ليت الوفد (البرلماني ( الفرنسي ) لعاصمة الارهاب العالمي (دمشق الأسد )، كان وفدا(دولتيا)
نحن لا نبالغ أو نهجو سياسيا عندما نسمي دمشق عاصمة (سوريا الأسد)، اليوم أنها عاصمة الارهاب العالمي والدولي، لأنه لولا الأسد وسلطته (الاستيطانية الطائفية ) لما كانت اليوم مركز تقاطع (الارهاب العالمي )، ولما كانت داعش وحالش ومشتقاتها الطائفية والمذهبية، وذلك من خلال صناعة (داعش) كعنوان للحرب الطائفية (السنية –الشيعية القائمة والقادمة ) باسم الارهاب، تجاوبا مع دور ولاية الفقيه في طهران عبر أكثر من ثلاثة عقود بتحويل الحروب من صراعات سياسية إلى صراعات دينية مذهبية)، وذلك في التقاطع (طائفيا استيطانيا عبر الغزو الخارجي ايرانيا، والاحتلال الداخلي أسديا طائفيا) لسوريا …
ومن ثم تلاؤم منظومة ( المصالح الدولية الغربية –الأمريكية الإسرائيلية )، مع ثورات (خضراء سنية أو سوداء شيعية )، لتحل محل الثورات الحمراء (الشيوعية ) المنهارة، بعد سقوط المسخ (الشيوعي الشمولي الستاليني) السوفيتي والأوربي الشرقي …الذي أريد له أن يكون نهاية (التاريخ ) حسب فوكوياما …لقطع الطريق أمام الثورات السلمية البيضاء (الديموقراطية ) ، لكي لا يتساوى الشرق والغرب، أي لكي “يبقى الشرق شرقا والغرب غربا ..ولن يلتقيا ” حسب الأطروحة الاستعمارية التأسيسية الشهيرة لكيبلينغ…
البرلمان في العالم هو عنوان الشرعية الدستورية الشعبية والأخلاقية والضميرية لأي مجتمع في العالم، وهذا ما يفسر لا شرعية ولا أخلاقية ولا ضميرية النظام الأسدي والعربي لأنه لا يوجد برلمان حقيقي في العالم العربي!!! حيث نتمنى التوفيق للأشقاء التوانسة للخروج من هذا المستنقع العربي الذي تشكل الأسدية ذروة استنقاعيته المعدومة الأخلاق والضمير والشرعية …
لهذا كانت دهشتنا عظيمة وهائلة، أن يكون تمثيل فرنسا التي هي عنوان التاريخ المدني والحضاري والشرعية الدستورية وحقوق الانسان في العالم وللعالم، لزيارة وفد برلماني فرنسي لسوريا في ظل المحتل الأسدي، أي أن تكون زيارة ولقاء برلمانيين فرنسيين، مع الوحش الأسدي الذي كنا ننتظر هذا الوفد وأمثاله من الديموقراطيات الأوربية، ليكون وفدا برلمانيا شعبيا صديقا للشعب السوري وليس لجزاره الأسدي المتوحش، وذلك ليطالب بتحويله إلى المحكمة الدولية بمناسبة التقرير الدولي الذي تحدث عن ألاف الطلعات الجوية، لإلقاء آلاف البراميل، حيث أن من يشك أنها براميل غير أسدية فهو جاهل وكذاب على حد تعبير الناطق الرسمي باسم الشرعية الدولية ..وكأنه يقصد وفد البرلمان الفرنسي … لأنه لا أحد في سوريا يملك مثل هذا السلاح غير النظام الأسدي الذي يدعونا الوفد البرلماني (مينيار) إلى الإنضوء تحت شرعية براميله التدميرية التي تدمر المدن السورية عشوائيا على رؤوس الأهالي…
إن الوفد البرلماني الفرنسي -والأمر كذلك – يخرج على الاجماع الفرنسي (يمينا ويسارا )، بل ويسجل تراجعا سياسيا وشرعيا وأخلاقيا عن اليمين الذي يشكل الرئيس السابق شيراك أحد رموزه الكبيرة، عندما أعلن ومنذ حوالي عشر سنوات عن رفضة أن يضع يده بيد سفاح (بشار)، يد غارقة بدم (الحريري) ….بل إن موقف البرلمانيين يتراجع عن موقف اليسار الذي يعبر اليوم عن أسفه وخطأه بمسايرة الموقف الأمريكي والتراجع عن الضربة العسكرية لقوات لاسد التي أطلقت الكيماوي على أطفال دمشق،بعد أن تأكد للعالم أن ابن الأسد هو من ضرب مواطنيه بالكيماوي، الأمر الذي لم يقدم عليه سفاح في التاريخ الانساني، بأن يستخدم السلاح الكيماوي ضد من يعتبر أنهم أهل وطنه بما فيهم هتلر ..
فالوفد البرلماني الفرنسي بزيارته لابن الأسد ( المعتوه الشيزوفريني المجرم الأكثر وحشية وإجرامية من هتلر ذاته !!)، مؤلم ومحزن ومخيب لنا كسوريين أكثر من لو كانت زيارة دبلوماسيين (ولو بشكل شخصي)على حد التعبير الرسمي الفرنسي، لأنا نفهم ( مكر وتلاعب وبيرغماتية الديبلوماسية دوليا)، التي لم تقم بهذا الفعل (اللاأخلاقي) بهذه العلنية الصارخة كما فعل الوفد البرلماني !!!
فكيف يقدم عليه حتى ولو كانوا أفرادا من البرلمان الفرنسي الذي يشكل (ضمير الشرعية الدستورية والتشريعية والأخلاقية للأمة ) ، فكيف إذا كان هذا البرلمان ، هو البرلمان الفرنسي الذي ينظر له عالميا، على أنه أحد مكونات (الضمير العالمي والإنساني) ..ولهذا نتساءل كيف يمكن أن يسكت البرلمان الفرنسي على مثل هذا الفعل اللاأخلاقي ،الشنيع والمنحط فرديا من قبل بعض أفراده ولو شخصيا …
ولهذا نطالب البرلمان الفرنسي كجالية سورية في فرنسا بطرد هؤلاء الأربعة لإهانتهم لقيم فرنسا الديموقراطية وتاريخها الشعبي الكفاحي من أجل الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان، بل وإهانة لتاريخها الفكري الإنساني الرفيع، وشتيمة شخصية وإيذاء ولطخة سوداء يلحقها برلمانيون (فرنسيون وليسوا أسديين كالعادة !!!)، لرموزها الإنسانية العظيمة الصانعة لمكونات الضمير العالمي ( فولتير –مونتسكيو – جان جاك روسو ….الخ )
بل ونعتبر هذه الزيارة تنازلا أمام الإرهاب الأسدي، وخضوعا لتهديداته باستخدام (القوى الجهادية المتطرفة ) بقلب أوربا على حد تعبير( المفتي الرسمي الديني لنظام عصابات الارهاب الأسدي .. ) كمثل مأساة (تشارلي) … وذلك منذ قيام الثورة السورية، وقبل وجود وميلاد أية قوى جهادية أو إطلاق اية رصاصة مضادة من قبل الثوار …
ونقول للوفد البرلماني (الفردي) اليوم بعد الثورة، كما قلنا –كممثلين لإعلان دمشق- لوفده البرلماني (الرسمي) قبل الثورة في دمشق، بأن النظام لم يعد (شموليا عسكريا أمنيا فحسب )، بل هو أيضا (نظام عائلي طائفي)، ولقد استغرب الوفد البرلماني حينها أنا كوفد سوري نقابلهم في دمشق لم يكن بيننا حينها، تمثيل اخواني رغم وجود التمثيل الكردي كمكون لإعلان دمشق معنا بالوفد السوري، ومع ذلك نحن نصف النظام بأنه طائفي … أي لم يكن وصف النظام بالطائفية هو توصيف أخواني كما هو متوقع !! بل هو توصيف (ليبرالي –يساري- علماني)، ولقد كتبت بعدها بحوالي سنة صفحة موقع (سوريون نت) الإسلامية …متسائلة مستغربة : كيف يقوم العلمانيون اليساريون بالكشف عن طائفية النظام، بينما يصمت الإسلاميون عن ذلك … ولقد أرسلها لي حينها مستشرق وديبلوماسي فرنسي..ولم أكن أعرف هذه الصفحة من قبل..وقد وقع صديقنا الفرنسي شفاه الله تحتها
J’ai approuvé
….أي أنه يصادق على راي الموقع ،
في أننا نحن في إعلان دمشق كتجمع مدني ديموقراطي – غير أخواني لكن شارك به الأخوان- أول من قام بتوصيف النظام بصفته الطائفية العائلية، وقد ترتب على ذلك تقسيم بل تفكيك إعلان دمشق مخابراتيا ..وإعلان الحرب ضدنا كرئيس لإعلان دمشق في الخارج …
نريد من حديثنا هذا أن نلفت نظر بعضا من البرلمانيين الفرنسيين الزائرين لسوريا الأسد ممن لا يعرفونها عميقا ولا يعرفون سوى السطح، ويراهنون على دور للاسد في المصالحة الوطنية …بأن النظام لم يعد كما وصفناه لزملائكم البرلمانيين منذ سبع سنوات في دمشق (عائليا طائفيا ) فقط ، بل أضاف بعد (اللاوطنية العميلة ) بتسليم سوريا للإحتلال الإيراني، مما جعل من نفسه وعائلته وطائفته مستوطنين يستحق بعضهم وعلى راسهم (الجزار الأسدي) المحاكمة بالخيانة الوطنية العظمى وطنيا أو عبر المحاكم الدولية ، وكنا ننتظر من برلمانيين فرنسيين أن يوظفوا حضور فرنسا كدولة عظمى في تأييد الشعب السوري بإحالة ابن الأسد كمجرم حرب للعدالة الدولية، لا أن يكافئوا سفاحا كيماويا بأن يقود المصالة الوطنية في بلاده بعد أن دمرها وقتل أبناءها، مما لا سابقة له في التاريخ الانساني .!!.
.
ونظن أن أفضل مقاربة وتقريب لصورة النظام الأسدي وحامله الاجتماعي والسياسي في سوريا اليوم ،وفق قدرتكم الأوربية الأجنبية لتخيل الصورة عن النظام الأسدي التي يصعب تخيلها على الفرد الأجنبي غير السوري حتى ولو كان برلمانيا …. حيث ندعوكم أن يعالج موضوع النظام الأسدي وحالة قاعدته كجماعة ( الأقدام السوداء…
Piéd-noir )
بعد استقلال الجزائر …
فإذا كان ممكنا إعادة دمج بيت الأسد وقاعدتهم الطائفية في سوريا بعد إقامة دولتهم (الدولة العلوية) الطائفية خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وفق مطالب وتأييد جد العائلة الأسدية ذاتها لفرنسا بأن تبقى مستعمرة لسوريا.. فقد كانت عملية الدمج ممكنة بسبب (براءة وعفوية الوطنية السورية والسوريين )، لكن هذه العائلة الأسدية نفذت خلال نصف قرن حالة من التمزيق الطائفي للنسيج الوطني السوري ، هو على الأرجح ، مشروع امتداد للكولونيالية الغربية الاستعمارية التي لم يتمكن الاستعمار المباشر الخار جي من انجازها، قبل عملية توريثها الأمريكية -الإسرائيلية لإيران راهنا…
وذلك تنفيذا للمشروع الطائفي الدولي (الأمريكي ) بدءا من الغزو الأمريكي للعراق باسم الحرب من أجل الديموقراطية ، لتأسيس المشروع الطائفي الشيعي ككيان ملموس عربيافي العراق …تمهيدا (لحرب طائفية شيعية ايرانية –سنية عربية مديدة، ربما لعشرات السنوات…بهدف إشاعة الخراب (الفوضى الخلاقة ) في الشرق الأوسط خارج إسرائيل ….
زيارتكم للبربري الهمجي الطائفي الأسدي هي سبة وشتيمة وعار على البرلمان، وعلى فرنسا وتاريخ شعبها العظيم في قيادة التاريخ العالمي نحو الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان …