قرأت حوار الدكتور عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر حاليا في إحدى الصحف العربية.. وقرأت ما أعلنه الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الذي أعلن عدم إلتزامه برأي الأزهر فيما ستعرضه الوزارة من فنون وأعمال..
مما لا شك فيه بأنني ومع الأغلبية الساحقه نشاطر الدكتور عمر هاشم نواياه الحسنة لمصر وللأمة العربية والإسلامية.. ولكن هل تتوافق هذه النواياه الحسنه التي تدعو إلى دوله تستند إلى الأنظمة الدينية التي وضع الإسلام لها القواعد والضوابط مع المصلحة العامه للمصريين وللشعوب العربية وهل تتناسب مع حاجات العصر؟؟؟؟
يؤكد الدكتور عمر هاشم.. بان الإسلام دين ودولة وهو ما تؤكده كتب الفقه.. السؤال هو إلى متى سنظل ’نقدّس هذه الكتب ونتقبّل ما جاء فيها على علاته.. محاولين بكل السبل تجميله وإيجاد تفسيرات له تتعارض في كثير من الأحيان مع العقل والمنطق وإلى متى ’نعزز و’نبقي على هيمنة رؤية فقهية هي أحد أهم أسباب الإعاقة في التنمية الإنسانية.. والتطور المجتمعي لأنها لا تتعامل مع الإنسان إلا مقيدا بالحلال والحرام؟؟؟ أدت في النهاية إلى ضياع أجيال بكاملها في تخبط وإنغلاق عقلي أدى إلى تبرير العنف؟؟؟ فمثلا هل يتماشى فقه المرأة مع الحقوق الإنسانية للمرأة في العصر الحديث.. هل يتماشى ما جاء في كتب فقه الولاء والبراء مع ما ’ينادي به الجيل الجديد في كل المنطقة العربية بالتعايش مع الآخر.. وقبول المختلف.. هل يتماشى ما جاء في كتب فقه الذمي مع الحقوق العادلة والمتساوية بين أبناء الوطن الواحد… وهل سيعزز لمبدأ المواطنة بين الجميع لكي تصل البلاد إلى الإستقرار؟؟؟
يقول الدكتور عمر هاشم..
“”فنظام الإمارة ونظام الحكم و الجهاد في سبيل الله، كل هذه من أنظمة الدولة التي وضع الإسلام لها القواعد والضوابط التي تضمن الأمان للناس.””
كيف من الممكن ضمان الأمان بينما الدعوة للجهاد في سبيل الله تعنى نشر الدعوة بكل الطرق بما يضع الغير مسلم حتى في وطنه ’عرضة للقتل أو الإجبار على إعتناق الإسلام.. كيف من المكن إقناع الدول الغربية التي فتحت أبوابها لإحتضان الأعداد الكبرى من المسلمين الباحثين عن لقمة عيش ضنت فيها عليهم أوطانهم.. بينما نرى تطوّع العديد من الشبان البريطانيين من هذه الأصول تتخطى الحدود لتشارك في الجهاد في الدول التي ’تقدّس الجهاد.. كيف نقنعهم بسلمية الإسلام بينما يقوم المسلمون بالدعوة للجهاد ضد مذهب الشيعه لأنه يختلف عنهم؟؟؟ ثم أين هي العدالة بينما عدم المساواة بين الرجل والمرأة وبين المؤمن والمختلف هي أساس كل القوانين التشريعية؟؟؟
يستمر الدكتور هاشم في القول
“وكنت الوحيد الذي وقف في مجلس الشعب وطالب بأن تكون الشريعة الإسلامية هي التي نستقي منها قوانيننا، وطالبت بأن لا يمر قانون دون أن يعرض على اللجنة الدينية، ويشهد التاريخ والصحف التي نشرت موقفي في مجلس الشعب من قضية الحجاب ومن حرب الخليج وموقفي من الكتاب المشئوم ” وليمة لأعشاب البحر” ودعوت إلى حرق الكتب التي تتنافى مع الشريعة الإسلامية الغراء، وطالبت بمصادرتها ولم أخش في الله لومة لائم،””
كيف نستطيع في القرن الحادي والعشرون أن نبرر لبناتنا بأن الشريعة الإسلامية التي ’يصر على إستقاء القوانين منها.. قد أقرّت وحللت رجمهن علنا في حال الزنا..بينما تخفف العقوبه وقد لا تكون في نفس وضع الرجل.. لأنها قد تكون زوجة ثانية.. أو قد يتزوجها شكلآ للتهرب من العقوبة؟؟؟ وجلدهن في حال العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج بينما حللت للرجل “ما ملكت أيمانكم “…
كيف نستطيع في عالم الحرية الفكرية حرق الكتب التنويرية والتي تستند على البحث والحوار.. التي بدأ بحرقها عمرو بن العاص حينما حرق كل كتب مكتبة الإسكندرية التي كانت شعاع التنوير والبحث.. أليس هذا سوى إستبدادية على الفكر بإسم الدين.. بينما ندّعي بأهمية العلم والتعليم.. ولكن بضوابط شرعية تؤكد تعدد الزوجات وتدعو إليه؟؟؟؟؟؟
إن منع وحرق مثل هذه الكتب هو ما أدى إلى الصدام الذي نشهده تخبطا في عقول شريحة كبيرة من شباب المجتمعات العربية ما بين التدين والواقع الذي يعيشه جيل جديد يشاهد أحدث ما وصل إليه العلم والفن على الشاشات الفضية….ويسمع بكتب ليس على كاتبها ضوابط فكرية تقيدة في حريته…
إن هذا الإنغلاق وفي عصر العولمة لم يعد يصلح حتى للثقافة المحلية.. لأنه يبني جدارا عاليا من الخوف من الله المفروض به الرحيم والعادل والغافر للذنوب… ثم الشك بالآخر المختلف.. ثم العزله عن العالم من حولنا..
المعركة التي يواجهها الدكتور عصفور وزير الثقافة.. حين أعلن بأنه لن يلتزم برأي الأزهر فيما ستعرضه وزارة الثقافة من فنون وأعمال.. ليست معركته وحده.. بل هي معركة كل المصريين.. ومقولته “” لن يحكمنا الأزهر”” إن لم تساندها كل القوى الشعبية من الجيل الصاعد نساء ورجالا.. ستكون عودة أخرى لعصور الظلام…
مأساة مصر الحالية أكبر من مجرد ضخ الإستثمارات وخلق وظائف لجيوش العاطلين.. مأساة مصر أكبر من تدهور مستوى العملية التعلمية.. مأساة مصر في المعركة ما بين الحداثة.. أو الإستبداد الديني..
مأساة مصر حين ’يعلن وزير الثقافة “لن يحكمنا الأزهر “” بينما تنص إحدى مواد الدستور على “”أن الأزهر هو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية “”… ومقولة الدكتور هاشم “” الإسلام دين ودولة، عقيدة وشريعة ومعاملة وأخلاق، فصل الدين عن الدولة يجافي الحق””.
بدون فصل الدين عن الدولة.. سيبقى العالم العربي كله أسيرا لأوهامه وأساطيرة وسيدخل عصرا جديدا من الظلم والإرتباك العقلي.. والضياع!
– منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية
خير الكلام.. بعد التحية والسلام ؟
١: إن ما يغرد به هذا الدكتور كما غيره لايخرجهم عن كونه كلام معاتيه أو منافقين ، لأنهم مدركين جيدا أن ثمن قول الحقيقة رزقهم إن لم يكن رأسهم ؟
٢: من أسباب تأخر وتخلف أمة إقرأ هو نفاق هولاء المعاتيه ودجل رجال الدين خاصة من يحملون شهادات الدكتوراه من بلاد الكفار الملاعين ؟
٣: كيف لملايين السذج والمساكين من بلوغ الحقيقة إن كان قادتهم ورجال دينهم منافقين ؟
٤: والسوال السوال لهؤلاء ، كيف يكون الاسلام هو الحل وفيه كل هذا الفسق والأجرام وسبب هلاك ودمار الملايين من المسلمين من بدر وحطين ، سلام ؟