ليتَهُ بَقيَ ( غوّار الطُّوشة )
هذه الشخصية المحببة والتي كان وراء ابتكارها شخصان مهمان و لكن هما اليوم منسيان،
المرحوم نهاد قلعي، و الأستاذ خلدون المالح و هذا الأخير من مؤسسي التلفزيون السوري مع الأستاذ السفير صباح قباني و العلامة يحيى الشهابي.
هناك أمور كثيرة أحب أن أشير إليها و لكن لضيق الوقت هذه بعضها
دريد لحام كان و ما يزال إنساناً خنوعاً ، وصولياً و أنانياً بامتياز و ما نسميه بالعامية (مصلحجي ) فقد كان محسوباً على الحزب السوري القومي الإجتماعي و الحزب منه براء.
ففي الوقت الذي كان الحزب محظوراً و أعضائه ملاحقين، كان دريد لحام يتمتع بمصاهرة السلطة و يأخذ دائماً التراخيص و الاستثناءات لأعماله و نشاطاته و بلغت به الوقاحة بحصر نشر و توزيع حلقات مسلسل ( وادي المسك ) كل أسبوع به شخصياً عن طريق محلات الڤيديو و كل جيلنا يتذكر ذلك.
يمكن أن يكون هذا أمر طبيعي في بلاد أخرى و لكن في بلادنا و في ذلك الوقت فقد كان أمراً في غاية الغرابة لأنه يتعارض مع سياسة الدولة المعلنة آنذاك بحصر الانتاج التلفزيوني بالدولة .
ثم عملية تمدده باستخدام و استغلال الشاعر و الكاتب محمد الماغوط رحمه الله فقد استغله ليستثير و يجذب طبقة المثقفين العرب الى طرفه و يسبغ على شخصيته سمة الجد و الوطنية بعيداً عن شخصية ( غوار الأجدب ) المحببة .
دريد لحام إنسان وصولي بامتياز و المضحك المبكي أنه أسمى ابنه ( ثائر ) و لكنه اردفه خارج البلاد فهو مقيم بالولايات المتحدة منذ أكثر من ثلاثين سنة.
كل هذا بكفة و تمدمده و سرقته للأعمال الخالدة لفيروز و الأخوين رحباني بكفة أخرى شكلاً و مضموناً
فقد كنا نحضر مسرحياته مع القلم و الورقة لنسجل النقاط المسروقة منهم و هنا أنا لا أتكلم بسذاجة عن بعض الأغاني المعروفة و التي شوهها، أنا أتكلم عن النصوص و الوقائع و الأحداث المتداخلة في كل مسرحية.
طبعاً الرحابنة لم يغيروا من موضوع أو ختام مسرحياتهم ليرضوا هذا أو ذاك مما كان يسبب لهم خسائر لمنع عرضها في بعض البلاد مثلما حدث بالمسرحية السياسية
( يعيش. يعيش ) أو ( انقلاب ) و التي اختتمت بالأغنية اللاذعة :
طلع المنادي ينادي ما فيهاش ايفادي
الرعيــــان بوادي و القطعان بوادي
و التي سرق دريد لحام منها و من غيرها الكثير عندما عمل مسرحياته غربه، كاسك يا وطن، ضيعة تشرين و هذه الأخيرة كانت نهايتها و كأن الأرض قد تحررت و عاد الكرم وووو فأخذ رضى الحكام العرب و عرضت المسرحية في أغلب الدول العربية.
لو كنا في دول تحترم التأليف و الإبداع الموسيقي لكان دريد لحام قوضي ووضع في السجن .
أهم من كل ذلك و ما يحز في نفسي هو أنه يعتبر نفسه ذكي باستغباء الآخرين و كأنه هو فقط على اطلاع و علم بالأعمال الرحبانية القديرة و لا أحد غيره يعلم بها.
هذا الحكي لا أقصده اليوم بوجود الانتشار الالكتروني المفعم بل أقصده قبل أربعين سنة عندما كان الاطلاع محدود و بشكل حصري فقط على بعض المثقفين.
هذا الكلام فقط للحقيقة و التاريخ .