من الواضح أن النظام الأسدي العميل الروسي -الإيراني، لم يترك أي مجال للحراك العسكري والسياسي في الفضاء السوري سوى (حرب التحرير الشعبية ) ضد الاستعمار، لأن الثورة السورية لم تعد ثورة حرية وكرامة وسيادة ضد الاستبداد والطغيان الداخلي الأسدي التشبيحي العسكري والأمني الطائفي الأسدي فحسب ، بل هي ثورة تحرر وطني من أجل استقلال ثاني بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، وذلك ضد تحالف استعمار خارجي (روسي –إيراني)، مع داخلي طائفي استيطاني أسدي…
من الواضح أن العالم متواطيء كل لحسابه ومصالحه مع النظام الأسدي، بعد انتاجه لنقيضه الداعشي المناسب عالميا له بصمت ودعم دولي، ليصبح الأفق الوحيد أمام الثورة السورية من أجل الحرية، هو الأفق الأسدي أو الأفق الداعشي ،حيث يجد الأمريكان والغرب وأصدقاء سوريا أنهم في حل وهم معفيون من التزاماتهم السياسية والعسكرية والأخلاقية تجاه الشعب السوري والثورة السورية للفتك بها ….من خلال الانحياز للأقل سوءا (الأسد) وفق المنظور الأمريكي –الإسرائيلي ، حيث يقدم خيار مستقبل الأسد بالضد من خيار مستقبل البغدادي الداعشي من جهة، ومن جهة أخرى يكون الأمريكان وإسرائيل والغرب لم يستنفذوا مستقبل مشروعهم الشرق الأوسطي بعد، وذلك من خلال عدم استنفاذ أدوار الأسد والبغدادي والحلفاء الصغار من أمثال البيكيكي وقوى التفكيك الداخلي السوري والعربي والشرق أوسطي …!!!
هذا يعني بالنسبة لنا أننا ليس أمام حلول سريعة سوى الاستسلام أو المقاومة على الطريقة الفيتنامية التي استمرت ثلاثين سنة ، وهزمت أمريكا بدون (شحادة أسلحة من أحد )، حيث استخدمت القصب المتوفر لديها بكثرة لا ستخدامه كأداة لإطلاق السهام ، وهذا شرط ضروري لخوض معركة طويلة ليست بحاجة لأحد، لنتحرر أولا من وصاية الأصدقاء ، في أن لا ننتظر السماح لنا باستخدام ليس بواريدنا فحسب، بل ومسدساتنا من قبلهم … ومن ثم انتظار موافقة المعلم الأمريكي على إرسال هذه الأسلحة المقننة المحسوبة وفق المعايير الأمريكية القائمة على عدم الهزيمة لأحد، لكن دون الحدود التي لا تسمح بالنصر لأحد أيضا، حيث لا يزال منذ بداية الثورة وحتى اليوم الموقف الأمريكي والغربي والإسرائيلي ، هو مبدأ (لا غالب ولا مغلوب ) …
يجب أن يفهم الأصدقاء قبل الأعداء أن الشعب السوري الذي قدم كل هذه التضحيات الاستثنائية الهائلة في تاريخ الثورات، لا يمكن أن يستسلم أمام الغزو الروسي –الأسدي الاستعماري الذي لا يزال حتى اليوم يراوح بالمكان، وأن بمنح مرتزقته السياسيين المسميين معارضين تأييده لكي يحظوا بمقاعد وزارية كمكافآت أسدية تحت رايته وشرعيته (العار)، على حساب دم السوريين ودم أطفالهم وعذراواتهم، أو على حساب كرامة وشرف وحرية الأمة التي وضعت بصمتها على جسم الكون، بأن الشعب السوري هو من ختم التاريخ الانساني الحديث اليوم بخاتم ( الثورة /الدم ) تعميدا للحرية للتأسيس لزمن كرامة وحرية جديد ….