لندنستان والإخوان 2-2
د. كامل النجار
في البدء اعتمدت جماعة الإخوان المسلمين على تبرعات الأعضاء وقامت ببعض الأعمال الخيرية مثل رعاية الأرامل والأيتام من أجل أن تكسب ود المواطنين. ولكن الأوضاع تغيرت في عام 1954 بعد محاولتهم الفاشلة لاغتيال جمال عبد الناصر في المنشية، واستعداء النظام الحاكم الذي اعتقل وسجن أعضاء كثيرين من الجماعة. وقد تمكن بعض الأعضاء النافذين من الهروب من مصر إلى سوريا والأردن والسعودية، حيث وجدوا أحضان النظام السعودي مفتوحة لهم ليساعدوا المملكة في الخلاص من جمال عبد الناصر الذي كان قد بدأ تأليب الشارع العربي ضد حكم العوائل في دول الخليج.
وكان من ضمن الأعضاء النافذين الذين هربوا إلى سوريا ثم السعودية، سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا البكر، الذي وجد أذناً صاغية من الملك فيصل. أقنع سعيد رمضان الملك فيصل بأهمية فتح مراكز نشاط إسلامي في أوربا، فوافق الملك فيصل على طلب سعيد رمضان وفتح له خزانة المملكة العربية السعودية. هاجر سعيد إلى سويسرا عام 1958 لينشيء المركز الإسلامي في جنييف. وقتها تصادف أن الحكومة الألمانية قررت بناء مسجد في ميونخ للمسلمين الذين نزحوا إليها بعد الحرب العالمية الثانية. ولما كان سعيد رمضان محملاً بدولارات السعودية، سافر إلى ميونخ وتولى بناء المسجد والمركز الإسلامي هناك، وأصبح هذا المركز أهم مكتب لتجنيد الشباب المسلم في صفوف الإخوان
(http://www.islam-watch.org/AdrianMorgan/…-West.htm)
رجع سعيد رمضان إلى سويسرا وأنشأ المركز الإسلامي الذي افتتحه الملك خالد، وكان يصرف عليه ستة ملايين دولار سنوياً. هذا المركز أصبح كذلك من أهم الأماكن التي تجند المحاربين وترسلهم إلى أفغانستان. واستمر سعيد رمضان في الحصول على البترودولارات لتمويل نشاطات الإخوان المسلمين في أوربا، وعندما توفي سعيد رمضان عيّن الإخوان المسلمون أحد الأعضاء البارزين في مصر لملاحقة البنوك السويسرية لاسترداد الأموال الطائلة التي كانت تحت تصرف سعيد رمضان ولكنهم فشلوا في استردادها.
وكان هناك عضوان من الإخوان المسلمين في سويسرا، مصطفي ندى وأحمد هوبر (نازي سويسري أسلم وانضم إلى الإخوان) الذين تمكنا من إنشاء بنك التقوى في جزيرة البهاما عام 1988 برأس مال يقدر بمائتي وستة وثمانين مليون دولار، قدمتها لهم “رابطة العالم الإسلامي Muslim World League (نفس المصدر). ولهذا البنك فروع في الجزائر وليجنستاين Liechtenstein وإيطاليا ومالطة وبناما وسويسرا. وقد اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية بنك التقوي بغسيل الأموال من أجل المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وحماس وجماعة “حزب النهضة” التونسية وجبهة الإنقاذ الجزائرية، وقدرت أن البنك حول ما لا يقل عن ستين مليون دولار لهذه المنظمات.
وفي لندن عينت منظمة الإخوان المسلمين السيد أحمد الهلباوي ليكون خبيرهم في الإرهاب والناطق الرسمي باسمهم. واستطاع الهلباوي تكوين The Muslim Council of Britain (المجلس الإسلامي البريطاني) الذي عينه توني بلير، رئيس الوزراء السابق، مستشاراً للحكومة في أمور الإسلام والمسلمين ببريطانيا. الناطق الرسمي باسم هذا المجلس هو السيد عزام تميمي، الذي كان الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين الأردنية قبل أن يهاجر إلى لندن. وعزام تميمي يكن كل الولاء لمنظمة حماس، وعمل بإخلاص لجمع الأموال لدعم المنظمة. واستطاع أن يقنع الحكومة البريطانية التي سمحت له بتكوين جمعية خيرية باسم إنتربال Interpal مهمتها مساعدة الفلسطينيين. وهذه الجمعية تتمتع بإعفاءات ضريبية مثلها مثل كل الجمعيات الخيرية. والمثير للانتباه في هذه الجمعية أن رئيسها هو السيد إبراهيم حويط، ونائب الرئيس الدكتور عصام مصطفي الذي يرأس في نفس الوقت مؤسسة “إئتلاف الخير” Union of Good التي أنشأها الشيخ يوسف القرضاوي في جدة لمساعدة الفلسطينيين. وقد قدم برنامج بانوراما التابع لإذاعة البي بي سي حلقة عن نشاطات جمعية إنتربال والدور الذي ربما لعبه عصام مصطفي في تحويل أموال إنتربال إلى حماس. وبعد عرض هذا البرامج أخضعت رئاسة الجمعيات الخيرية البريطانية جمعية إنتربال للتحقيق مرتين، ورغم أنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا التهمة إلا أنهم صرحوا بأن الحسابات والمنصرفات لم تكن محفوظة بطريقة جيدة. وقد صنّفت وزارة الخزانة الأمريكية جمعية إنتربال كجمعية تساعد الإرهابيين وحظرتها.
وفي نفس الوقت حظرت وزارة الخزانة الأمريكية التعامل مع جمعية “إئتلاف الخير” في عام 2008 على أساس أنها تمول حماس عن طريق إنتربال وجمعية ASP السويسرية ومؤسسة سنابل اللبنانية.
وأسس كذلك سعيد رمضان بمساعدة الفرنسي فرانسوا جينو البنك العربي التجاري بجنيف، وكانت مهمة هذا البنك دعم التسلح والإرهاب الإسلامي.
أما في ألمانيا فالشخص الرئيسي لتمويل الإسلامين هو الأخ المسلم إبراهيم الزيات، وزير مالية الإخوان في أوربا، ورئيس الجمعية الإسلامية بألمانيا، حيث يقيم. وهو من المطلوبين في مصر وقد حكمت عليه المحكمة العسكرية غيابياً بعشر سنوات سجن. وهو رجل أعمال ناجح يجمع الأموال من ألمانيا وغيرها لبناء المساجد ويتاجر في العقارات. ويتعاون الزيات مع رئيس الجمعية الإسلامية التركية Milli Görus بألمانيا، وهو ابن أخ رئيس وزراء تركيا. هذه الجمعية تكونت عام 1971 ولديها بين 26000 و 28000 ألف عضو في ألمانيا ولها فروع في فرنسا وهولندا والنمسا والدنمارك والسويد وإنكلترا. وتقول الجمعية إن مجموع أعضائها بأوربا يبلغ 300000. هذه الجمعية تسيطر على بناء المساجد والمدارس والتعاونيات. وقد اعتقلت الشرطة الألمانية حديثاً إبراهيم الزيات ورئيس الجمعية التركية وتحقق معهم بتهمة جمع الأموال بغطاء ديني واستعمالها لأغراض سياسية (آفاق 24/3/2009).
وفي أمريكا افتتح الأخ المسلم مصطفي شلبي “مركز الكفاح للاجئين” في بروكلين بنيويورك، وكان تمويل المركز غامضاً واشتهر بتجنيد المحاربين وإرسالهم إلى أفغانستان. وعند موت مصطفى شلبي كان رصيد المركز مليوني دولار أمريكي. ولأن المركز كان ناجحاً في التجنيد، أراد الشيخ عمر عبد الرحمن ومحمود أبو حليمة الاستيلاء عليه، ورفض مصطفي شلبي أن يتخلى عنه، فقُتل في ظروف غامضة.
وكان هناك كذلك عبد الرحمن العمودي، من الإخوان المسلمين بإرتريا، الذي نزح إلى الولايات المتحدة ونال الجنسية الأمريكية، وكانت له اتصالات عديدة بليبيا ودول الخليج. واستطاع في وقت وجيز أن يجمع أموالاً طائلة وأظهر نفسه على أنه من الإسلاميين والوسطيين واستطاع أن يخدع وزارة الدفاع الأمريكية “البنتجون” فعينوه مستشاراً للوزارة لشؤون الإسلام في القوات الأمريكية. وكان من الزوار المعروفين للبيت الأبيض في ولاية الرئيس جورج دبليو بوش. ولكن يبدو أن العمودي كان يغسل الأموال لدعم الإرهاب، وقد ألقت السلطات الأمريكية القبض عليه في أحد المطارات الأمريكية ووجدوا بحقيبته آلاف الدولارات، واعترف أنها كانت أموال ليبية الغرض منها تدبير عملية إغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقد قدموه للمحاكمة تحت تسعة عشر بنداً تتضمن غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وتجنيد المحاربين.
أما في آسيا فكان رجلهم الأول لتمويل العمليات هو السعودي محمد جمال خليفة (أبو البراء)، صهر بن لادن وصديقه الشخصي منذ أيام الدراسة بجامعة الملك عبد العزيز. قضى خليفة عدة سنوات في باكستان أيام الغزو السوفيتي لأفغانستان، قال إنه كان يبني فيها المساجد والمدارس للنازحين. ثم انتقل إلى الفلبين وأنشأ “الجمعية الخيرية” التي تغير اسمها فيما بعد إلى “الجمعية الخيرية العالمية”. وكان الممول الرئيسي لجماعة أبي سياف الفلبينية. وفتح عدة شركات عالمية اعتبرتها الإدارة الأمريكية واجهات الغرض منها تمويل الإرهاب. وفي عام 1994 اعتقلته السلطات الأمريكية ووجدوا بحوزته كتيبات عن تصنيع القنابل وأرقام تلفونات لشخصيات مهمة في عالم الإرهاب. وقد قُتل محمد جمال خليفة في منجم ألماظ كان يمتلكه في جزيرة مدغشقر في يناير 2007.
وفي غزة، كما في مصر، فإن الإخوان يملكون عدة شركات لبيع الأثاث، والسيارات، والأجهزة الكهربائية، ودكاكين ملبوسات وأدوات كهربائية وكمبيوترات. وقد اعترف أعضاء حماس الذين اعتقلتهم السلطة الفلسطينية بأنهم يديرون شركات تملك ملايين الدولارات (الشرق الأوسط، 6/12/2008). يقول الدكتور فضل في كتابه “قميص غزة” إن الإخوان قد أنشأوا التنظيم العالمي الذي يسيطر على منظمات الإغاثة وعلى الجامعات. ويقول كذلك إن إمبراطورية الإخوان إمبراطورية عالمية أغنى من بعض الدول.
فالإخوان المسلمون التي بدأت بتبرعات الأعضاء، كيف استطاعت أن تجمع أموالاً تفوق موازنات بعض دول العالم الثالث إذا لم يكونوا متعاونين مع الأنظمة العربية الحاكمة، خاصةً في الخليج، ومع المنظمات الإسلامية الأخرى، التي هي وليدتها على أي حال؟
ثم ماذا يصنع الإخوان المسلمون بكل هذه الأموال؟ هم يستعملون هذه الأموال في الآتي:
1- بناء المساجد والصرف على أئمتها الذين يتدربون على غسيل أدمغة الشباب لتجنيدهم في المنظمات الإرهابية. وقد أثبتت الشرطة البريطانية أن ثلاثة من الشباب الباكستانيين الذين فجروا الباصات وقطارات المترو بلندن عام 2005 كانوا من رواد المسجد الذي يؤمه أبو قتادة الفلسطيني الأردني.
2- الصرف ببذخ على اتحادات الطلاب الإسلامية بالجامعات الغربية لكي يتسنى لهم تجنيد الطلبة في منظمتهم. أجرت منظمة Centre for Social Cohesion البريطانية مسحاً في الجامعات البريطانية ضم عينة من 1400 طالب مسلم. 32% منهم قالوا إن القتل من أجل الدين يمكن تبريره. 59% قالوا على المرأة لبس الحجاب. 40% قالوا إن الشريعة الإسلامية يجب أن تكون متضمنة في القوانين البريطانية. 33% قالوا إنهم يؤيدون رجوع الخلافة. 68% قالوا إن الإسلام والديمقراطية لا يتعارضان. 40% عارضوا الاختلاط. هؤلاء الطلبة الذين تربوا في إنكلترا وتعلموا بها قد غُسلت أدمغتهم بواسطة جمعيات طلابية تمولها المنظمة، وكما يقول الدكتور فضل، منظر “الجهاد” إن الجماعة قد أنشأت التنظيم العالمي الذي يسيطر على الجامعات.
واستعانت الجماعة بأنظمة الحكم الخليجية التي دفعت تبرعات سخية للجامعات الأوربية واستطاعت بواسطتها أن تتغول على حرية التعبير بين الأساتذة في تلك الجامعات، فأصبحت الجامعات تحظر أي نقاش قد يسبب حرجاً للمسلمين، كما يقول أدريان مورغن في موقع Centre for social cohesion.
وكنتيجة لهذا الغسيل الدماغي يوجد الآن في هولندا حوالي عشرة آلاف شاب ملتحين يرفضون مصافحة النساء، ونساؤهم يرتدين البرقع. تقول إحدى الشابات مغسولة الدماغ “أنا ألبس البرقع بدون أن يجبرني أحد بينما المرأة في المجتمع الغربي مضطهدة لأن المجتمع يتوقع منها أن تظهر جسدها ليحكم عليها من مظهرها الخارجي.” (آفاق 4/4/2009). وكأنما هي لا يحكم عليها الإسلاميون من مظهرها الخارجي. الشخص الذي يُغسل دماغه يصبح ببغاء يردد ما أملاه عليه مدربوه دون أي تفكير.
3- إنشاء جمعيات عديدة للتأثير على صانعي القرار السياسي. فمثلاً في إنكلترا أنشأ كمال الهلباوي مؤسسة المجلس البريطاني الإسلامي الذي انخدع به رئيس الوزراء وأعتبره الممثل الشرعي للمسلمين المعتدلين، فأصبح يستشيرهم في كل كبيرة وصغيرة تخص الإسلام. وهم يفعلون ذلك لأنهم يعرفون أن الحكومات لا تتعامل مع الأفراد مهما كانوا معتدلين وإنما تتعامل مع المؤسسات. هذا التنظيم اكتسب ثقة الحكومة واستغل أفراده هذا الثقة لتنفيذ برامجهم. فمثلاً ألّف تميمي، الناطق الرسمي باسم المجلس الإسلامي، كتاباً عنوانه “راشد الغنوشي – ديمقراطي بين الإسلامويين” Rachid Ghanouchi, Democrat Within Islamism. وطبعاً راشد الغنوشي يبعد عن الديمقراطية بعد الشمس عن الأرض.، وهو المطلوب في تونس والمحكوم عليه بالسجن المؤبد عام 1992 عندما هرب إلى مصر ثم إلى السودان في استضافة الشيخ حسن الترابي الذي استضاف قبله أسامة بن لادن والإرهابي كارلوس الأرجنتيني. ولكن الفكرة من الكتاب هي إقناع الحكومة البريطانية باعتدال راشد الغنوشي الذي تحاول الحكومة طرده من البلاد.
وأنشأ تميمي كذلك The Institute for Islamic Political Thought ويقيم هذا المعهد محاضرات يدعو لها السياسيين وصناع القرار ويكون المتحدثون في الندوات من الإخوان المسلمين الذين يستعملون الخداع ويقولون للسياسيين إنهم يؤمنون بالتعددية والديمقراطية، وكل القيم الغربية، بينما يخططون للخلافة التي لم تسمع بالديمقراطية. وقد أثبت الإخوان هذه الحقيقة عندما كان النائب البريطاني جورج غالوي، الصديق الحميم للفلسطينيين وللمقبور صدام حسين، مجتمعاً مع بعض المسلمين في دائرته الإنتخابية في محاولة منه لكسب أصواتهم في الإنتخابات عام 2005، فهجمت مجموعة من الشباب المسلم المسلحين بالمدي والسواطير على الاجتماع وقالوا للمجتمعين إن الديمقراطية بدعة، وكل من يشترك في التصويت مرتد. اكتشفت الشرطة بعد التحقيق أن المهاجمين ينتمون إلى حزب التحرير، أحد أذرع الإخوان المسلمين. وأعضاء هذا الحزب هم الذين غيروا اسم لندن إلى “لندستان” وصرح أبو عز الدين، أحد قيادي الحزب بلندن، أن هدفهم رفع علم الإسلام على مكتب رئيس الوزراء وعلى قصر ملكة إنكلترا
4- إنشاء مواقع عدة على الإنترنت لتجنيد الشباب في المنظمة وأسلمة الشباب غير المسلمين. وهناك آلاف المواقع التي تدار من إنكلترا لهذا الغرض وتملأ صفحاتها التصريحات المضادة للديمقراطية والتعددية. فمثلاً في موقع “Islambase” نجد مقالاً لأبي حمزة المصري، يقول فيه “حاربوا غير المسلمين حتى يسلموا أو يعطوا الجزية وهم صاغرون، ويدعو إلى إقامة الخلافة وقتل المسلمين العلمانيين. وفي نفس الموقع هناك مقال باسم الأردني أبو محمد المقدسي يحثهم على الجهاد وتجاهل من ينتقدهم وقتل أعداء الله. أما أبو عز الدين فيقول (هل أنا مسلم بريطاني؟ طبعاً لا، لأن المسلم البريطاني هو الذي يكون ولاؤه للملكة وللضمان الاجتماعي، أما المسلم الحق ولاؤه لله والنبي والمسلمين.
5- إنشاء المدارس التي تعلم الأطفال الأصولية. يقول عمر بكري، الهارب من إنكلترا، في تسجيل صوتي على نفس الموقع بتاريخ 12/4/ 2008 (يجب تربية الأطفال ليكونوا قادرين على نشر الإسلام بالدعوة والجهاد) (Cohesion Centre for Social).
فمنظمة الإخوان المسلمين سوس ينخر في أساس المجتمعات الغربية كي تنهار وتقوم فوق أنقاضها الخلافة الإسلامية التي لم تقدم للعالم الإسلامي أي شيء إيجابي على مدى ألف وأربعمائة عام. وطبعاً موضوع الخلافة بالنسبة لهم ما هو إلا واجهة يختفون خلفها. والهدف الرئيسي لحملتهم هو جلوسهم على كراسي الحكم الوثيرة وقتل وأسر من لا يسلم وسبي النساء البيض حتى يستمتعوا بما ملكت أيمانهم. إنهم بلا شك أساطين النازية الجدد.