استوقفني يوم أمس بوست لأحد الأصدقاء الأعزاء يتباكى فيه على ايام رجالات سوريا إبان الاستقلال الاول و ما بعده في أربعينات القرن الماضي .. و ذكر اسماء لشخصيات سياسية من عائلات سوريّة عريقة قادت البلد لاحقاً نتيجة سياساتهم الضيقة و قصر نظرهم الى زمن الانقلابات العسكرية ، تمهيداً لوحدة عاطفية غير مدروسة مع الشقيقة مصر ، الى حين الوصول الى تسليم زمرة من صراصير البعث لقيادة الدولة و المجتمع ، ما ألحق سوريا بنتائج كارثية على كافة الاصعدة ، الشيء الذي ترتب عليه لاحقاً تحويل سوريا الى مزرعة أسدية يحكمها مختار برتبة إله..
سوريا بحاجة الى كتابة تاريخها من جديد بعيداً عن العواطف الممجوجة ، و عن القصص العاطفية المتوارثة الضيقة الآفاق لما كانت عليه سوريا قبل البعث على ايام من يدّعون بأنهم قادة ما بعد الاستقلال ، للقول و بالفم الملآن بأنّ سوريا نالت استقلالها ربما من المستعمر الفرنسي ، و لكن رجالاتها لم تكن بحجم هذه الأمانة ، ما اوصلنا اليوم الى ما نحن عليه..
الاستقلال لم ينجز بعد ، و سوريا لم تُحكم بعد بقائد على مقاس تحدياتها ، بانتظار شخص يرى مصلحة سوريا قبل مصلحة حزبه ، و ينظر الى مصلحة المواطن السوري على انها فوق كل المصالح ، فقبل هذا و ذاك فلنهنأ بكتب التاريخ المضللة ، و لنعش على اطلال و ذكريات بلد قالو انه الوطن الثاني لكل شعوب الارض…