في الثمانينات، لمن لا يتذكّر، اشتعلت حرب “طائفيّة” بين الدولة السوريّة وجماعة الأخوان المسلمين الإرهابيّة؛ وكانت حمص وحماة وبعض إدلب وحلب بؤرة ذلك العصيان غير المدني. ولأن الظروف كانت مختلفة تماماً عن اليوم، فقد سحقت الدولة الإرهاب اللاديمقراطي، وإن بقيت ذيوله تنغّص عيش السوريين كل فترة وفترة. – فماذا فعلت الدولة “العبقريّة” ردّاً على ذلك الإرهاب الإسلامي الذي لم يكن غير شبق سياسي ملفوف بعباءة دينية مهترئة؟
بدل أن تُعلن علمانية [نعني هنا بكلمة علمانية
secularity
وليس
secularism
التي تعني “المذهب العلماني”. الأولى تعني حرية الدين
freedom of religion
في حين تعني الثانية الحرية من الدين
freedom from religion]
الدولة على كافة المستويات، والدولة كانت قادرة وقتها على فرض تلك العلمانية بعد أن خرجت منتصرة من حربها مع الإسلام الإرهابي، دخلت الدولة في “رالي” أسلمة مع جماعات الإسلام السياسي [حساسيّة العلويين الشهيرة حيال التكفير منذ أيام طيب الذكر ابن تيميّة] حتى لا تتهم بالكفر فكانت النتيجة أن انتقل السوريون من الأخونة [من إخوان] إلى القعودة [من منظمة القاعدة “الإسلاميّة” الإرهابيّة التي فقّست في سوريا كثيراً من البيض الفاسد من الدولة “الإسلامية” إلى جبهة النصرة وجيش “الإسلام”، مروراً بكل عصابات القتل الطائفيّة التي تحمل شعار “الإسلام” هو الحل]!!
ذهل كل من التقيته من أن تجرؤ مرشحة قبيسية سوريّة – تظهر قرب ذمّي “نصراني” سيدفع الجزية إن طبقت إسلامها الإرهابي كما أنزل وهو صاغر – وعلماني كردي ستحكم عليه بالردّة والقتل لأن متمم مكارم الأخلاق الذي نبش مجرموه قبور أهلنا في القريتين لا يعرف من العقائد غير الإسلام والنصرانية [دكان مسيحي أقفل منذ القرن الخامس] واليهود.
كعلمانيين، نجد أنفسنا مرفوضين من الطرفين: طرف الإسلام الإرهابي، وطرف الدولة الذي يسعى إلى التأسلم خوفاً من سيف التكفير؛ وسيف التكفير سيبقى مسلطاً مهما حاولت الدولة العبقرية إظهار الأسلمة لأن جماعة الإرهاب الإسلامي سيقولون، مهما علا صوت الآخر في إثبات الأسلمة [على طريقة محطة عماد سارة]، إن ما يقوم به هؤلاء ليس غير تقيّة؛ وكنت سمعت من شيخ شهير للغاية إنه لا يصدّق ادعاءهم الإسلام لأن جعفرهم “الكذوب” – كما أسماه – كان يقول: “التقيّة ديني ودين آبائي: من لا تقيّة له لا دين له”!
كعلمانيين، ونحن أهل البلد الأصليون ولسنا تركمان أو أكراد أو شركس، ندفع دائماً فاتورة التأسلم الغبي الذي تتبناه الدولة! وقديماً، وقت كنّا ضعافاً ولا أحد يعرفنا في هذا العالم، كان مساعد في الأمن العسكري في حمص يسحبنا من أنفنا إلى التحقيق إذا ما اتصل به شيخ وهابي “يدفع” جيداً، ليقول له: هذا كائن يزعج الله ورسوله!
كلمات أخيرة أوجهها إلى صاحبة الحاجبين الملتزمين بسنّة نبينا محمد (ص) [قال أحد المشركين العظماء بسخرية رائعة لأحد أتباع محمد مرة: علمكم صاحبكم حتى الخراءة!!]: الإسلام لم يُنزل. ما أُنزل – كما يعتقد المسلمون – هو القرآن؛ الإسلام كلفظ لم يكن معروفاً؛ والتسمية التي كانت شائعة زمن محمد هي الهاجريون أو الهاجرية. الإسلام أخذ اسمه عن السامريين حين غزا البدو الهمج فلسطين! والسامريون معروفون بشعار: أشلم نفشه لماره، أي، أسلم نفسه لربّه. القرآن، يا عزيزتي، لم ينزل؛ القرآن أُنزل، أي تم ادعاء إنزاله. فالقرآن كُتب بعد محمد بعقود عديدة، ومن ثم فهو نتاج لبيئة سياسيّة مجتمعية بعينها!!
أعرف أنه من الصعب على من يتخذ أو تتخذ الإسلام ديناً أن يفهم معنى الثقافة، خاصة وأن هؤلاء الهمج أحرقوا في بداياتهم كل ثقافة عصرهم؛ مع ذلك، أنصح بقراءة المجلدين الأول والثاني من عملنا، فروقات المصاحف، أو عمل وانسبرو عن القرآن!
شعب لا يقرأ؛ وإن قرأ لا يفهم!
ألا قد بلّغت…
اذا كان الاسلام علم اتباعه الخراءة … فلا مبرر لخوفك ؟
انصحك ان تبتعد من تحت اطياز المسلمين
لكي لا يأتي خراهم عليك فيغمرك ويشبعك ويخرسك