طلال عبدالله الخوري 10\11\2017 © مفكر حر
قلنا وما زلنا نقول منذ بداية الحرب في سوريا قبل 7 سنوات, وقد حددناها في مقالاتنا السابقة بأنها حرب بالوكالة بين روسيا وحلفائها من جهة, وأميركا وحلفائها من جهة أخرى, وقلنا ايضاً بأن هدف روسيا من هذه الحرب هو إبادة المعارضة السورية لصالح نظام حليفهم المجرم بشار الأسد, الذي, بالواقع, ما هو الا دمية تحركه المخابرات الروسية من خلف الستار عن طريق المخابرات السورية التي هي فرع للروسية في سوريا, وذلك لكي تحصل روسيا على أوراق تفاوضية تستطيع بها ان تدعي بأنها لاعب دولي وقوة عظمى ويجب ان تأخذ مصالحها في عين الاعتبار لدى الغرب, وخاصة في ملفي القرم الأوكرانية التي احتلتها وملف المقاطعة الاقتصادية لها .. وما ينطبق على روسيا ينطبق على ايران …. وبالمقابل فان هدف اميركا هو منع حصول روسيا او ايران على أي ورقة تفاوضية على الاطلاق, وذلك من دون ان تخسر قرشا واحدا او قطرة دم واحدة, وذلك عن طريق إغراقهما في الحرب السورية, والتي اهلكت كاهلهما بكلفة مقدارها 100 مليون دولار شهريا تتقاسمها كل من روسيا وايران مناصفة وسيتم استنزافهما بمثل هذا المبلغ, والمرشح للزيادة, حتى يعلنا خساراتهما للحرب ولو بعد قرن, ويخرجوا من سوريا ذليلين بعد ان يغرقوا بلديهما بديون لا طاقة لهم على سدادها بمئات السنين…. فأميركا مرتاحة لا تخسر أي شيء وهي تكسب كل يوم.. بينما روسيا وحلفائها يخسرون وتتم استنزافهم في كل يوم.. ولا تصدقوا هذه الانتصارات الفارغة التي يدعونها, فهذا كما هو معروف بالحروب كر وفر, وتستطيع اميركا خلال 24 ساعة إعادة كل من حلب ودير الزور والغوطة الشرقية والغربية للمعارضة كما كانت قبل 7 سنين, وإعادة روسيا وحلفائها الى نقطة البداية التي كانوا بها قبل 7 سنين.
بعد هذه المقدمة, فإن سياسة اميركا في سوريا هي ان تفرض على كل من روسيا والنظام السوري وايران, ان يقبلوا بالقسمة الحالية الموجودة على الأرض: بمعنى ان يكتفي النظام وروسيا وايران بالمناطق التي تحت سيطرتهم الان في الداخل, وتركيا وحلف الاخوان بمنطقة ادلب وشمال حماة, وحلفاء اميركا بالجنوب والشرق بعيدا عن الحدود الإسرائيلية والاردنية والعراقية: أي عمليا المنفذ الوحيد للنظام وروسيا وايران على الخارج من خلال البحر, او من خلال مطار دمشق الدولي فقط لا غير, اما المنافذ البرية فليس لهم أي سيطرة عليها..
الآن: هنا لدينا احتمالان:
الاحتمال الأول: ان تقبل روسيا وحلفائها بهذه القسمة المذلة: وهنا على كل من روسيا وايران ان تستمرا بضخ 100 مليون دولار شهريا الى النظام السوري لكي يبقى واقفاً على ساقيه, والا سينهار .. وهذا يعني مزيدا من الاستنزاف لهم .. ولن يتوقف هذا الا بهزيمتهم ولو بعد 100 عام, وهذا يعني انتصار اوتوماتيكي للمشروع الأميركي من دون ان تنفق قرشا واحدا او قطرة دم واحدة على عكس ما حصل لها في العراق.
الاحتمال الثاني: وهو المرجح: ان لا تقبلا بهذه القسمة , وعندها ايضا سيتم استنزافهما بحروب ابشع مع المعارضة السورية , وبشكل اكبر وستتضاعف كلفة الحرب عليهما ماديا وبشريا.. وأيضا هنا لن تنتهي هذه الحرب الا اذا أعلنت كل من روسيا وحلفائها الهزيمة والخروج اذلاء.. وهذا يعني ببساطة ايضا انتصار المشروع الأميركي.. والذي هو بكلا الحالتين انتصار للشعب السوري الذي ستخلص من حكم عائلة الأسد الاستبدادية والمدعومة من المخابرات الروسية.
أي بكلا الحالتين الحرب السورية هي نهاية النظام السوري والروسي والإيراني وحزب الله ولا يوجد امامهم حل اخر, أي بشكل اتوماتيكي انتصار للشعب السوري, ونصيحتنا لهم بان يقرأوا ويفهموا مقالنا ويخرجوا من الان لكي يخففوا من خسائرهم. ولكن هيهات ان يفهم المستبدون.
١: أعتقد أن الروس خارجون من سوريا قبل الانتخابات الروسية الفادمة ، حيث هنالك تحرك في روسيا ضد بوتين بهذا النصوص ؟
٢: هنالك طرح غربي للروس بتحجيم دور إيران وحزب اللَّات في سوريا مقابل بقاء الاسد وتحجيم المعارضة وقسمة سوريا على إثنين ؟
٣: وأخيراً …؟
الولي الفقيه سيتجرع كأس الزقوم كما تجرعها سلفه الخميني ، بحرمانه من نشوة النصر في سوريا، والتي بقى لها عام أخر ، سلام ؟