر الربيع الروسي ويطالب برأسه!
من هنا نرى بان الديكتاتور بوتين يخوض معركة بقائه في الحكم على حساب الدم السوري! فهو يعتقد بانه إذا خسر سورية ستكون روسيا قد خرجت من المنطقة كلها وستعود إلى ما وراء حدودها ، بعدما طوقها حلف الـ «ناتو» في أوروبا الوسطى والشرقية، ويحاول الالتفاف عليها وعلى الصين في جنوب شرقي آسيا ووسطها والمحيط الهادئ.
من هنا نرى بأن هدف بوتين الرئيسي هي الاوراق التي يحتفظ بها لكي يساوم عليها مع أميركا من اجل اطالة بقاء نظامه البائد وهذه هي مأساة ديكتاتور روسيا مع سوريا الثورة.
بعد التحية والسلام ومسك الكلام : الثلاثة يشكلون أضلاع مثلث القهر والموت ، فرذا أنفك ظلع منهم تفكك ألأخران وسلمي على من في سورية وإيران وعلى مايسمى بالربيع العربي الذي سرقه السلف والعسكر والإخوان ؟؟